الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانكسار تحت القوس

شعوب محمود علي

2017 / 9 / 4
الادب والفن


(الانكسار تحت القوس)
تحرّكت
ثمّ تجرّدت منكسراً
بعد نوم افقت
نهضت
سقطت
فقمت
عموداّ اضأت
انطفأت
وفي الرمل أسري
فتنطحني الريح حتى ظننت
بانّ قروناً
لكبوش تناطحني
غير انّي تراجعت كي استردّ النفس
في النقاط البعيدة كان العسس
يمسكون الحدود
ويخشون ان يدخل
القات..
الحشيش..
بدون جواز سفر
وقد أودعوا في حقائبهم
قطعاً كالحصى والحجر
ومسبحة
وكتاب دعاء
وحقائب مرصودة
تضمّ زجاجات خمر
وفستق اخضر
وبندق احمر
وقصائد عشق
ونثراً تبرعم ثمّ تجذّر
وقلادة شذر
على الصدر تسحر
فلا ضير ان العسس
يحرسون الحدود
يبيعون خارطة للوطن
بسعر زهيد
بهدهد ام ببغاء
بلعبة طفل
من المومياء
انها اللعبة الدارجة
مثلما القطة الهائجة
حين يظهر فأر جديد
على الطاولة
لنرد او الدمنا
ولو كنت من ينهجون العقائد
فسيّان عندي العسس
لقطع النفس
تحيّرت هل انا في حلم
ام انا كنت في يقظتي؟
وفي تلكم اللحظة المبتلات
تحيّرت مما انا كنت فيه
خلعت قميصي
وطفت كعصفور
والجنح من زغب
وثوبي الثقيل
معلّق في مشجب العرب
بليت بحبّ التحوّل في دورة
دورتين
بين ذاك الذي جال في القدس
فوق الصليب ع
وبين الرسول الحبيب ص
وبقيّته في البقيع
وفي (طوس)
في (كربلاء)
فسبحانك الله حث وضعت القناديل
مرساة نورك في الأرض صاروا
نجوماً تضيء كهوف الدياجير
سبحانك الله حيث وضعت
نلوذ بهم
وبأسوارهم حيث شئت
فهم عدّتي وملاذي
ومن في (الغري) السراج
ونجم الفصول
فيا ربّ خذنا على نهجه
وكم صرت احلم في عالم
تتمازج فيه اللغات
والوجوه بلا اقنعة
تحيّرت ثمّ التفت الى الخلف صرت
اجاوز ما عوّقته الموانع
في لوحة الرسم
اوقدت شمعة نذر
وكان (القوان) يدور بلا ملل
عكس ما دارت الأرض
صرت احدّق والظلّ في جانبي
حيث اسرعت في خطواتي
والظل أكثر يقترب
رويداً رويداً
تداخل
والتمّ تحت الخطى فتلاشى
شممت البخور
العطور
التوابل
رائحة المسك
ليس بقربي
ايائل
غزلان
تسرح
وكنّ على ضفة (الكنج)
و (المعبد الذهبي)
وفي السوق عطر التوابل ينشر
سرت على الرمل
في شاطئ البحر
فوق الرمال القواقع
يدحرجها الموج
والريح تعزف لحناً حزيناً
وتتخم تلك النسور على اللحم البشري
وفي (الكنج) تطعم اسماكه والرماد
يذرّ على الماء اصغي
لنشيد الزمان
ل(بكبن) كان الرنين
ول(بغداد) كان الحنين
وللمدن الذهبيّة يا ألف ليلة
و(سوق السراي)
ودقّات (قشلتنا) والزوارق
تجوب ضفافاً لدجلة
ترسو بقرب جدار (السفارة..)
هناك لنا ذكريات
بين جرف وجرف
وان الحجارة ام حبّة الرمل تنطق
انّ الصغار يقيمون أحلى العمارات من رمل (دجلة)
انّ الزمان يسابق خيل النهار
قطار الليال
وبغداد تعجز من ان تجاري
مياهك دجلة اقسم انّ (الفرات)
لا يغار
سينفض عنه غبار الكسل
ويروي الكروم التي حرّكت في الجذور الامل
لقد سرقوا العزم حتى هوادج هذا الجمل
ومن العين كحل الحبيبة (بغداد)
مات (الفرات)
ودجلة تحتضر الآن
من في غد سيشيّعها
غير جيرانها و(السفارة..)
بدون سفير السفارة
وهذا (العراق) الفتيّ القويّ الذي يحمل الصولجان
ملكاً كان ثمّ تحوّل عبداً
بلا حول لا قوّة تاركاً
زمام الامور
ربّنا استر من عاصف يقصم الظهر
من جمرة تطفأ العين
بل تشعل الرأس حين تهدّ الجبال
مثل صيحة صور تدقّ على كلّ باب
وعند الدكاكين ينبح
قطيع الكلاب
يشم الروائح يوم الحساب
فيا زمر السوء
يا امّة ما خلت
من (يهوذا)
ومن عاقر
(ناقة) الله احلامنا
يتداولها الرعب في الفسحة الجارحة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في


.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة




.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد