الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهل السياسة (19)--المجتمع الدولي ومأساة سكان ميانمار .. و - القلق -

ماجد ساوي

2017 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الاطراف المسببة لهذه الماساة – ماساة سكان ميانمار – المستمرة منذ سنوات لم تتلقى اي اشارة من المجتمع الدولي – ممثلا بالامم المتحدة والدول دائمة العضوية واعضاء الجمعية العامة مرفقا به المجتمع السياسي والاعلامي والثقافي والشعبي في هذه الدول وهذه المنظمة كمكونات لهذا المجتمع – اقول لم تتلقى اي اشارة تبعث على الانذار او التهديد او حتى التانيب والعتب في اسوء الاحوال – واكثرها الما - , هذه الاطراف التي كانت ترتكب مختلف انواع الجرائم في حق السكان لهذا الاقليم , ولا نبريء ساحة حكومة بورما كجهة حاكمة لان المعلومات من هناك شحيحة وغير واضحة رغم هول الفظائع التي لا تخفى ولا يشك في حدوثها .

اقول مرة اخرى ان كل ماصدر عن هذا المجتمع الدولي هو بضعة تقارير عن الامم المتحدة راصدة ومتابعة وموثقة للاحداث لا اكثر , اي ان هذه المنظمة لم تقم باي جهد لرفع المعاناة عن سكان هذ االاقليم , وكل مافعلته هو تسجيل الاحداث في صفحات – لنقل ربا عددها على الالف – ومثل هذا العمل المتواضع المتهالك يوضح مدى الانحطاط والسوء الذيبلغ بهذ االمجتمع .

والامم المتحدة وهي يفترض انها منظمة عملها رعاية الامن والسلم الدولي لم تتحرك ولا تدعو ولم تبادر ولم تحقق ولم تشجب ولم تستنكر هذه الفظائع طوال سنوات واكثر ماصدر مناه هو القلق , مما ينبي ويخبر عن روح من التشفي سرت في هياكل هذا المجتمع الدولي تجاه هذه الماساة , ولست هنا ابالغ او او اتجشم او اتعجل , بل ان التشفي هو التفسير الوحيد لروح القلق التي تقابل بها الامم المتحدة هذه الماساة , ولماذا لا تتشفى هذه المنظمة الدولية وهذا المجتمع الدولي وهما من ديانة غير ديانة سكان هذا الاقليم – اي الديانة النصرانية - التي تشكل ديانة اربع من اصل خمس دول تشكل مجلس الامن دائم العضوية .

اذا صادفت حادث مروري ووجدت ضحايا يضرحون بدمائهم ثم ماكان منك الا ان وقفت امامهم وقلت ان تشعر بالقلق دون ان تفعل اي شيء البتة , فلا يمكن تفسير شعورك هذا الا انه نوع وشيء من التشفي وكانك فرح بهذه الماساة المرورية لانك لم تقم بما يمليه عليك واجبك الاخلاقي من الهبة لمساعدة الضحايا – بكل بساطة – فاي عمل تقوم به غير هذا او اي شعور غير الشعور بالاسى لايمكن حمله الا على انه شعور وعمل مضاد للضحايا ومعادي لهم , فهل يمكنك تفسير سبب وقوفك امامهم وعدم المساعدة الا بالعداء والبغض والكره , وبالتالي شعورك هنا بالقلق عليهم ليس الا صورة محسنة لشعورك بالتشفي بما وقع بهم وعليهم وتعبيرا دبلوماسيا عن هذا التشفي !!

المتحدثة باسم البيت الابيض – احد مكونات المجتمع الدولي – عبرت عن القلق تجاه الاحداث في اقليم ميانمار , وهو شعور يمكن التغلب عليه ببضع حبات من الاسبرين – كما تقول التقاليد الامريكية العريقة في هذا المضمار وبالتحديد عدد حبتين اسبرين , واردفت المتحدثة عن تقرير الامم المتحدة الاخير قائله انه " لابد من التحقيق في محتوى التقرير بطريقة دقيقة وذات مصداقية " , اي ان البيت الابيض بداية وقبل الخلوص الى اي استنتاجات لايثق بتقارير الامم المتحدة , ويدعو الى التحقق منها بمصداقية ودقة , مفترضا كاول افتراض ان التقارير مفبركة وملفقة مكذوبة – على الرغم من تهالك تقارير الامم المتحدة على اي حال فيما يخص قضايا المنتمين للديانة الاسلامية – ولست ابالغ – السؤال الثاني التي يتبادر هنا هل التقرير بذاته هو محل النزاع وموضوع الجدال ومحط السرج ومبرط الفرس اي هل التقرير كتقرير الذذي يتالف من بضعة الاف صفحة هو جل ما يهم المجتمع الدولي ممثلا بمكونه الاهم البيت الابيض , اي بلغة اخرى هل التقرير يشكل اي نوع من العدالة للضحايا الذين فقدو ارواحهم في فظائع ميانمار , وبسؤال استدراكي هل كتابة ورقة تعد قصاصا للضحية , التي اجزم ان البيت الابيض لم ولن ينكس علمه لاجلها .

المجتمع الدولي – هنا في هذه الماساة – ظهر في اقبح صوره , حيث النهاية المؤسفة لهذا التنظيم البشري الذي تنظر اليه الشعوب على انه القيم الاخير على العدالة والرفاه لاهل الارض , وظهرت اكثر مكوناته بكافة صنوفها وهي تمارس التجاهل التام لماساة عشرات الالاف من السكان في اقليم ميانمار , وتفرغ – في ذات الوقت - وسائله الاعلامية صفحاتها وساعات بثها ومجهوداتها لاعصار صغير اجتاح مدينة هيوستن الامريكية خلف ثلاثين قتيلا فقط .

هنا – في الختام- نسال هذ االمجتمع الدولي الذي تلعب به الايدي اليهودية – وهو امر لايخفى على ذي بصيرة – اقول نساله , ماهو تعريفة لمفهوم الحياة ومفهوم الموت ومفهوم الشعب ومفهوم الدين وهل هذه المفاهيم عنده هي موجودة فقط في البقاع الغربية من الكرة الارضية حيث سكان الدول المهيمنة .



ماجد ساوي
الموقع الزاوية
http://alzaweyah.atwebpages.com/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي