الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(2_س) حرية الارادة_ الذكاء الروحي أيضا

حسين عجيب

2017 / 9 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الفرق بين عاطفة الغبطة ومشاعر الحسد نوعي, وليس كميا فقط.
مشاعر الغبطة, تشكل المحور الثابت والاتجاه العاطفي الأساسي للشخصية الناضجة والمحبة.
يتعذر أن يتحقق ذلك_ بشكل فجائي أو بطرق مختصرة او عبر المصادفات, أو بدون أن يتحمل الفرد (امرأة أو رجل) مسؤولية حياته ووجوده بالتزامن وبشكل واع وشفاف.
قبل تحقق ذلك ودونه_ عواطف الحسد التي يكابدها الفرد طيلة حياته, وقوامها الرغبة بالسيطرة على الآخر(الشريك أو الخصم) أو تدميره والحط من قدره بشكل دائم ومتكرر في حال تعذرت السيطرة عليه ا.
لا اعتقد ان حياة أحد تخلو من مشاعر الغبطة بشكل تام, لكن بالمقارنة مع شدة مشاعر الحسد الطاغية والمتكررة ( بشكل لا واعي أيضا وغير شعوري), يمكن القول أن الحسد كعاطفة وشعور وسلوك, و الأهم كمستوى معرفي _أخلاقي, احد مصادر الشقاء الانساني المتوارث. حالة حرب الفرد ضد الكل, والكل ضد الفرد, والكل ضد الكل...هي عرض وماهية لعاطفة الحسد التي تسمى في بلادنا وثقافتنا غبطة!
* * *
أخلاق الفرد السائدة (الموروثة): العين بالعين والسن بالسن (التعامل بالمثل).
أخلاق الانسان المشتركة (المكتسبة): التسامح والتجاوز (المعرفة والحب).
....
أخلاق الفرد (التمركز الذاتي)_ تدفعنا بشكل مستمر للعودة إلى الكهوف وسفاح القربى.
الأخلاق الانسانية تدفعنا إلى_ خارج دائرة الراحة والمان والمألوف, وكثيرا ما يكون الثمن باهظا والتكلفة قد تكون حياة الفرد ( الرائد والعالم).
* * *
مع كل فرادته وغناه_ جدل يونغ وفرويد, لم يتحول إلى حوار ثقافي....
فرويد طبيب الأعصاب المجتهد, تحول إلى عالم نفس الانسان الفرد_ المنعزل, والمكتئب.
يونغ الطبيب النفسي في البداية, تحول إلى الفلسفة والتنظير, وابتعد عن الفرد.
....
اقترب فرويد من ماركس إلى حدود التطابق في الموقف من الدين....
الدين عصاب جماعي_ الدين أفيون الشعوب
بينما ابتعد موقف يونغ في الاتجاه المعاكس وعلى النقيض: العصاب نوع من الدين البدائي ( وثنية, طوطمية, عبادة اسلاف...) _ حيث يعلق الفرد _المريض_ فيه عبر حلقة إدمانية مفرغة... عادات قهرية وطقوس وحركات آلية ومكررة بلا وعي غالبا.
* * *
الانسان موجود بالتناغم مع قوانين الطبيعة والتوازن الكوني.
الانسان يدرك الوجود الالهي (الحي) عبر العقل ومن خلاله.
الوجود الالهي مغاير للحواس, او هو خارج مجالها ومنفصل عنها.
الله والانسان نسيج واحد, وحالة واحدة.
دين الانسان الحب والمعرفة والنشاط والتسامح_ عبر الشفافية والصدق.
حيث تنمو مشاعر الغبطة والحب والسرور.
دين الفرد السلطة والمال والكسل والتعصب_ عبر التكتم والأسرار والخداع.
حيث تنمو مشاعر الغيظ والحسد .
....
قبل عدة قرون_ ربما اكثر_ حصل الانفصال المأساوي في حياة الانسان, حيث انفصل الدين عن الفلسفة_ وما يزال يتعثر خلفها...ثم انفصلت الفلسفة عن العلم, وما تزال تتعثر ورائه....
ونحن جميعا ندفع ثمن ذلك بشكل فردي ومشترك_ بالتزامن.
أعتقد_ بل أؤمن...أننا نشهد ولادة جديدة للانسان,
وهي ككل ولادة, مؤلمة, خطيرة, طويلة ومتغثرة_ لكن لا يوجد بديل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال


.. أوروبا تسعى لشراء أسلحة لأوكرانيا من خارج القارة.. فهل استنز




.. عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران.. وتساؤلات حول جدواها وتأثير


.. خوفا من تهديدات إيران.. أميركا تلجأ لـ-النسور- لاستخدامها في




.. عملية مركبة.. 18 جريحًا إسرائيليًا بهجوم لـ-حزب الله- في عرب