الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات ..

هيام محمود

2017 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


زعمت الأديان أن عذراء حملت وأنجبت دون رجل وصدّق المؤمنون .. ويزعم أغلب سكان الأرض أن -الإطار السليم- لإنجاب وتنشئة أطفال هو رجل وإمرأة وصدّق المؤمنون وغير المؤمنين .. أسطورة حواء وآدم التى يعتبرها المؤمنون حقيقة -مطلقة- هى حجر الأساس فى حكمهم بأن -الطبيعى- هو تواجد رجل وإمرأة وما عداه -شذوذ- يفضى إلى ناشئة -شاذة- ومشوهة حاملة لكل العقد النفسية .. واقع الشعوب المتحضرة والدول المحترمة اليوم يفند كل مزاعم المؤمنين .. لكن ماذا عن غير المؤمنين الذين يرددون -قناعات- المؤمنين التى أصلها تخاريف الدين ؟؟

اليهودية المسيحية والإسلام إيديولوجيات متقاربة ، عندما تطبق نصوصها يحل الجهل والتخلف والخراب ، إذا حُيّدت عم السلام وإحترام الآخر والتقدم .. الذي يطبق الدين يسمونه -متطرف ، راديكالى ، إرهابى .. - والذى لا علاقة له بالدين يسمونه -معتدل ، علمانى ، عصرى ، إنسانى .. - إن هى إلا أسماء سموها ما أنزلت هذه الأديان بها من سلطان إن يتبعون إلا مصالحهم فيكذبون وينافقون ليستمر تجهيل الشعوب وتغييب وعيها وتحييدها عن قضاياها الحقيقية خلف قناع حق الأديان وآلهتها عليها ومن ورائها حق الحكام ورجال الدين فى الداخل والمستعمر الإمبريالى الغاصب والناهب لخيراتها فى الخارج ..

كل الكتب -المقدسة- حمالة أوجه ، المسلمون سموه ناسخ ومنسوخ ، المسيحيون سموه عهد ناموس وعهد نعمة ، وقبلهم اليهود قالوا عمن إقتبسوا منهم هذه أوثان وهذا إله حقيقى .. كل هذه الكتب حملت الشىء ونقيضه ، الحكم وإبطاله ، لكن خطها الواضح رغم كل تناقضاتها هو شيطنة الآخر وإقصاءه فكيف يزعم المتدينون أن أديانهم علمانية ؟ وأين هى هذه العلمانية فى تاريخ كل دين ؟ هل العبودية والحروب وتحقير المرأة من العلمانية فى شىء ؟ أم أن العلمانية كمنظومة قيم نسبية قد تطورت مع الزمن فكانت العبودية من العلمانية أما اليوم فلا ؟ أم أن المتدينين إصطدموا بقيم العصر فخجلوا من أديانهم وألصقوا بها ما ليس منها ؟

سألت صديقة لنفترض أن زوجكى يخونكى وإكتشفت أنا ذلك ، هل أعلمكى أم لا ؟ أجابت بلا وعللت جوابها بأنها تحب زوجها ويحبها وتعيش معه -جنة- على الأرض .. إذا علمت لن تغفر له وسيكون قرارها إما -خراب بيتها- أو أن تواصل معه دون أن تغفر له وسيكون ذلك جحيما عوض جنتها قبل أن تعلم بخيانته .. ألا يفسر هذا المثال رفض أغلب المؤمنين حتى الإستماع لنقد أديانهم ورضاهم بالأوهام التى ورثوها ؟ مع ملاحظة أن نسبة كبيرة منهم عندما يسمعون للنقد يكتشفون الحقيقة لكنهم يهربون من إتخاذ القرار الذى يجب إتخاذه ويواصلون إنتماءهم لهذا الدين أو ذاك ؟ ألا يعلم الدين الجبن والخوف من مواجهة الحقائق ؟ ألا يؤسس للنفاق مع الذات ومع الآخرين ؟ وهل يمكن تصور أن مجتمعاتنا ستتقدم وهى مبنية على الخوف والنفاق ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أهلا بك سيدة هيام بالحوار المتمدن-رائعة هى تأملاتك
سامى لبيب ( 2017 / 9 / 6 - 14:21 )
أهلا بك سيدة هيام محمود بالحوار المتمدن.
رائعة هى تأملاتك فإستمرى وإمنحينا المزيد .
كانت بداياتى بالحوار بسلسة من التأملات ومازلت حريص على كتابة التأملات حتى الآن فهى تقدم عصارة الفكر بشكل موجز ودقيق .


2 - فيلم هندي تاني
ناصر المنصور ( 2017 / 9 / 6 - 15:56 )
ههههههههه


3 - قدها وقدود
ثائر ( 2017 / 9 / 6 - 16:34 )
علقت على مقالك التانى قبل ما شوف دة-;-انا بصراحه كنت مستنى الست يفرن تكتب او العزيز ابن الجزار بس العكس حصل-;-حصل خير وقدها وقدود يا ست الكل.


4 - ست هيام محمود ارحب بك ايضا
عبد الحكيم عثمان ( 2017 / 9 / 6 - 16:58 )
ست هيام محمود ارحب بك ايضا كما رحب بك الاخ سامي ولكن رأي في تأملاتك يغاير رأي الاخ سامي لبيب
تقولين:زعمت الأديان أن عذراء حملت وأنجبت دون رجل وصدّق المؤمنون .
فجاء العلم الطبي ليؤكد زعم الاديان بامكانية ان تحمل الامرأة بدون رجل- مثال على ذالك الاستنساخ
والتلقيح الصناعي وطفل الانابيب الى اخره كلها ادلة تدعم ما ادعته الاديان
لك التحية


5 - اذا كان كان المؤمن بالاديان
عبد الحكيم عثمان ( 2017 / 9 / 6 - 17:25 )
ست هناء محمود
اذا كانت الزوجة التي يخونها زوجها لاتشعر بتقصيره تجاهها وسعيدة بعلاقتها معه- فما الدعي من جنابك او من غيرك تعكير صفو حياتها بابلاغهاا بحيانة زوجها خلى المراكب سايرة ليش ماتخليها على جهلها وعلى عماها
واذا كان المؤمن بالاديان معتدل ويعاملك معاملة جيدة ومتعلم وغير متخلف ولايفسد في مجتمعه وغير مجرم وخوش ولد وحباب- فما الداعي من جنابك او من غيرك انتقاد ايمانه(يذكرني مقالك بمقال مماثل لمقالك او لنهجك- طبعا مع الاعتذار التخريبي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=439890

مازال الزوجة سعيدة بحياتها الزوجية مع جهلها بحال زوجها
ومازال المؤمن بالاديان خوش انسان ولامتخلف ولاعدائي مع غير المسلم
فلماذا لاتدعيهما على جهلهما ولا انت مع الاعتذار= بلاش حتى لاتزعلي مني لك التحية


6 - شكرا لكم ..
هيام محمود ( 2017 / 9 / 6 - 20:22 )
أستاذ سامى شكرا لإطرائك ..
أستاذ ناصر أعذرنى لم أفهم قصدك ..
أستاذ عبد الحكيم كلامك يتنافى مع الحد الأدنى للتحصيل المعرفى لإنسان القرن 21 .. شكرا لترحيبك ..

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح