الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أزمة صائفة 1962 ... والثورة التي سُرقت .
الطيب آيت حمودة
2017 / 8 / 29مواضيع وابحاث سياسية
°°°ظاهرة الإنقلابات وتغيير مناخ السياسة و نهب ثروة الوطن بالبلايين التي نعيشها اليوم بتغيير مموه للسادة رؤساء الوزراء من ( الفقاقيع) إلى (تبون) إلى ( أحمد أويحي ) والدوران في حلقة مفرغة لا نتتج سوى التكرار و الإخفاق في كل شي ما دام الجميع يدور حول صنم يُعبد وهو طريح الفراش ، لا يقوى على قيادة البلد ـ فترك الحاشية تعبث بالوطن ، ومقدرات الوطن .... فحتى سيدنا سليمان مات ولم يعلم الجن بموته حتى أكل النمل العصى التي اتكأ عليها وسقطت جثته ، عندها تحرر الجن وانتعش ، فالمرض السياسي عندنا قديم هو بعمر استقلال الجزائر. .
أزمة الداخل والخارج
°°°في عز الكفاح وأسلاك خط (موريس/ شال) التي خنقت الثورة ، حيث كان جنودنا البواسل صامدون في الجبال يقاومون مخططات شال الجهنمية ، وهم يُصارعون بما قل من المؤن والسلاح ، حفاة ، عراة ، لم يجدوا خراطيش يطلقونها على عدوهم لغياب الدعم الخارجي ، فطفت أزمة ( الداخل والخارج) ، فقوة جيشنا متمركزة على الحدود الشرقية والغربية في غارديماو التونيسية ، و[وجدة ] [المغربية] تحت أمرة ( المالق MALG ) وقيادة هواري بومدين كرئيس للأركان بدعم من بوصوف . جيش الحدود الذي نمَّا قدراته العسكرية بقيادة بومدين من حيث التعداد والعدة في ا نتظار يوم الفصل ، فقد وصل تعداده حدود 35000 جندي،فجيش الداخل مقارع العدو يعيش الغبن و قلة المؤونة والسلاح ، وجيش الحدود متخم بكل الإمكانات التي لم تصل لدعم جيش الداخل الذي تراجع وتناقص بفعل الحصار وأصبح لا يتعدى 9000 مجاهد .
هواري بومدين .... طموح بلا نهاية .
°°°هذا الرجل نكرة في الثورة مقارنة بغيره من الرموز والزعماء ، درس بالأزهر عاصر تقلبات السياسة في مصر ، وتاثر بالنهج الناصري و تشبع ( بقومية العرب)( و بمصر العربية) و(الأمة العربية) و(المغرب العربي) ، فكان مواليا للقاهرة والخط الناصري ، سعى كرئيس للأركان على إضعاف قوة الداخل وإقواء جيش الحدود لحاجات سنكتشفها لا حقا ، كان من المعارضين الثلاثة لاتفاقيات ايفيان في مؤتمر طرابلس بدعوى أنها لينة في شقها العسكري ، في صائفة 1962 مر علينا صيف دموي ساخن ، ( وقف إطلاق النار 19 مارس62، إطلاق سراح الزعماء الخمسة ، دموية OAS ، مؤتمر طرابلس ، حكومة انتقالية برئاسة عبد الرحمن فارس ، استفتاء تقرير المصير 3 جويلية ، أفراح الإستقلال ، وأخيرا أزمة بين الجزائريين وانقسامهم إلى فريقين فريق يؤيد الحكومة المؤقتة التي كان يقودها بن خدة ، وآخر يناصر جيش الحدود الذي يقوده هواري بومدين ، المجموعة التي تعُرف ( بمجموعة وجدة ) .
مجموعة وجدة .... التي سرقت الثورة .
°°°استراتيجية بومدين هي الإستيلاء على السلطة بكل الوسائل الممكنة ، لكنه وإن كان ذكيا وله استعدادات للحكم غير أنه يفتقد للشرعية الثورية ، لهذا كان همه هو ( التظلل بشخصية ثورية ) يمتطيها لتحقيق طموحاته ، فعرض الأمر على (محمد يوضياف ) فرفض ، و وُفق في صيد ثمين هو ( أحمد بن بلة ) الذي قبل مهمة تولي مهام أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة
جيش الداخل أضعفته الثورة وقلة التموين ، و انقسمت ولاياته بين مؤيد ومعارض ، فالولايات الخامسة ،والأولى ، و السادسة أصبحت في قبضة بومدين وبن بلة ، في حين باقي الولايات كانت ضده ، ومناصرة للحكومة المؤقتة برئاسة يوسف بن خدة .
فصائفة 1962 مرت متسارعة بأحداثها المأساوية التي قسمت الجزائريين ، ومنحت السلطة للجماعة الأكثر تخطيطا وتنظيما وقوة ، هذه الجماعة (جماعة وجدة ) التي حيدت الجميع في طريقها وحكمت الجزائر بانفرادية من الإستقلال إلى الآن ولا زال ,
بعد الإستقلال مباشرة..
غزو الجزائر وسقوط العاصمة .
ز°°° زحفت قوات جيش الحدود ، ووقع غزو مدمر على حدود المغرب وتونس ، وحدثت فتنة التقاتل بين الثوار انفسهم ، ولم تقدر الحكومة المؤقتة المقاومة فتنازلت عن السلطة مرغمة لجماعة وجدة بزعامة ( بومدين / بن بلة ) وخلا لهم الجو في السيطرة على المناصب ومواقع القرار في الجزائر العاصمة ، و حُجم زعماء الثورة الحقيقيين ككريم بلقاسم ، وآيت أحمد ،ومحمد شعباني ، و خيضر ، فمنهم من فر نحو الخارج ، ومنهم من أعدم و سجن .
فكانت الإنطلاقة عرجاء ، ثورة شارك الجميع في خوضها والإكتواء بنيرانها ، في حين أن ثمارها احتكرتها طغمة ( جماعة وجدة ) سيرت البلاد في نهج ( شمولي )( بيروقراطي ) (ريعي ) لم نقدر التخلص منه ، لآنه أرسى قواعده وكوّن أرضيته و طابوره الخامس ، حصر السلطة في الموالين واستبعدت الكفاءات المعارضة .
مفصل القول أن البلاد التي لم تنطلق إنطلاقة سليمة في تكوينها السياسي ،هي أكثر البلدان تعرضا للهزات الإجتماعية والسياسية ، حيث تلعب فيها ( حرب الذاكرة) دورا مفصليا في تصدع ما انبنت عليه من اديولوجية شمولية منافقة وكاذبة ، فالحل الآن يكمن في إرادة صادقة تُجلس الجميع على أرضية وفاق وطني لتحديد الركائز العامة لدولتنا .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الأستاذ تطرق إلى إلحقائق من جانب واحد
عقبة بن سعد
(
2017 / 9 / 30 - 22:50
)
الأستاذ الطيب آيت حمودة تطرق إلى حقائق إكتنفت أحداث الثورة الجزائرية و هي كلها صحيحة, و أنا كجزائري حيث كان والدي مسبلا في الولاية التاريخية الرابعة و هو يقص لي شهاداته على الأحداث, أقول أن المقال جيد لكنه عالج الحقائق من جانب واحد فقط, فلا عجب في ذلك إذا كان الكاتب يريد بأية طريقة إدانة العقيد هواري بومدين, حيث تكلم عن ظاهرة الإنقلابات و حصرها في نظام ما بعد الإستقلال لكنه لم يذكر الإنقلابات التي حدثت في مؤتمر الصومام هذا الأخير الذي من خلاله إستطاع السياسي أن ينقلب على العسكري و أن تتسلط الولاية الثالثة على الولاية الرابعة, نعم هذه الإنقلابات التي كان قادتها عبان رمضان و كريم بلقاسم, كما أن المقال يتحدث عن إنتهازية بومدين هذا صحيح لكن لاننسى أن بن بلة و الذي لاشك في رمزيته و أسبقيته لم يجد من بين القادة العسكريين إلا بومدين صالحا لأن يتحالف معه لأن الآخرين من عقداء الداخل كانوا ضد المبادئ الأساسية للأمة الجزائرية من إنتماءها إلى الأمة العربية كما هو ثابت بالنصوص التاريخية
يتبع
2 - الأستاذ تطرق إلى إلحقائق من جانب واحد
عقبة بن سعد
(
2017 / 10 / 1 - 13:38
)
فلو كان عقداء الداخل أقل عنصرية فقط و رضوا بمبدأ الوحدة العربية لبقي بن بلة في محيطه الطبيعي مع رفقاء الدرب من أمثال كريم بلقاسم و آيت أحمد وبوضياف وووو إلخ وفي هذه الحالة سوف لن يقف الشعب مع بومدين و سوف يتمرد عليه لامحالة لأن الشعب لم يكن يوالي بومدين بل كان يوالي بن بلة, أي نعم لا عجب في مصير من يقف ضد مبادئ أمته لا شك أن رأسه ستنكسر على صخرة التاريخ و سيأخذ ثمار جهده من كان في مؤخرة الصف, كما أن المقال يتكلم عن المواجهة العسكرية التي حدثت غداة الإستقلال حيث سماها بغزو الجزائر من طرف جيش الحدود و تكلم عن فتنتها و هذا صحيح لكن الكاتب تحاشى الحديث عن التمرد العسكرى الذي قاده آيت أحمد ضد نظام بن بلة حيث زج آيت أحمد بالآلاف من الجزائريين في حرب ضد أبناء جلدتهم مهما كانت المبررات السياسية لعل دماء الجزائريين من كلا الجانبين هي عزيزة, ولا شك أنها أقدس من أن تراق, مهما يكن نظام بن بلة و بومدين فهما ليس كفرنسا النصرانية المستدمرة الغاشمة
الأستاذ الطيب آيت حمودة تطرق إلى حقائق من جانب واحد و أشاح ببصره عن الجوانب الأخرى فهو لا يري هذه الجوانب ما دامت نظرته للتاريخ أحادية
.. ألمانيا تدعو اسرائيل وإيران الى عدم توسيع رقعة الصراع | الأخ
.. ما الذي تخفيه زيارات جورجيا ميلوني المتكرّرة إلى تونس؟
.. سلّات مهملات في أبوظبي تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز البلاستي
.. تصعيد الضربات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل.. ومخاوف من ال
.. زيلينسكي يستغيث.. وعود الغرب تبخرت! | #التاسعة