الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن تصدقها الا اذا وقعت ضحيتها

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 9 / 7
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية



الكثير من الحقائق تبدو للوهلة الأولى لمن يستمع اليها بمثابة خيال لا معقول أو من وحي أوهام مرضية تعبث بعقل مجنون، وخاصة اذا كانت هذه الحقائق غير معروفة بعد ولم تنتشر في اوساط العامة، ما بالك اذا كانت اختراعات حديثة يتم التعامل معها بحذر وفي داخل المعامل واجهزة الاستخبارات ولم يجرؤ على التحدث عنها أحد.

الكثير من الناس انكرت ان تكون الأرض كروية وانها مجرد هباءة في كون شاسع به عدد لا نهائي من مثيلاتها وليست مركز الكون الذي تدور حوله النجوم.

والى يومنا هذا يعتقد الكثير من الناس ان الديناصورات وهم وان الرحلات الى القمر لم تحدث ابدا وحتى ان التغير المناخي بمثابة دجل.

نفس هذا الأمر واجهه اشخاص وقعوا ضحية لأحدث صيحة في عمليات التعذيب والترهيب النفسي التي تمارسها حكومات ديكتاتورية ضد مواطنين كانت جريمتهم الوحيدة انهم ارادوا العيش في بيئة صالحة بلا فساد ولا استغلال نفوذ في اطار من العدل وتكافؤ الفرص فأرادت لهم حكوماتهم أن يبدوا في صورة حفنة من المخابيل!

بالتأكيد سمع الكثير من الناس في الوقت الحالي عن الشرائح الذكية التي يتم زرعها في بعض البلدان تحت الجلد حيث تكون محملة بمعلومات شخصية عن صاحبها يمكنها بواسطتها الدخول الى مناطق محددة سواء داخل العمل او حتى الى منزله او شراء بعض الاحتياجات،الأمر لم يعد غريبا الأن ولا مختلق ولن يتهمك احد بالجنون اذا ما تحدثت عنه يمكنك متابعة معلومات اكثر عن هذه الشرائح من خلال الروابط التالية:

تخيل لو أنك كنت تعمل منذ سنوات في وزارة الدفاع بأحد الدول المشهورة بديكتاتوريتها وفساد ادارتها واطلعت على بعض الأسرار العليا التي لا يريد هؤلاء لأحد الاطلاع عليها، فقام احد الأطباء التابعين لهم بزرع شريحة من هذا النوع في جسدك بدون علمك واصبح بامكانهم تتبعك في كل مكان تذهب اليه وترهيبك ومنعك من ممارسة حياتك بصورة طبيعية، فإذا ما تحدثت الى اي شخص عما تلاقيه منهم سيتهمك حتما بالجنون ويؤكد انه لا يوجد شئ من هذا النوع وانك بحاجة الى العلاج وسيعتبر ان الأمر مثير للضحك.

ولكن ماذا بعد ان اصبحت هذه الشرائح الالكترونية حقيقة واقعة يتم استخدامها على المستوى الشخصي وليس فقط في اقبية المخابرات.

ماذا لو كانت هذه المؤسسة السيادية ترهب الجميع او ترغبهم لعزلك والابتعاد عنك وتمنعهم من العامل معك بصورة طبيعية؟
هل تعتقد أن الأمر يبدو غير قابل للتصديق؟

ستقول ان مثل هذه المؤسسات يمكنها ان تفعل ما شاء لها من جرائم بدون ان يعترض أحد فلماذا تكلف نفسها عناء عزلك ومطاردتك وتدميرك نفسيا؟

واقول لك أن دفعك للجنون او اظهارك بمظهر المجنون سيحقق لهم فوائد اعلى، فمن ناحية ستفقد مصداقيتك واعتبارك بين الناس ولن يصدق احد الحقائق التي تعرفها عنهم، ومن ناحية اخرى يكتسبون خبرة كبيرة في التحكم في المجموعات والقدرة على التأثير عليهم بنشر الشائعات والتلاعب بالعقول فهم بسهولة شديدة يمكنهم تشويه سمعة اي شخص بالمداومة على اطلاق الأكاذيب حوله، فعلوها ويفعلوها وسيفعلوها في خصومهم وحتى فيمن كانوا في يوم من الأيام خلصائهم قبل ان ينتهي الغرض منهم او يصبحون عبئ عليهم.

وطالما ان الناس تصدق ولا تعترض وطالما ان الناس ليس لديها ثقافة ان العقوبة يجب ان تكون على قدر الجريمة وان الجريمة يجب ان يتم اثباتها اولا بطرق مشروعة على مقترفها قبل ان يعاقب، فسيظلون ينفضون ايديهم من مئات الألاف من المظلومين والمنتهكين الذي لا تكتفي هذه الأنظمة بتدمير حياتهم بل لابد لها ان تدمر ايضا سمعتهم حتى لا يبكي عليهم احد ولا يطالب احد بالقصاص لهم او بنجدتهم من الظلم الواقع عليهم.

ماذا تفعل اذا كنت قد وقعت ضحية لعملية تتبع جماعي منظم ووجدت نفسك معزولا منبوذا منتهكا وليس لك مخرج او ملجأ لأنه لا أحد يجرؤ اصلا على مساعدتك والوقوف في وجه هذه القوة الضاربة، ناهيك عن هؤلاء الطيعين الذين سيقدمون لهم خدمات مجانية ابتغاء مرضاتهم ولا شئ اخر، وهؤلاء المرضى الذين ينتشون ويسعدون بمشاهدة انسان ناجح يسقط ويتم تدميره وتشويهه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة