الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستمكان والامتحان / قصة قصيرة

يوسف الصفار

2017 / 8 / 30
الادب والفن


الاستمكان والامتحان / قصة قصيرة
افتقدت بغيابك الزمن لكن تستحضرني الاماكن والمغانم , ليس في كل السنين التي مضت وتآكلت فيها الذكريات ,غير فترات باهتة من السعادة واللذة لكنها غائرة في اعماقي , تنهش احشائي ,وتصيرني هشا ضعيفا ,وتمسخني وتحولني وترديني الى هاوية النسيان ... الازقة والاحياء التي اجتزناها بارجلنا وتخطيناها منذ تلكم الازمان , ما عادت غير ذكرى والم , أيقظت ضمائرنا ومشاعرنا .. ليس امامنا غير ان نجدل الاحداث من جديد ونعاود التغريب او التقريب ليس هذا ما اختاره أنا ,او تختارينه أنت ,لاننا في الحياة و الحب مجهولان .. انت ماعدت غير امتهان بينما تتلوى في داخلي مدارج الغدر فتدهشني قدرتك على تجاوز الذكريات و تضعيني وراء الشمس بعد كل تلكم تلك الايام والامصار ,, لاادري من منا تمكن منه الغباء , انا ام انت ام كلانا.. ولكن هنالك فرق بين من يأخذ الحياة برؤية هيلامية ويستنبط منها الضياع والمجهول , ومن يتبنى فيها الهزل فيحولها الى سطور وحروف وكلمات في اوراق من عقود الارتباط .. وتعقدين العزم على ارتباط لم يخطر في بالي لمجرد لهفة في الاستقرار في زمن الاحتقار والامتهان ..
كنت تمرقين الى غرفتي وانت تحملين حقائبك المدرسية فاعطيك دروساً في الحب والرياضيات ولكن بعد كل تلك السنين لم يبقى في ذهنك شيء من ذاك الحب او معادلة من مجاهيل الرياضيات .. احتقرت بحركاتك العقل والوجدان .. واوجاعي تزيدني اضطراب واحتراب .. وبصبري اعتاد على التعقل لا التململ هكذا هو ما كتبه القدر مع سارق الاحلام والانغام .. اي ارادة حمقاء حولتك الى كل هذه القسوة فتمردت على الحياة من اجل الموت في احضان من لاتعرفينه .. لكن هذا ما يعتاش عليه شرقنا وشرفنا المغمور في لهاث الكلاب الشبقية , فنستعذب العذاب واللعاب .. حدثتني وانت نادمة بعد فراق السنين و عودة اللقاء وقلت لي ؛
_ اليت على نفسي ان لا اتركك بعد الان
لكنك تجاوزتني مرة اخرى في لحظة غضب وعدت الى مغانمك هذه المرة ليس من اجل رجل غاب في المدافن واندثر بين طيات التراب ولكن من اجل شيء مبيت في ذهنك لم يختمر بوقائع جديدة تسكرك وتنشيك .. هي احلام جديدة بعيدة عن الحب والرغبة في ان نعيش سنينا الاخيرة باطمئنان .وضعتني مرة اخرى بين السطور والكلمات في حروف لا نخرج منها بمفاهيم محددة و لاتستغيها اوضاعنا ..
_ حبيبتي لكل منا ظروفه وحروفه
_ وفي كل الاحوال انا اللتي ادفع الثمن دائما
_ انك لم تدفعي شيْ من الثمن ..وضعتني خلف الشمس بينما نار غدرك احرقتني بعد ان اينعتني وازهرتني .. وابعدت عني لذة الاستمكان من حياة تحتاج الى اكثر من ايثار ..
على نهر دجلة جلسنا وتحدثنا فارحنا واستريحنا وبكينا الماضي والحاظر المملوء بالقتل والانكار , وحين افترقنا ناديتني باسمه .. يا لغدر الزمان حتى اسمي لفه النسيان .. جعلتيني كبطل رواية السراب .. لكنك تتفاخرين بكثرة العشاق . الى هذا الحد استغفلت في ّ الوله والولهان يا حية تسعى على بلاط الازمان .. عصاتي كانت مجدبة ليست كعصى موسى ورؤياي كانت مقيته ليس كرؤيا يوسف .. لذا لم تأمنني واممت حبك في بورصة الحياة لعلك تربحين ما كنت تعتقدين .. لكنك خسرت اوراقك واتيت على راسمالك بالضياع .. وفي كلتا الحالتين اخذتك مني نشوة الاحلام ..
يا انشودة البكاء في كربلاء الحب ..لم تتمتعي بشيء يستحق التضحية في زمن الغدر.. لكنك كنت لي انشوطة للانتحار في وسط مملوء بالاكاذيب والسراق وفلاسفة الخطيئة الاولى المستحكمة في وجدان البلهاء ..
هكذا هي الحياة لن تنفعنا الكتب التي قرأناها و لا اللوحات التي رسمناها .. ما ينفع الانسان في هذا الزمان هو الامتهان في مدارج الايام ولعق فتات الموائد وتسطير اناشيد الانغام الحماسية التي تدعوا للقتل باسم الانتصار والتضحية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير