الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الحوار العقلي البنّاء قوانين العقل الواعي

أيمن عبد الخالق

2017 / 8 / 29
مقابلات و حوارات


قوانين العقل الواعي
• حوارنا اليوم ـ وكما وعدناكم ـ سيدورحول قوانين التفكير الصحيح للعقل الواعي .
o قوانين العقل الواعي ! ماهو مقصودكم من هذا الكلام؟ لقد سبق وأن سمعنا من علماء النفس، والتنمية البشرية عن العقل الباطن، الموجود في النصف الأيمن من الدماغ، وعن عقده ومشكلاته التى تؤثر على سلوك الإنسان، والتي سعوا إلى استكشافها، وعلاجها، ولم نسمع إلا القليل عما يسمى بالعقل الواعي.
• ماتقولونه صحيح للأسف، ونحن مع كامل احترامنا وتقديرنا لعلماء النفس والتنمية البشرية، والانجازات الكثيرة التي حققوها، إلا أنّ تركيز اهتمامهم على العقل الباطن دون العقل الواعي ليس له مايبرره منطقيا.
o هل يمكن أن توضحوا كلامكم أكثر؟.
• العقل الواعي الذي تكمن فعالياته في النصف الأيسر من الدماغ، هو الحارس الأمين الواقف على بوابة ذهن الإنسان، ووظيفته الرئيسية هي تحليل، وتركيب، وتصفية وفلترة المعلومات التي تتدفق على ذهن الإنسان خلال فترة يقظته من الصباح إلى المساء، بحيث يستطيع أن يميز بين الصواب والخطأ منها، كما سيتبين لك ذلك لاحقا.
o هذا أمر غريب جدا!.. وكيف يغفل علماء النفس والتنمية البشرية عن البحث عن شيء بهذه الخطورة؟!.
• نحن لانريد أن نتطرق الان إلى أسباب الغفلة، حتى لانخرج عن الموضوع، وسنحاول أن نتعرض لها في موضعها المناسب، ولكن الأمر الحاصل بالفعل أنهم قد اكتفوا بالبحث حول العقل الباطن، وعلاج مشاكله وأمراضه، دون العقل الواعي، مع أنّ كل مشاكل العقل الباطن إنما منشؤها، هو تعطيل وتنويم العقل الواعي الحارس لذهن الإنسان، مما أدى إلى تسلل الفيروسات الفكرية المختلفة، واستقرارها في ملفات العقل الباطن، وتسبيبها للاختلالات والعقد النفسية المختلفة.
o ولكنهم نجحوا في حل الكثير من العقد والمشاكل الموجودة في العقل الباطن.
• أنا لاأنكر ذلك، ولكن غالبا ماتلبث أن تعود وتنتكس هذه العقد والمشاكل مرة أخرى.
o نعم هذا مانلاحظه بالفعل...ولكن ماالسبب في ذلك؟.
• السبب واضح، هو تغييب العقل الواعي الحارس لذهن الإنسان، بحيث أصبح ذهنه وكالة بلا بوّاب كما يقولون، واستُبيح ذهنه لكل مايتدفق عليه من معلومات توجهها القنوات الاجتماعية والسياسية، والمنابرالإعلامية المختلفة، التي يسعى الكثير منها لإعادة برمجة الهوية الإنسانية بنحو معين يخدم مصالح النظام الرأسمالي العالمي .
o يعني أنتم ترون أنّ الاهتمام بالعقل الواعي وقوانينه أولى من العناية بالعقل الباطن؟.
• بالطبع ....لأنّ الاهتمام به يمنع وقوع الكثير من مشاكل العقل الباطن، وكما يقولون((الوقاية خير من العلاج)).
o لقد شوقتني كثيرا لمعرفة قوانين تفكير العقل الواعي .
• نعم ، ولكن اسمح لي أولا أن نتعرف سويا على عملية التفكير في نفسها، لنتعرف بعدها كيف يقوم العقل الواعي بتنظيمها.
o طبعا طبعا، نحن مع شعورنا جميعا بأننا نفكر أثناء حياتنا اليومية، إلا أنّ حقيقة هذه العملية ربما لايخلو من غموض.


• إذن دعنا نسأل منكم أولا...أليس كل إنسان يفكر بعمق حينما يحاول أن يحقق مسألة علمية أو يحل مشكلة معينة، أو يتخذ قرارا مهما في حياته؟.
o بلي..لاشك في ذلك، فالتفكير هو وسيلتنا الوحيدة لحل المشكلات، أو الوصول إلى نتائج جديدة.
• صحيح..فهل يمكنك الان أن تبين لي تصورك عن طبيعة عملية التفكير؟.
o أمم...أظن أنه نشاط ذهنى معين للاستفادة من معلوماتنا الموجودة لاستكشاف كل ماهو جديد من ألوان المعرفة.
• جيد... هذا قريب جدا من تعريف المفكرالمعروف"إدوارد دي بونو"( التفكيروالبحث العلمي،ص26)، ولكن يمكننا أن نعرّف التفكير بصورة أوضح، بأن نقول( هو الحركة الذهنية للعقل من المعلوم إلى المجهول)، أي حركة اختيارية للعقل من المعلومات الموجودة في أذهاننا لاكتساب المعلومات المجهولة عنا، أي لاكتساب المعرفة الجديدة.
o هذا تعريف لطيف وواضح.
• ...ومن هنا يتبين لنا أنّ المعلومات الموجودة في أذهاننا تمثل حجر الأساس الذي نبني عليه سائر علومنا ومعارفنا المختلفة.
o هذا صحيح ؛ لأنّ تلك المعلومات تمثل المبدأ الأول والمنطلق الذي ينطلق منه العقل في تفكيره.
• إذن فهذه المعلومات التي ننطلق منها لاستكشاف الواقع المطلوب إن كانت خاطئة فسوف تكون النتائج المترتبة عليها خاطئة أيضا.
o هذا أمر طبيعي فما بني على خطأ لايكون إلا خطأ.
• إذن فعلى الإنسان العاقل في بداية تفكيره أن يطمئن أولاً من صحة هذه المعلومات الأساسية قبل أن يبني عليها تفكيره، ويرتب عليها النتائج والقرارات المختلفة.
o هذا أمر في غاية الأهمية، ولكن السؤال الأهم أنه كيف يمكننا أن نطمئن من صحة هذه المعلومات؟.
• هذا هو بيت القصيد.....وهذا يحتم وجود قانون علمي موضوعي نُميّز به بين المعلومات الصحيحة وغيرها، وإلا وقعنا في الشك والسفسطة، وانسد أمامنا طريق الوصول إلى الواقع بنحو موضوعي، كما ذكرنا ذلك في لقائنا الأول...... وهذا القانون قد اكتشفه الحكماء ووضعوه في علم المنطق.
o ولكن ممكن أن توضحوا لي كيف اكتشف الحكماء هذاالقانون؟.
• إنّ عقل الإنسان كجزء من وجوده، له وظائفه الفيسيولوجية الطبيعية، كسائر أعضاء جسم الإنسان، وكما اكتشف الأطباء الوظائف الطبيعية لعمل أعضاء جسم الإنسان بالتجربة، والمشاهدات الحسّية، ودونوها في كتبهم الطبية، وأصبحت معياراً للصحة الجسمية، كذلك اكتشف الحكماء بالتحليل العقلي، الوظائف الطبيعية لعقل الإنسان، ودونوها في كتب المنطق، فأضحت معياراً للصحة العقلية......ولذلك فيمكن القول أنّ الحكماء هم أطباء العقول؟.
o هل من الممكن أن تبينوا لي مباديء هذا القانون والضامن العلمي لصحته؟.
• نعم بالطبع، نحن كنا قد وعدناكم، بأن نفكر معا، ولانسلّم بأي شيء مهما كان مصدره، مالم يكن واضحاً أمام عقولنا أنه كذلك، وهذه هي شيمة العقلاء.
o نعم، وأنا بدوري أريد أن أُعوّد نفسي على ذلك، حتى لانقع فيما وقع فيه الاخرون
• إذن فاسمحوا لي أن نؤجل ذلك إلى بداية الجلسة القادمة؛ لدقته، وأهميته الكبيرة، ولتكون على أفضل حال من التركيز.
o نعم ...كما تحبون، وإن كنت مشتاقاً لمعرفة ذلك الأمر اليوم قبل الغد..فإلى لقاء آخر قريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ