الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهيونية ضد اليهود

ﺇهود عين ‒ جيل

2017 / 9 / 7
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير



ان الضرر الذي ألحقته الحركة الصهيونية باليهود أنفسهم لا يقل عما تسبّبته من أضرار للعرب الفلسطينيين ٬ وثم صلة بين الأمرين .

لقد كانت حملة "احتلال العمل" "الاشتراكية" قائمة قبل كل شيء على التفرقة ٬ وكان هدفها سلب العمال العرب في المستعمرات اليهودية مصادر عيشهم . هذه الحقيقة هي صفعة لجميع أولئك المنافقين الذين يزعمون أن الهجرة اليهودية الى فلسطين قد أدت بمنافع اقتصادية على سكانها العرب . وقد صعب على المهاجرين اليهود من أوروبا منافسة العمال العرب على العمل ٬ وذلك لافتقارهم الى الخبرة ٬ ولرفضهم الاكتفاء بأجور العمل الزهيدة التي كانت تدفع للعمال العرب . وكان ثمة حل اشتراكي منطقي واحد ٬ وذلك بالاتحاد مع العمال العرب في نضال مشترك لارغام أرباب العمل على دفع أجور معقولة للعرب ولليهود على حد سواء . وانما مثل هذا الحل كان بعيدا جدا عن الايديولوجيا الصهيونية ٬ رغم علو كعبها في "الاشتراكية" .

وتبعا لذلك فقد سعى العمال الصهيونيون "الاشتراكيون" وراء حلول عنصرية لتحقيق أهدافهم العنصرية . فبعد أن أخفقوا في اجبار أرباب العمل على طرد العمال العرب ٬ راحوا يجربون وسيلة أخرى "لاحتلال العمل" . وذلك بواسطة استعمال يهود من درجة أدنى ٬ حسب نظرتهم ٬ كي ينجزوا مهمة اليهود الأوروبيين (العمل في الأرض مقابل أجور متدنية ‒ المترجم) . "أحذ هبوعيل هتسعير [حركة "العامل الشاب" الصهيونية] بالاعتبار عمال القدس ٬ واليهود من مواليد البلاد ٬ والقادمين من بلدان الشرق ٬ واعتبرهم عنصرا ملائما لاحتلال العمل" . وقرر هبوعيل هتسعير في مؤتمره (1907): "التأثير بواسطة الدعاية على أرباب العمل لتبديل العمال العرب بيهود من الشرق خاصة ويهود من مواليد البلاد عامة" (كل المقتبسات في هذا المقال عن كتاب "تاريخ حركة العمال في أرض اسرائيل" لتسفي روزنشتاين) .

وأكثر من ذلك يفيدنا سجل "الهجرة اليمنيّة" في سنتي 1911 ‒ 1912:


"يرجع اهتمام جمهور العمال بهجرة يهود اليمن الى عاملين :

1 ‒ الأمل في مساهمة يهود اليمن مساهمة كبيرة لحل مشكلة العمل العبري في المستوطنة ٬ فهؤلاء المهاجرين يتمتعون بصفات تسهّل عليهم احتلال العمل ٬ فهم قنوعون بالقليل ومتأصلون في الشرق واقليمه ٬ ولن يتهمهم الفلاح اليهودي بما يتهم به العمال اليهود الأوروبيين من "تسمّم" بالأفكار الاشتراكية ٬ ومن تصرف غير اخلاقيّ مع صاحب العمل واستهتار بالدين الخ …

2 ‒ الفزع الشديد لمصير يهود اليمن اثر ما افادته الأخبار الواردة الى البلاد عن سوء أحوالهم وما يتربص بهم من هلاك" .

"وللمرة الأولى وبشكل ملموس يتجلى في بعثة يبنيئيلي [الى اليمن] طموح جمهور العمال الى جمع الشتات ٬ ولا تبدو أرض اسرائيل من خلال نظرته السياسية العريضة اليها كمركز روحاني لانقاذ روح اليهودية وحضارتها ٬ بل مركزا لانقاذ الشعب وجنينا لدولة يهودية قادرا حتى منذ أيام الهجرة الثانية على تحقيق شيء ملموس لانقاذ اليهود من براثن الفقر والفناء ٬ وقد أشير في بعثة يبنيئيلي الى الأمل في القضاء على جالية بأسرها" .

انها عبارات تكتنز شرا ونفاقا ٬ ان كانت "اشتراكية" المهاجرين من أوروبا تضايق أرباب العمل ٬ فلا داعى للنضال في سبيل الفكر الاشتراكي ٬ اذ يمكن "تدبير الأمر" بواسطة تشغيل يهود "غير اشتراكيين" . وكما رأينا فان القلق "الصادق" لمصير يهود اليمن لا يحتل المقام الأول ٬ بل أن العامل الأساسي والرئيسي هو فقر يهود اليمن وقناعتهم . وأوضاعهم هذه لن تتغير بعد قدومهم الى فلسطين ٬ لأنهم سيضطرون للعيش فيها حياة فقر وقناعة وذلك اشباعا للمطامح القومية العنصرية للعمال الاشتراكيين ٬ ألا وهي سلب العرب مصادر عيشهم . والسؤال هو هل أنقذ يهود اليمن بقدومهم الى فلسطين (أم أن الامنية الصهيونية لتصفية الجالية اليمنية قد تحققت من خلال تصفية يهود اليمن أنفسهم ‒ المترجم)؟


"ان الواقع الذي اصطدم به مهاجرو اليمن في ابلاد قد تسبّب في خيبة أمل كبيرة للمهاجرين أنفسهم وحتى "لأصدقائهم" في أوساط العمال . واتضح ان الفلاح اليهودي غير متحمس لتشغيل العامل اليمني ٬ رغم أن أجره لا يزيد عن أجر العامل العربي ٬ ورغم أن اليمني يبدى قدرا كبيرا من الاذعان ٬ يراعى التقاليد وليس (جريئا) كالعامل الأوروبي . وهكذا تبخرت الآمال التي أناطها جمهور العمال بيهود اليمن لاحتلال العمل في المستوطنة" .

وهذا هو مرجع خيبة "أصدقاء" اليمنيين فو أوساط العمال . ولكن خيبة يهود اليمن كانت مضاعفة :

"ان آلام يهود اليمن في استيعابهم عظيمة . فظروف السكن كانت رهيبة ٬ حيث أقاموا في الاسطبلات والزرائب ونتيجة للاكتظاظ في أماكن السكن فقد تردت شروط النظافة ٬ وتدهورت أحوال المهاجرين الصحية ٬ الذين كابدوا مشاق السفر . وأما الأطفال فقد كثرت فيهم الوفيات لانتشار الأمراض وسوء الأوضاع الصحية" .

ويضاف الى هذه الآلام الجسدية ٬ ما تلقاه يهود اليمن من معاملة عنصرية على أيدي "أصدقائهم" العمال . ولقد تفاقم هذا الشعور العنصري وانعكس في قرار المؤتمر الحادي عشر لهبوعيل هتسعير (1911):

"يؤكد المؤتمر بأننا لا نعتبر اليمنيين منافسين لنا ٬ ولا (سودا) لمزاولة ما يأنف (البيض) من مزاولة من حرف …" .

وكان عميل الصهيونية شموئيل يبنيئيلي قد تخفى وتسمى (حاخام اليعازر) وراح يحث يهود اليمن على الهجرة الى فلسطين مؤكدا لهم (البلوغ درجة رفيعة لصعود الروح والروح القدس) . وكان هدفه المحدد استغلال شقائهم ومضاعفة عذابهم مرضا وفاقة وموت أولاد . وذلك خدمة لغايته السامية وهي سلب العمال العرب مصادر عيشهم . هذه هي الحقيقة ٬ فالغاية تبرر الوسيلة عند الصهاينة .

ولئن كانت عبارة عنصرية غير مصيبة في تمييز هؤلاء الصهاينة ٬ فهاتوا عبارة أدق اصابة وصوابا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل