الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مناقشة -الاشتباك- في دار الفاروق للروائي الفلسطيني :سعادة أبو عراق
رائد الحواري
2017 / 8 / 27الادب والفن
مناقشة "الاشتباك" في دار الفاروق
للروائي الفلسطيني :سعادة أبو عراق
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية لدار الفاروق تمت مناقشة (رواية) "الاشتباك" للكاتب الفلسطيني "سعادة أبو عراق" وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبد الله البيتاوي" مبينا أهمية الاطلاع على كافة أصناف الأدب، وأن هذه الجلسة تعد من ضمن نهج دار الفاروق التي تعكف على تبيان وتحليل الجوانب الفنية والأدبية للكتاب الفلسطينيين خاصة والعرب عامة أما وجدوا.
أما فيما يتعلق بالعمل الأدبي المطروح اليوم للنقاش ألا وهي "الاشتباك" فأنا أرى أنه مسرحية من فصل، لأن فقرات السرد القليلة التي تخللته ما هي إلا توضيح وإرشاد لحركة الممثلين على خشبة المسرح وأن الحوار الذي كان يجري بين الشخصيات في غرفة ضابط أمن المستوطنة طغى لم يترك لنا فرصة للتفكير بنوع النص ، فالعمل هو مسرحي وليس روائي، وأن هناك هوة وقع فيها الراوي عندما تجاهل المدعي العام حديث الجندي "عمواس" حول سرقة مسدسه من قبل "فايز الراجح" فالاحتلال لا يمكن أن يهمل مثل هذه الاتهامات حتى لو كان متيقنا بكذب المتحدث، كما أن الكاتب تجاهل أن دولة الاحتلال تتعامل مع أفرادها من خلال المؤسسة وليس من خلال علاقات فرادية أو علاقات شخصية، لهذا كان هناك عدم إقناع في العلاقة القائمة بين الضابط "إلياهو" وبين "عموس"، ومن المآخذ أيضا على هذا العمل لغة الشخوص، فرغم أن المحتل يتكلم بالعربية إلا أن له لكنه/طريقة خاصة في لفظ الأحرف العربية وكان على الراوي أن ينتبه لهذه المسألة حتى يتمكن المتلقي من تميز لغة كل شخصية، وفي نهاية مداخلته قال أن هناك أعمالا روائية أفضل بكثير من هذا العمل للمؤلف كان علينا أن نتناول إحداها بدلا من هذا النص الذي وقع بين أيدينا.
ثم تحدثت الروائية "خلود نزال" عن العمل فقالت: " فأكدت بأنها لا ترى في هذا العمل رواية حيث المكان والزمان والشخوص محدودة، ولا تخدم فكرة الرواية التي تحتاج إلى مكان أوسع وزمان اكبر وشخصيات أكثر وأحداث أشمل، وأضافت بأنه يوجد مبالغة في وصف قدرة الفلسطيني ونقص في وصف قدرة المحتل، الذي يتعامل بذكاء ودهاء خارق ليس مع الفلسطيني فحسب بل أيضا مع العرب، وإذا ما تأملنا في النص سنجد هناك بعض الأخطاء المطبعية وقعت في النص وكان يمكن تجنبها قبل تقديمها للمتلقي.
أما الشاعر "جميل دويكات" فقال أن العنوان إشكالي، فهناك اشتباك بين المحتل والفلسطيني، واشتباك آخر "يهودي يهودي" بين عمواس من جهة وبين الضابط "الياهو" والمدعي العام من جهة أخرى، مضيفا أن لوحة الغلاف تخدم فكرة النص وتفدم له بشكل جيد، أما فيما يتعلق بالعمل فهو عمل مسرحي وليس رواية، لأنها أولا قائمة على الحوار، ثانيا زمانها محدود، ثالثا مكانها غرفة الضابط، أما فيما يتعلق باللغة فهي لغة واحدة لكافة الشخصيات، بحيث لا نجد أية فوارق في كلام الشخصيات وهذا يضعف العمل فنيا، وفيما يتعلق بالحبكة فقد كان هناك مبالغة في تصوير الفلسطيني "فايز الراجح" الذي قدم كشخص خارق رغم تواضع مهنته، ولكن لكي نكون منصفين علينا أن ننظر إلى العمل من خلال الفترة الزمنية التي كتب فيها، فهو كتب في عام 1984، لهذا يجب أن ننظرإليه من خلال الزمن الذي كتب فيه.
وتحدث الأستاذ "محمد شحادة" عن النص فقال أن تسميته رواية يعد تسمية كبيرة جدا، ولا تتناسب والنص، فهو أقرب إلى قصة بوليسية منه إلى الرواية، ونجد فيه الناحية التمثيلية واضحة وجلية، مضيفا أن الحبكة كانت ضعيفة ولم نشهد تسلسل منطقي في تسلسل الأحداث، لهذا يمكن أن يكون هذا النص تمثيلية/مسرحية تقدم في حلقة واحدة، وأضاف أن المبالغة في تقديم الفلسطيني لم يخدم واقعية الحدث.
وتحدث الأستاذ "نضال دروزة" قائلا: إننا أمام عمل مسرحي، فالحوار يغلب ويهيمن على النص بشكل واضح، لهذا أجد صعوبة في تصنيفه رواية، وهناك خطأ وقع فيه الراوي حيث لم يكن موفقا في تقديم لغة الشخوص التي تحدثت بلغة واحدة، لهذا لم يكن لنا أن نميز لغة الضابط عن لغة الفلسطيني.
وتحدث المسرحي "سمير عودة" فقال: أننا أمام عمل مسرحي، لكنها مسرحية متواضعة لأن الشخصيات تحدث بلغة واحدة لم تكن مقنعة للمتلقي خاصة عندما قدمت المحتل بهذه السذاجة والفلسطيني بتلك القوة والذكاء، وأضاف أن الصراع بين الضابط "الياهو" المنتمي للمؤسسة الاحتلالية وبين "الجندي "عمواس" كان أقوى وأكثر إقناعنا من الصراع الدائر بين الاحتلال وبين "فايز الراجح" مضيفا أن افتقاد العمل لعنصر المرأة يعد نقصا فيه، فهي فاعلة إن كانت من المحتلين أم من الفلسطينيين.
وتحدث الأستاذ "سامي مروح" فقال: أننا أمام مسرحية كاملة وليس رواية، لأن المكان والزمان الشخوص والأحداث كلها كانت محددة، وإذا ما توقفنا عند فكرة المسرحية سنجدها مبالغ فيها، وهذا يؤكد لنا أن الراوي بعيد عن الواقع الذي يمارسه المحتل.
أما الناقد "رائد الحواري" فتحدث عن أهمية الزمان الذي لم يحدده لنا الراوي، وهذا يعطينا فكرة الصرع المفتوح معه، أما فيما يتعلق بالمكان، فأن تخصيص الراوي له "غرفة الضابط" يؤكد على أنه مكان فلسطيني رغم وجود المحتل وهيمنته عليه.
علما بأن العمل نشر في عام 2017 عن دار كنوز المعرفة للطباعة والنشر، عمان الأردن، وعليه يمكن تلخيص النقاش بما أجمع عليه جل المتحدثين بأن العمل هو مسرحية وليس رواية وأن لغة الشخوص كلها لغة واحدة هي لغة المؤلف وأن الحبكة لم تكن مترابطة بما يكفي لإقناع القارئ بما أراد الكاتب أن يقول .
وفي الختام شكر مدير عام دار الفاروق الحضور وتمنى أن تجمعهم الكلمة الراقية دائما من أجل أدب ينقل إلى العالم أجمع ما يعانيه الفلسطيني في ظل ظروف الاحتلال البغيض.
هذا وقد أعلن بأن لقاءنا القادم سوف يتم في يوم السبت الموافق 9/9 لمناقشة كتاب "قلب العقرب" للشاعر "محمد حلمي الريشة" وتمنى للكل التوفيق .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي