الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هو واللواءُ .. والأستاذُ المتفرغُ

حسام محمود فهمي

2017 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


المواقعُ الاجتماعية صاحبةُ الفضل في نشرِ ما ارتكَبه "هو" من تعدٍ على لواءٍ سابقٍ بالجيش. ما حدَثَ يؤكدُ أن المجتمعَ لا يعترفُ بالقانون، سواء عند أثرياء الفيلات بالتجمعات، أو عند فقراءِ العشوائيات. "هو" من الذي أثروا فنَسوا سلطةَ الدولةِ واختزلوها في أنفسِهم، واللواءُ السابقُ ينتمي إلى المؤسسة العسكرية ولو بَلَغَ السبعين عامًا. قادَت زوجة "هو" سيارتٓ---ها بجنونٍ فنهرَها اللواءُ السابق بحدةٍ، هدَدته وتوعدَته لأنها تعيشُ دورَ العظمةِ. جَاءَ "هو" ليُثبت العنترة فنَسى حدودَه وتورَط في ما لا يجوزُ التسامحُ فيه. جاءت الشرطةُ بعد عشرةِ دقائقٍ من مكالمةِ اللواء، فهرَب "هو" والمعتدون. تمَّ القبضُ على "هو" وكَسرُ غرورِه أمام الكاميرات. النتيجةُ النهائيةُ ستُحدُدها سلطاتُ التحقيق، لكن من الواضحِ أن هناك إصاباتٍ وإتلافٓ--- ممتلكاتٍ وضربَ نارٍ في تجمُعٍ لفيلات الأثرياء.

لنتخيلْ سيناريو آخر، أستاذًا متفرغًا بدلًا من لواء الجيش الذي تخطى السبعين عامًا. بدايةً لن يُعاتب الأستاذُ المتفرغُ بعنفٍ زوجة "هو" التي تقودُ سيارتَها بسرعةٍ، ومع ذلك ستِتوعدُه وسيأتي "هو" بالمرتزقة لتأديبِه؛ ستتآخرُ الشرطة عن عشرة دقائق يكون فيها "هو" قد أتمَ مهمةَ الترويع وإثباتِ السطوةِ. المواقعُ الاجتماعيةُ ستنشرُ ما حدَثَ ولن تسكتَ، وهو ما يُحسَبُ لها، ستتحركُ السلطاتُ مضطرةً، لكن هل سيَجِدون "هو"؟

مرةً بعد مرةٍ تُثبت المواقعُ لاجتماعيةُ قدرتَها وانتشارَها، ومرةً بعد مرةٍ يتأكدُ عجزُ الصحفِ والحكوميةِ بالذات عن اجتذابِ القرّاء بسبب ما عليها من قيودٍ حولَتها إلى نشراتٍ موجهةٍ أحاديةِ النظرةِ.

لكن، هل يستطيعُ الأستاذُ المتفرغ شراءَ فيللا في تجمعاتِ الأثرياء؟!! كيف وهو يتقاضى ما بالكادِ يكفيه ولا يزيدُ مليمًا مهما مرَ الزمنُ بينما الأسعارُ تتضاعفُ بقسوةٍ؟!! كيف يشتري الأستاذ المتفرغ فيللا في تجمعاتِ الأثرياءِ والدولةُ تُقيمُ مشروعاتِها الكبرى وتتساه وتتجاهلُه حتى في مشروعاتِها الصغرى؟!! كيف تتقدمُ دولةٌ وهي لا تقدرُ حقًّا كبارَ أساتذة جامعاتها؟!! هل كُلُّ الأساتذةِ المتفرغين من أَهْلِ الحُظوةِ والمكافآتِ والجوائز؟!! هل توكلُ لعمالِ غزلِ المحلةِ مهمةُ الدفاعِ عن حقوقِ الأساتذةِ المتفرغين؟!!

السيناريو البديل لا يُمْكِنُ أن يحدثَ إذن، ما حدَثَ بين اللواءِ و"هو" لا بديلَ له،،

www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة