الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نائحة على وجه المدينة

وليد المسعودي

2017 / 9 / 8
الادب والفن



(1)

الزهرة البيضاء تُقطع للنسيم قبل الاوان ،
والمشتل الفقير للسماء
يُطلق الضحكات في عقد قِران .
اي ظلم ، بين احضان الهواء
تناثرت نرجسة ، وذلك الصدأ القديم
ندي على الايام والأحلام ، في نعيم
يسرق الطفولة والصبا ، ولا هناء
حياة ام ما تزال في لعبتها الوحيدة
وطن لم تكتمل فيه النهايات السعيدة
دمية تفوز بالأحضان في أمان .
هذه طفلة جاري ، تضحك في عقد قِران !!








(2)

من ضيعها ، لتنذر العمر نهايات حزينة ؟
وترفع التعب الثقيل ، مبكرا
بين أولادها والفقر وخيبات المدينة ؟
تفتح يديها للسماء وتسأل .. ولا مجيب
الناس تغرقها بالجواب .. امتحان
واي امتحان يرسب في الوجه الكئيب
عندما يفتح عينيه .. حروب وسجون لعينة
آه .. يمضي العمر ، والنرجسة ما تزال
تطعم الحاضر بالاحزان وكثرة العيال
لا ضوء يزف الضحكات .. من بعيد او قريب







(3)

ويكبر الاولاد والبنات
مثل عشب ضربته الشمس والاملاح والعطش الطويل
وزهرتنا تحفر للحياة
الف ساقية وجدول في جسد نحيل
يكبرون .. ولكن الحروب مهنة الفقراء
تشف من خلل الدموع ،
زيارة القبور .. موتى ولكنهم احياء
في الدم والشرايين والضلوع .
حيث دبابير الازقة تنفث سمها .. ولا مثيل
لعصبة تجر من نائحة وليدها الصغير
الى حرب تحيل الاخضر ، اليابس الى جثث ، رفات
وزهرتنا تتمدد على الاسفلت في عويل وبكاء










(4)

وانتظار .. بين الهم والحساب
عاد من الجبهة عطرها
ام تلاشى مع الغيوم والدخان ؟
نظرات للدروب من خلال القلب ، والكتاب
يقول ان العطر ما زال يشد الرهان
للحياة رغم التعب والدماء
فك أسر الخوف ، ساق نجمة لا تعرف الغياب
حبيبته كلهفة نبتت على خد الزمان
وأينعت قبلات وأشواق ومواعيد
ترفرف حوله في وطن بعيد
يمتد من حضنها حتى عيونها الحِسان



(5)

من شوقه المهزوز كلما ذكر الربيع
لم تغادر لحظة زهرتنا ، الظل الحزين
كان يعرف انها مزروعة ، تراقب في صمت مريع
الطرقات والعربات .. والأنين
يلاعب روحها الثكلى كما يلاعب الفراق
قلب العاشق الخسران .. لا لقاء او عناق
سوى الذكريات لديها والقطار السريع
للضحكات ان وجدت مع احتراق السنين .
يقنع نجمته على استحياء بالرحيل
على امل يعود .. ومن قلب نائحة على وجه المدينة
يرفع السواد والحزن الطويل .

(6)

الطريق محفور بالف وجه غادر .. ولا امان
والعطر يعصره الشوق ، كيف لا يمتد في الهواء
او يسقط في خدر المدينة ، والحنان
حضن من نذرت له الايام والرغبات والأهواء
ها يا اولاد ! جاء عطري ، رأيتموه في مكان ؟
تسأل كل من يرفع ناظريه للسلام
ولا جواب او كلام سوى الهروب .
حرب تطحن الحديد و العظام
من شد الوثاق على العيون او غط في انحناء .
العطر يبحث عن ثقوب صغيرة للانزواء
والف عين تثقب النذور والاحلام
لا ام ولا حبيبة ، وعن قريب ساحة الاعدام
محاطة بالناس وكثرة الهوان .



(7)

في ساحة الاعدام
خمس وخمسون نخلة سقطت ، والعقال
يهتف للقائد في هوس يشد الحزام
على موت الشوارع والطيور والأطفال
احلام قرى ومدائن لا يفركها البؤس والظلام .
العطر واقفا بين النسيم .. والرصاص
يوصد باب المحبة في القلوب
زهرتنا هناك تقطع شعرها في الدروب
مات عطري .. ليعيش الصمت والانحناء
مات عطري .. لتعيش الحروب
وقائدها المهيب والمقدام !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة