الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفادة من التناقض

محمد هالي

2017 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الادعية، تتوخى نشر الخطاب التدجيني،  من خلال خلق جمهور، يردد وراء ماهو  مدون،  كلمة، أو كلمتين: امين، اللهم امين، ... جزاك الله خيرا ....الخ، وستكون العلاقة بين المدون، و الجمهور، علاقة أفقية ، الناصح و المنصوح، الداعي و المدعو له، فيكون المدون هو الوسيط بين الله و الجمهور، مما يتم نشر ثقافة الخنوع، و الطاعة ،:بدل ثقافة التحليل و النقد،  بل هناك من ينصحك بنشر المنشور، بعد الانتهاء من قراءته،  و يحدد لك العدد، و في الغالب خمسة من اصدقائك،  أو سبعة، فيحولك وسيطا لنشر تهرءاته.   وفي الغالب يكون المدون باسم مستعار، متستر، و رغم ذلك يدافع على موقفه، و كأنه حقيقة،  يغضب، و يواجه، و يشتم  .... إليكم نموذج من هذه الظاهرة التي تاقلمت مع تطور التقنية التواصلية الجديدة .
هي : عندما أخطئ نبهني، عندما أسيئ إليك أخبرني، عندما يكون في نفسك علي شئ صارحني، وحتى لا تتراكم أخطاؤنا وتكون عندما ننتبه لها بحجم جبال تهامة، لم لا نفتتها كلما اجتمعت بالصدق والصراحة، وأن لا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل، عندما تراني مقصراً ناصحني فليس أكثر توثيقاً لأخوتنا من المناصحة، لنجعل من هذه الصحبة درباً نسير فيه إلى خيري الدنيا والآخرة، لنجعل أمام أعيننا مكاناً نسعى للتربع بفخر فيه يجاورنا الأنبياء والصديقون والشهداء تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلّا ظله.

اللهم قبل غروب شمس يوم عرفة اغفر لي ولكل من مر من هنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر ونقنا من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس واغسلنا بماء الثلج والبرد ووفقنا في دنيانا لم تحبه وترضاه وفرج عنا كربتنا ويسر أمورنا الدينية والدنيوية.. انك سميع مجيب

هو : ستجدين من لا يتردد بأن يردد كلمة، أو كلمتين، بدون نقاش، و لا تحليل، سيقول لكم : خذوا التحليل، و البصر، و البصيرة، اللهم امين.
 نحن ناخذ ثقافة القطيع، و انتم تحلوا بالدعاوي، و النصح، و نحن يكفينا : اللهم  امين ...

هي : ممكن توضح كلامك استاذ؟

هو : ان العلاقة بين الفقيه، و الجمهور عليها أن تتغير، لأن الفقيه دائما يدعي المعلومة، و يدعي بكون دعاويه مقبولة ؛ فهو صاحب القول الصحيح، أما البقية فتكتفي برفع الاكفف، و ترديد:  اللهم امين،
في حين أن كل واحد فقيه نفسه، إذا قال نفس كلامك أعلاه ،:بدون نصح، و توجيه ، ما دمنا في دولة إسلامية، و كل واحد مسلم في التوجه لربه بدون وسيط يجعله ضمن القطيع، لا يعرف سوى امين، و اللهم امين، اتمنى بأن تكوني قد فهمت.

هي : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)
Mohamed Hali
تمعن في هذه الاية جزاك الله خيرا
لعلمك أنا لست فقيهة ولا أدعي العلم... ولست امية حتى اتبع القطيع
لن انجرف وراء افكارك ولا يهمني ما تكتبه ما دمت لا تحترم منشوراتي...
أنا آخذ ما ينفعني وأترك الباقي.. وأنصح وأغير المنكر بأضعف الايمان..... وتفكيري بعيد جداً عن افكارك
انصحك ان تتجاهلني هذا افضل لك ولي...
بكبسة واحدة يمكنني ان لا اراك لكنني لست من ذاك النوع الذي يلغي كل شيء مزعج... قد تكون انت البلاء في هذا الفيس... والله يبتلي عباده المؤمنين
الله يجعل تواجدك هنا مغفرة لذنوبي

هو : في هذه الحالة اقول وراءك اللهم امين ، لكي يفهم الأفراد ما تدونين، برؤية نقدية تحليلية، و يكون فكرنا لوثريا في عصر الانحطاط و التخلف الذي تراجعت فيه أمتنا مئات السنين إلى الوراء و ذلك بانتشار الشعودة و الخرافة و الأفكار السامة التي تحبكه تيارات فكرية من قبيل الإسلام السياسي الجديد

هي : ابدأ بالتغيير إذن... ولا تقف هناك وتنتقد من وراء الشاشة وكأنك ذاك الكوكب الذي يعج بالحياة و لم يتم اكتشافه بعد
لا تكن من اصحاب النقد الهدام
ابني وغير وكن انت المشعل أو الشمعة
لا يمكن لظلام الليل أن يخفي ضوء شمعة
إذن ليس لديك مبررات لتقول لي نحن وراءك نقول أمين وكذا
لا أحب تلك الخزعبلات :
 
هو : جميل احس بأن النقاش يتقدم و يتطور.  إذن لنجعل من أفكارنا شموع وأنوار  و نتجنب الخطابات التي تنبني على السيد والعبد، و قوة الرجل و ضعف المرأة لنعمل على جعل الإنسان كائن  عاقل و ان العقل اعدل قسمة موجود لدى جميع البشر كما قال ديكارت و لنستفيد من ماضينا و ناخذ منه ماهو نير و نستفيد من حضارات الشعوب و الأمم و ناخذ منها ما يخدمنا و ننشر ثقافة النقد والتحليل و ننبد ثقافة التدجين التي هي سبب اختلافنا ، تحياتي

هي :لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
تحياتي

هو لكن من الممكن أن يكون للمثقف دور كبير في التغيير إذا وجه و نبه بطريقة صحيحة فالمثقف يلعب دور الوسيط بين الجماهير و الدولة فهو يستطيع أن يفعل إذا كان ينشر الأفكار النقدية و العلمية و يحارب السائد  و لا يركز على ماهو مبتدل

هي : بما أنك تتبع ما أنشر... فإذن الذي يحصل هو عكس ما تقوله
تقول ان تفكيري رجعي ومدجن وكذا
لكنني ارى العكس والا لما ضيعت وقتك في الكتابة
هذا ليس غرورا مني بل ردا على كلامك فقط

هو :لاني منذ مدة وانا صامت ، واشاهد مجموعة ضخمة، تتضمن نساء، و رجال المعرفة، و الغريب أن ما ينشر في الغالب يحمل شحنة معرفية منحطة،  و متدنية : فهي أما تنتمي إلى الإسلام السياسي الذي ينشر ثقافة القطيع، و العبودية من خلال ترديد اللهم امين، من الجمهور، و ليست الجماهير وراء الشحنة المعرفية المنشورة من طرف المدون، بطريقة محبوكة، و ذكية، و ماكرة،:أو نشر ثقافة سائدة،  و منحطة يغلب عليها النكتة المانعة، او تعليق على صورة من أجل التسلية المجانية، و هذا لا يعني أن بعض الأفراد جزاهم الله خيرا، ينشرون معلومات إخبارية، و جذاذات  الخ ،و بعض الموضوعات الهادفة، مما جعل ضرورة التدخل، لأسهم في تطوير أفكار المجموعة، و تنشيطا لها، لعل هذا يكون خيرا لنا جميعا.

هي :لكل امرئ ما نوى
شكرا لك ايها التقي العفيف الطاهر الملاك المنقد
حسبي الله و نعم الوكيل

هو : هذا رايك، يحترم ، اتمنى بأن يكون النقاش بيننا قد نبه إلى الثغرات التي نرتكبها في حق المجموعة، التي ننتمي إليها جميعا، و نغير من أفكارنا الاطلاقية، و نبني شرخا فكريا، ديموقراطيا ، يطور بعضنا لما فيه خدمة لنا كمجموعة معرفية، مثقفة، تفهم لا تتقبل.

هي : ان كنت انت المسؤول لك كامل الحرية بأن تحدف اسمي منها
هذا كل ما لدي... بالتوفيق لك

هو : انا لست مسؤولا، و لا اقصاءيا، فقط انبه لما يضر بالمبادئ  الإنسانية، الذي منحه الله العقل، و نحوله إلى حيوان طيع بالسموم  الفكرية التي تضره، و لا تخدمه.

هي انا في نظرك حيوان؟
 
هو: لا انت أنسانة ذكية،  و ماكرة، لكن بتدويناتك تريدين ان تحولي جمهورك القارئ  لمعلوماتك مجرد كائنات  تتقبل، و تردد بنوع من التأييد، و التصفيق، وحاشى أن نسمي هذه الكائنات، بأنها خارج المجال الإنساني، فقط يجب استخدام العقل أثناء اية قراءة.

هي : لان هذا اليوم يوم عظيم عند الله سبحانه وتعالى
سأتجاهل كل ما قلته لوجه الله
في جعبتي كلام سيجعلك تنفجر غضبا لكنني لن افعل ولن اعطيك ذاك الشرف
شرف العتاب
لأنني أعاتب من يهمني امرهم فقط
سلاما سلاما

هو : تحياتي، للنقاش الشيق بقية...

هي : تأكد لن تنجح ببثري مهما حاولت...

هو : اعرف، لكننا رغم ذلك نتواصل بهدوء، ونتفاهم  في توجيه بعضنا، لعل في الحوار خدمة لمن يقرأ لنا، شكرا على الهدوء، و الرأفة.

هي : تثير الشفقة.....

هو : كما قلت سأكون هنا مغفرة لذنوبك

هي : اليس من الجيد أن نترك أثرا طيبا في قلوب ألاخرين.. بدلا من أن نكون ابتلاء لهم؟

هو : نحن نترك للآخرين آثار طيبة، لأننا نعلمهم أن من داخل التناقض، يمكن أن نخلق الحوار، و التفاهم، و لو كان هذا الحوار نشم فيه درجة الاختلاف بشكل كبير .

هي : انت لا تتحاور بل تتلذذ بكتابة  خطابات وكلمات جارحة.. تشعرك بالانتصار بينما الاخر يراك مهزوما

هو :لم تكن هناك أية خطابات جارحة، فقط حوار من أجل تقريب الرؤى، و توضيحها، حتى يتسنى لكل عقل منفتح، و نير، يفهم درجة التناقض بين الاختلافات المتارة، في كل الموضوعات.
 و ان كل من يدون، أو يعلق، لا يخلو من أهداف ، و ايديولوجيات، تؤطر منحه الفكري، و مادام الإنسان كائن  عاقل، سيستخدم هذه الملكة الراقية للحكم، و أخذ المعلومة الصحيحة، من الخاطئة.

هي : كلمة ماكرة...؟؟؟
وغيرها... في نظرك مفرحة وليست جارحة؟

هو :  المكر يعني الذكاء، و تمرير الأفكار، بطريقة جيدة، و تريدين الوصول إلى المبتغى بطرق جيدة ، و في هذا مكر، لمن يجهل طبيعة الإسلام السياسي. و اهدافه.

هي :والذئب ايضا مكار جيد
شكراً على التوضيح.

هو :لكن للثعلب خططه، و قد يسقط في فخ الذئب ،إذا لم يحسن استعمال المكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال




.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟


.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال




.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا