الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلي الحركات الطلابية

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2017 / 8 / 28
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


ظاهرة التخندق السياسي والفكري ومعاداة القوى الديمقراطية ونشاز الصورة.

منذ ثلاثة أعوام ونيف، طالعنا وتابعنا بروز تيارات وشخصيات مختلفة علي سطح المسرح العام خاصة في الجامعات السودانية، وكنا قريبين من الساحة السياسية سيما في بدايات ظهور الحركة السودانية للتغيير، وقد أجرينا بعض محاولاتنا لتقريب المسافات مع تلك الحركة في مواقف ومحطات عديدة هدفها الإستكشاف وتقريب وجهات النظر بالتواصل، لكنها بين الفينة والآخرى تكشف عن عدائها السياسي لليسار وتشويه التاريخ، فالحركة الشعبية التي عمد السياسيين الجدد (معمر + الطيب) علي تشويه رؤيتها الفكرية وخطها السياسي وآلياتها الثورية من خلال أركان نقاش شهد عليها طلاب جامعة الخرطوم لم تباري الشتيمة بمثلها، فكالوا الشتائم علي رفاق/ت الجبهة الديمقراطية الرافد الطلابي للحزب الشيوعي السوداني، فهذه المرة وعلي شارع (المين) بجامعة الخرطوم وقعت تلك الأحداث بعد رفع مستوى الخطاب السياسي النقضي لا النقدي مع إتحاد مجموعتي الحركة السودانية للتغيير وحركة اللبراليين الخضر فيما يسمى بتيار المستقبل وهو نقيض المستقبل، ودون التعليق علي صفع الطيب عبدالسلام ولا إنفعالات معمر موسى نوضح الجوانب السياسية والفكرية التي أخذتنا للكتابة.

أولا. نقض التجارب الفكرية والسياسية بقطاع النقد من هذه المجموعات مؤخرا كتيارات مناهضة للقوى السياسية الموجودة من ناهية كونها قوى متأخرة عن ركب المستقبل، لكنها لم تقدم ما يثبت جدارتها فعليا في قيادة المرحلة الجديدة سياسيا وفكريا، فاذا كانت القيادة قائمة علي شتم اليسار بما ليس فيه فانه حتما وضع يفسر في إطار الإنحطاط السياسي العام وهو درجة دنيا مقارنة بخطاب الإنقاذيين الذي تجاوز حد السفه في نشر أحاديث (لحس الكوع) وما يليها من أقوال تثير الغثيان والإشمئزاز.

ثانيا. ظهور هذه المجموعات وتمرحلها تلاقيا ونقاش وإندماج، ومشروع الحركة السودانية للتغيير الذي طرحه معمر موسى تحت شعار (الطريق إلي الوطن) لم يأتي بتفسير فلسفي واضح لمشكلات السودان الثقافية والإجتماعية وبل بنيت أعمدته تطابقا مع مواصفات السودان القديم لكن بلون الحداثة.
وخارطة الطريق للثورة السودانية المطروحة من قبل الطيب عبدالسلام عندما تلقي نظرة علي ما كتب فيها ستجد نفسك أمام نسخة طبق الأصل من المشروع الحضاري الإنقاذي بكل تفاصيله الفكرية ومساراته السياسية، ولا إختلاف بين المشروعين إلا في تبديل تعابير لغوية تقود في نهاياتها إلي تأصيل دولة الأسلمة السياسية.

ثالثا. جرت عمليات متاجرة كثيرة في سوق السياسة مرة بالدين وآخرى بالثورة وهؤلاء أجادوا توظيف الحالتين في إطار مشاريعهم السابق ذكرها، ولكنهم لم يحسنوا التسيس والتفكر فيما يخص العلاقة مع القوى السياسية المعارضة ونقدها، ولم ينتبهوا للغتهم وهم في حضرة الشيوعية الراسخة في التاريخ البشري ولا العلمانية التي فتحت الأنوار علي عالم اليوم وهما بابين مفتوحين من كتاب الإرث الحضاري العريق الذي أنتجته عقول نيرة لتنوير العالم.

رابعا. من الواضح وعلي شاكلة بروز أحزاب الوثبة التي صنعها النظام ليحاورها ويشاركها السلطة والثروة، تلك المشاهد كانت مخاض لبروز الحركات المعادية لمشاريع فكرية جزورها ضاربة في تاريخ الكفاح البشري، وعندما تقف لنقد جون هوليوك وجون قرن وماركس ولينين عليك أن تدرك بانك واقف أمام رسالات فكرية عظيمة يجب مناقشتها بمنطق لا بالسباب.
خامسا. تعتبر ظاهرة التخندق السياسي والفكري في السودان واحدة من تجليات الإستقطاب الحاد الذي أثر سلبا علي الوعي السياسي وأعاق التنوير في ظل نشاز الصورة وتفشي ظلام الدكتاتورية الإنقاذية الساعي فيها للحوار الفكري والسياسي كمن يكتب شعرا علي الهواء.

نختم قولنا برسالة إلي الطلاب في جامعة الخرطوم - إتحدوا لتنوير السودانيين بما يلزم لتخطي حالات التخندق السياسي والفكري كالتي نراها في تيار المستقبل ذاك الوليد العاق لحركة التاريخ والمشوه لرؤى التغيير والتحرر.

إتحدوا لبناء قوى ديمقراطية عابرة للمدن والقرى توفر مناخ صالح لحوار سياسي وفكري حقيقي لا يجرف الطلاب والجماهير إلي الفوضى العارمة.

أخيرا تحية الثورة لطلاب المدرسة الشيوعية ولكل العلمانيين والديمقراطيين.

سعد محمد عبدالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع