الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حُرمة القتيل

أيمن غالى

2017 / 8 / 29
كتابات ساخرة


فى كل عيد أضحى, - و بعد دعوى إتهام الكاتبة فاطمة ناعوت بإزدراء الأديان بسبب تدوينة فيسبوكية - لن ننسى كلماتها بخصوص خروف الضحية الغلبان و إللى قالت فيها فى تدوينتها:
كتبت "ناعوت" تحت عنوان "كل مذبحة وأنتم بخير": "بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها كل عام وهو يبتسم". وأضافت: "مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وإلهه، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي، رغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص، فعبارة ذبح عظيم لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة". وأردفت: "هي شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يُقل"، مضيفة: "اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورين الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم، انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي، وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة". واستطردت ناعوت في ردها على هجوم المنتقدين لتدوينتها، بقولها: "توضيح أخير: أنا مسلمة لكنني لا أطيق إزهاق أي روح حتى ولو نملة صغيرة تسعى، وليحاسبني الله على ذلك فهو خالقي وهو بي أدرى".

و بغض النظر عن وجهة نظر ناعوت و رؤيتها إلا أن ما تتعرض له الفصيلة الخرفانية من مذابح فى مناسبة سنوية بمئات الإلاف؛ أو لمذابح يومية للآلاف منها بمصر بمفردها لم يؤثر على وجود الفصيلة الخرفانية بيننا و لم يهدد بفناءها, و علشان الجيران لبعضيها؛ مرة السودان تعوضنا عن نقص أعدادها, و مرة الجارة الأبعد أثيوبيا و مرة دول خلف المحيط الهادى " أستراليا و نيوزيلندا ", و غيرهم ..
و حتى لو رحمنا العائلة الخرفانية من مذابحنا و تهافتنا على لحومها, و تركناها لترعى و تحيا كما عاش أسلافها فى البرارى و الغابات؛ فستلقى نفس المصير من الضوارى و آكلات اللحوم .. يعنى إحنا أولى بيها من باب الغلاسة على الضوارى أصحاب الحق التاريخى فى لحوم الخرفان قبل الوجود البشرى ..

المهم بقى فى إللى بيحصل للخرفان قبل و أثناء ذبحها من إنتهاكات حقوق الحيوان فى سوء معاملته و تعذيبه قبل ذبحه, و ذبحه بطرق إعترضت عليها الكثير من الجمعيات المهتمة بحقوق الحيوان و التى دفع أستراليا - و هى الأكثر توريدا للخراف الحية لمصر - من إعلانها عن عدم تصديرها للخراف إلى مصر بسبب إنتهاكاتها الموثقة لحقوق الخرفان الغلابة ..

و هنا تحضرنا التجربة الرائدة للست المصرية - و مع ظهور الأكياس البلاستيك - فى تمانينات القرن الماضى, و إزاى كانت بتتصرف مع جوزها إللى خانقها, و إزاى كانت بتستدرجه بهدوء و لطف, و تدس له أقراص مخدره فى أكله أو شُربه؛ أو تنتظر نومه, و هوب تجيب خبره, و تجرجره على الحمام, و تفرتكه لشخروميت حتة, و تعبيه فى فى أكياس لتوزيعه بعد كده على أكوام الزبالة .. يعنى الست حافظت على حُرمة الفتيل و جابت خبرة و فشفشته فى مكان مستور ..
ضرورى ننقل تجربة الست المصرية فى مراعاة حرمة القتيل و نطبقها مع قتلى و ضحايا القبيلة الخرفانية .. إدبح براحتك, و أسلخ براحتك, و فرتك براحتك؛ بس راعى حُرمة القتيل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه