الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-فوبيا- اللجان الخاوية !

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2017 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



رسالة..
"مابلاش كتر كلام .. مين اللى يقول للتانى حرام
كل ما اعليك، بتنزلنى .. وبعشلك، وانت بتقتلنى، يبقى حرام على مين
وبقويك وانت بتكسرنى .. كأنك حالف تخسرنى، ما تخلينا ساكتين
كلام بكلام حنتكلم .. خلاص تلميذك اتعلم
برافو قوى عليك يااستاذ .. عرفت تربى وتعلم
كرهتك ايوه ونسيتك .. ونفعت فيه تربيتك
ادتنى درس كبير ف الذل .. ذاكرته صح وذليتك
مابلاش كتر كلام .. مين اللى يقول للتانى حرام"
من الفن الشعبى المصرى للفنان حكيم.


تسيطر على السلطة الحاكمة فى مصر الان، وحلفائها، حالة من الخوف المرضى "الفوبيا" من اللجان الانتخابية الخاوية، وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، (مايو 2018)، ازدادت حالة الخوف شدة، حيث انه كل يوم يمر، تزداد حالة السخط الشعبى المكتوم غلياناً، وهو امر لا يغيب عن ادراك السلطة وعن اجهزتها المعلوماتية.
ومع كل فشل جديد لاحد اساليب "اسلحة" احتواء هذا السخط الشعبى، حتى الوصول الى فشل سلاح "فوبيا" اسقاط الدولة، وهو نفس المصير الذى لاقاه السلاح التالى، سلاح تعديل مادة الدستور الخاصة بمدة الدورة الرئاسية، والمحظور تعديلها وفقاً للدستور نفسه!، وذلك فى محاولة لتأجيل الانتخابات الرئاسية، ولكن جميع هذه المحاولات لم تأتى بثمار ايجابية، بل على العكس، فقد جاءت بنتائج سلبية، كاشفة لحالة التخبط والارتباك، الامر الذى دعى الى تعديل هذه المحاولات او سحبها والتراجع عنها الواحدة تلو الاخرى!.
ان السخط الشعبى الذى يوقظه صباحاً ومساءاً لهيب الارتفاع الجنونى اليومى لاسعار السلع والخدمات، مع ثبات دخل المواطن، بل الادق مع انخفاض دخل المواطن، والذى لا يمكن له، وليس له، ان تعالجه بعض الاساليب الدعائية الركيكة، ليزداد معها رعب السلطة من المشهد الكابوسى للجان الانتخابية الخاوية، وتحوله من كابوس الى واقع.
هذه التجربة الكابوسية التى سبق ان ذاق طعمها المر "فريق السيسى" فى انتخابات 2014، والتى لم تكن وقتها ناجمة عن موقف شعبى، بقدر ما كانت احد تجليات، احد اشكال الصراع فى اعلى السلطة، من قبل "فريق مبارك، الاب / الابن"، وحلفاؤه من رأسمالية المحاسيب، فى مواجهة مع "فريق السيسى" الصاعد وقتها، لايصال رسالة مفادها، كما اوصلناكم نستطيع باموالنا وعلاقاتنا واعلامنا ان نعيقكم، وبالفعل قد استطاع اخطبوطهم الاعلامى، - وقتها، والذى تم تصفيته مؤخراً لصالح "فريق السيسى" -، استطاع ان يحول فضيحة اللجان الخاوية، من فضيحة فى اللجان على الارض، الى فضيحة "بجلاجل" على الهواء مباشرة!.
ما بال الامر الان، وقد تناقص الزخم الشعبى لـ"فريق السيسى" بشكل هائل، وقد انضم للصراع، وان بشكل سلبى حتى الان، غالبية الشعب المصرى، الذى "لم يجد من يحنو عليه"!، بل وجد قسوة غير مسبوقة وغير مبررة، لا اقتصادياً ولا سياسياً، لتنضم الطبقى الوسطى الى الطبقة الدنيا فى تحالف "مصالح" طبقى جديد، ينذر بتغيير ثورى، حتى ولو كان مؤجلاً، حيث تأتى الثورة، فى شرطها الموضوعى، عندما تنمو طبقة او تحالف طبقى، تصبح فيه السلطة الحاكمة لا تعبر عن المصالح الطبقية الاساسية لهذا التحالف الطبقى الجديد، ويرتهن التغيير الثورى عندها، بنضج الشرط الذاتى لقوى الثورة، عندها يتحول التغيير الثورى من المؤجل الى العاجل.

مازق "فريق السيسى" التاريخى !

وحيث لم يشكل "فريق السيسى"، حتى الان، تحالفاً قوياً مع احدى القوى الاجتماعية الرئيسية بالمجتمع المصرى، كما كان حادثاً مع سلطات يوليو الممتدة، فى حلقاتها المتعاقبة، عبد الناصر، السادات، مبارك ,, حيث اكتفى "فريق السيسى" بتحصين نفسه بالمادة 234 من الدستور فى مواجه السيسى نفسه!، بالرغم من انهم هم من رشحوه وصعدوه للرئاسة، ولكن الحرص واجب، فى ضوء التجارب السابقة لرؤساء سلطة يوليو الممتدة، عبد الناصر، السادات، مبارك، فى الاطاحة بالرفاق الذين اوصلوهم للحكم!. حيث جاء فى نص المادة 234 من دستور2014 (الاحكام الانتقالية): "يكون تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسرى أحكام هذه المادة لدورتين رئاسيتين كاملتين اعتبارا من تاريخ العمل بالدستور.".

لم يشكل "فريق السيسى" تحالف ليخض به معاركه المصيرية، بل على العكس، تبنى "فريق السيسى" شعار شباب 25 يناير "النوبه دى بجد، مش حنسبها لحد!"، فدخل فى صراع وجود، - او هكذا يتصور -، مع قوى الاسلام السياسى، (وفقاً لقوانين نيوتن فان الطاقة "قوى الاسلام السياسى" لا تفنى ولا تستحدث من العدم، ولكن يمكن تحويلها من صورة الى اخرى.).
وفى نفس الوقت لا يستطيع "فريق السيسى" ان يتحالف مع القوى المدنية (يسارية وليبرالية) بحكم طبيعته وتركيبته الوظيفية، كما انه ليس لديه مشروع توريث لوريث مدنى، كما مبارك، مما يستدعى التحالف مع طبقة من الرسماليين من ناحية، واعلاء جهاز الامن الداخلى (الشرطة) من ناحية اخرى، - فالشئ لزوم الشئ -، كما كان يسير مبارك فى سنواته العشر الاخيرة، فكان قرار "فريق السيسى" القاطع والواضح تماماً، هو، ان يتولى كل شئ بنفسه، وهذا بالضبط مأزقه التاريخى، وسر ازمته المستعصية!.
ان خلق تحالف مع القوى الاجتماعية المتناقضة ثانوياً، فى المرحلة المحددة، هو الشرط الالزامى للانتصار فى معركة صراع القوى، مع القوى الاجتماعية التى معها التناقض الرئيسى، انه درس التاريخ.
هكذا تحالف عبد الناصر مع القوى الاجتماعية البرجوازية الجديدة الصاعدة، فى مواجهة بقايا طبقة الاقطاع الريفية القديمة، وممثلى كبار الرسمالية الصاعدة بعد الحرب العالمية الثانية، والمعيقة لمشروعه "رأسمالية الدولة"، مشروع عبد الناصر السياسى والاقتصادى والاجتماعى، ليخوض عبد الناصر بهذا التحالف معركته السياسية للانفراد بالسلطة، فى معركة الصراع على السلطة، مع باقى القوى السياسية الاجتماعية، وفى مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين وحزب الوفد.
وكذلك فعل السادات، بالتحالف مع اليمين الدينى، واليمين المدنى، فى معركته مع تحالف القوى السياسية والاجتماعية التى تشكلت خلال الفترة الناصرية، وذلك كطريق وحيد، - كما رأى -، لانتصاره فى معركة الخروج من مأزق احتلال الاراضى المصرية التى تركها له عبد الناصر، تحت الاحتلال الاسرائيلى، كورقة ضغط جبارة فى يد الامبريالية الامريكية الصاعدة، بعد الحرب العالمية الثانية، فى سعيها للاحلال محل الا ستعمار الانجليزى والفرنسى، فى منطقة الشرق الاوسط الاستراتيجة لمصالح الاحتكارات عابرة القارات.
وهكذا فعل ايضاً مبارك، بعد ان استنفذ كل مدد الحكم الممكنة صحياً، "ثلاث عقود"، حتى اصبح فى حالة صحية يستحيل معها الاستمرار فى حكم مصر، حتى انه فى سنواته الاخيرة كان يعتمد بشكل مباشر على رؤوس الحلف الذى اقامه مع القطاع المدنى، المكون اساساً من قطاع من كبار الرأسماليين، "رأسمالية المحاسيب"، وقطاع الامن الداخلى، "الشرطة"، لتحقيق مشروعه فى توريث الحكم لابنه، "المدنى"، فكان مقتله، فى مواجهة معارضة سياسية تعامل معها على طريقة "خليهم يتسلوا"، معتمداً على ذراعه السياسى، "الحزب الوطنى الديمقراطى"، الذى لم يكن حزباً ايدولوجياً، كما اى حزب، بل كان مجرد تجمع للمرتزقة والمنتفعين من الاقتراب من السلطة، والذين يتواجدوا فى كل عصر واوان، والذين اول من يهربون عند اول مواجة حقيقية، اليست مصالحهم الانانية الضيقة هى دينهم!، لتتقدم النواة الصلبة من سلطة يوليو الممتدة لانقاذ مكانة ومستقبل الرئاسة.

ان التحالف سنة الصراع.


سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة