الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان والحياة

فلاح أمين الرهيمي

2017 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


إن جوهر الإنسان ليس تجريداً للفرد المنعزل وإنما هو في حقيقته مجموع العلاقات الاجتماعية وكل حياة اجتماعية هي انعكاس لجوهر الإنسان التي تجد حلها العملي في الممارسة الإنسانية وفي فهم ومعنى الممارسة الإنسانية وإن هذا الفهم والإدراك تدفع الإنسان إلى فهم وجوده في الحياة التي من خلالها يفهم ذاته والتي من خلالها يفهم ويعرف مجتمعه الذي يعيش فيه ويصبح إنساناً ملتزماً به التزاماً أخلاقياً فتتكون وتصبح شخصيته من خلال عملية الصيرورة من الوعي والإدراك الفكري والتعرف على طبيعة مجتمعه المادية والروحية مما تجعل ذلك الإنسان أن يعيش حالة من الإرهاصات النفسية والتأثر والانفعالات في صراع وجدل مع الذات الإنسانية نتيجة للوعي والإدراك الذي يفرزه ويتحكم بمعطياته (العقل) الذي يكون له القرار الأخير في تغيير الذات الإنسانية وتدفعها إلى التقدم والتغيير نحو مجتمع جديد ومستقبل أفضل يرفل بالسعادة والرفاه والاستقرار والاطمئنان وتجعل ذلك الإنسان يقترب من الحكمة لأن أفكاره ووعيه وإدراكه تصبح في علاقة حميمه مع مجتمعه فيستمد منه المعاناة والمآسي التي تعيش في أحشاء ذلك الواقع ويعكس جدلياً تلك الصور الدفينة والمتمردة على الواقع الموضوعي المألوف ونتيجة انصهاره مع جماهير الشعب يستطيع أن يكتشف القدرة والإرادة والشجاعة في الناس واستعدادهم على البذل والعطاء والتضحية وأن مثل هكذا إنسان تكتمل شخصيته بالطموح والأمل تبلغ السمو والكمال وتجعل منه نموذجاً للتضحية والإخلاص يصبح إنساناً يمتاز بموقف وفعل، فالموقف يستنبط منه الرؤيا والاجتهاد والفعل يستنبط منه ديناميكية الحياة نحو التقدم فتتجسد فيه كل الصفات الإنسانية. ولما كان لكل اختيار قيمة لا متناهية، وكل لحظة من حياته فريدة وفرصة للعمل الحاسم الذي يصب في مصلحة المجتمع الإنساني ويبقى محفوراً في ذاكرة الناس وفي بطون الكتب وبما أن كل إنسان ينجز وجوده من خلال القرار والاختيار، وبما أن كل إنسان يولد وينشأ ويترعرع ثم يركب راحلته في رحلته الأخيرة إلى القبر، لذلك فإن الموت يصبح نهاية الإنسان في هذا الوجود فإن الموت يصبح جزء من الحياة والاختيار، وبما أن الموت متوقع في أية لحظة من الحياة لأنه جزء من وجود الإنسان وولدت بذرته مع ولادته في الحياة وحينما يمتلك الموت إنساناً ملتزماً فإن ذلك الموت يعتبر قراراً ذات أهمية خاصة وبما أن الموت ينهي حياة الإنسان الذي يجب أن تكون كل لحظة في حياة الإنسان فرصة فريدة لإنجاز العمل الحاسم الذي يخلق السعادة والرفاه والاستقرار والاطمئنان للمجتمع الإنساني وبذلك يعتبر الموت قد أنهى حياة الإنسان الذي لم ينجز العمل الحاسم الذي يصب في مصلحة المجتمع الإنساني فلم يكن له موقف وفعل ودور في التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فكر متقد و روح وثابة
حسين علوان حسين ( 2017 / 9 / 8 - 14:19 )
الرفيق الكبير الأستاذ القاضل فلاح أمين الرهيمي المحترم
تحية حارة
جبتها عدل ، و كفيت و وفيت
هكذا هم أبناء العظيم فهد ورفاقه
أطال في عمرك شمعة وهاجة و أريجاً عراقياً و انسانياً أصيلاً تام النقاوة و الأوصاف
مع فائق الحب و التقدير و الاعتزاز
رفيقكم الصغير
أبو نورس

اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة