الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واحد يبخر .. وعشرة ......

مؤيد حميد

2017 / 8 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كل ما يجري في العراق تتحمل وزره , الاحزاب السياسية الفاشلة التي خلقت كل هذه الفوضى الممنهجة , والشعب الذي ظل ساكتا طيلة أربعة عشر عاما من الضياع والاخفاقات المتوالية في كل شئ , حتى صار الوطن مجرد أطلال خربة تتناثر هنا وهناك .. تلك الاحزاب الكسيحة التي أسست الحكومات العراقية المتعاقبة ما بعد الاحتلال , وأن كانت شرعية , ألا أنها لا تمتلك الخبرة والواقعية في إدارة شؤون العراق , وضعف وهشاشة الشخصيات السياسية التي تسلمت السلطة والمال في بلد يعد الرابع عالميا في إنتاج النفط , ألا أن فئات كثيرة من شعبه , تقتاد على الفضلات وجمع النفايات , في حين أنشأت طبقة من العوائل الاقطاعية المتسلطة من أموال السحت الحرام , أصبحت تتحكم وتدير وتتلاعب بأوضاع هذا البلد , وتتجه به الى الانقسام والتناحر ما بين مكوناته , التي عاشت فيما بينها , قرونا من الايجابية والسلام ..
هذه الاحزاب الوقحة التي صاغت لنفسها قوانين دكتاتورية , وأسست جيوشا لحمايتها , ونهبت أموال الشعب تحت فتاوى سخيفة , نست أو تناست أن تأريخ الطغاة المستبدين الذين يتحولون كالفئران , بمجرد أن يعبر الشعب أسوار قصورهم الكارتونية , ويلوذون بالفرار الى سفارات الدول التي قدموا منها ..
ومن أجل ذلك , فأن حيدر العبادي وحده , لا يمكن له أن يبني دولة بمؤسسات رصينة من بقايا دولة ضائعة ومفككة , وسرطان الطائفية والفساد والتنظيمات الارهابية والجريمة المنظمة , التي ما زالت تلك الاحزاب الدخيلة تسعى لتقويتها , بعد نفاذها جماهيريا , ما لم يكن هنالك من يملك الوطنية والغيرة , يساعده في إداء المهمة , لاصدار قوانين وتشريعات مدروسة وسريعة , وتفعيل دور القضاء العراقي , لان يحد ( ولو بالادنى ) من كل الظواهر السلبية والدخيلة على المجتمع العراقي , بعد أن سئم الشعب من دور مجلس النواب التكتلي والحزبي , وفضائحه المستمرة في بيع وشراء أصواته , وألا فحرب المكونات وإنتشار الجريمة وإنشطار البلد , قادم لا محالة ..
والمتابع للشأن العراقي يستطيع أن يتلمس بحواسه , على مدى أكثر من ثلاث سنوات مضت , حكومة ظل تسير بجانب مفاصل الحكومة الاتحادية , تحاول جاهدة عرقلة وإرباك مسار وخطوات حيدر العبادي في الاصلاح والتغيير , وأن تضع العصا دوما في دواليب مشاريع كثيرة , جل غاياتها خلط الاوراق والاستفادة من هذه الفوضى , لاستمرار بقاء تلك الاحزاب الوقحة قدر الامكان , والتي تعتاش على خلق الازمات والفتن لديمومتها وسر وجودها , سيما بعد أن أدرك الشعب العراقي فشل هذه الاحزاب ( إسلامية كانت أم علمانية ) , والحاجة الى وجود تيار مدني وطني يقود المرحلة المقبلة ..
ومن الغريب هنا , أن نجد أن رئيس مجلس الوزراء لا يستطيع أن يعاقب أو يستبدل محافظا أو رئيس مجلس محافظة , وحتى قائد شرطة , وهو من صلاحياته القانونية , بسبب تسلط هذه الاحزاب التي ينتمي اليها هذا المحافظ أو ذاك , مما يضعف من هيبة الدولة , ويحط من قدرة المنصب , ويخلق فجوات للتدخلات الاقليمية لان تأخذ طريقها بكل يسر ..
المواطن العراقي وحده , وبعد أربعة عشر عاما من الفقر والمرض والعوز , بأمكانه جمع كل الشخصيات الفاسدة والتي أسأت للعراق والعراقيين , في كيس القمامة ورميها في مكب النفايات , ثم حرقها , خوفا من إعادة تدويرها مرة أخرى .. وقد تحاول هذه الشخصيات القذرة وكعادتها دائما , وقبل أيام من موعد الانتخابات , أستخدام السلطة والمال الحرام , بتقديم الهدايا والهبات الى البسطاء والمحتاجين من العراقيين , لان يصوتوا لهم , والمجرب لا يجرب ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تمد أوكرانيا بصواريخ متطورة بعيدة المدى | ا


.. من دبي.. إطلاق مكتبة للتأثيرات الصوتية تساعد المصابين باضطرا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. عبدالملك الحوثي يشعل البحر الأحمر والمحيط الهندي وواشنطن تقد




.. أعضاء الحملة الانتخابية لبايدن يؤكدون تمسكهم باستخدام تطبيق