الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سينجح الحلم الطوباوى: أسلمة العالم؟

طلعت رضوان

2017 / 9 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يرى الأصوليون أنّ الإسلام لم يدخل مصر، رغم أنّ الغزوالعربى مرّعليه أكثرمن 1400سنة. والسبب من وجهة نظرهم أنّ المجتمعات العصرية تعيش مرحلة (الجاهلية الحديثة) وكان سيد قطب أحد أهم المُـنظرين لتلك (الجاهلية الحديثة) وقال فى كتابه (معالم فى الطريق) أنّ الحضارة الحديثة التى ((تــُـبهرالكثيرين ليستْ سوى نـُـظم جاهلية فى صميمها)) وأضاف ((فنحن نرفض هذه الأنظمة فى الشرق أوفى الغرب على السواء.. إننا نرفضها كلها لأنها مُـنحطة ومُـتخلفة بالقياس إلى ما يُريده الإسلام)) ولذلك فإنّ ((الناس ليسوا مسلمين– كما يدّعون – فهم يُحبون حياة الجاهلية. وإذا كان فيهم من يحب أنْ يخدع نفسه أويخدع الآخرين، فيعتقد أنّ الإسلام يمكن أنْ يستقيم مع هذه الجاهلية فله ذلك، ولكن انخداعه أوخداعه لايُغيرمن حقيقة الواقع شيئــًا، ليس هذا إسلامًا، وليس هؤلاء مسلمين، والدعوة اليوم تقوم لترد هؤلاء الجاهلين إلى الإسلام، ولنجعل منهم مسلمين من جديد)) (ص 172، 173) الرجل صريح تمامًا فى أنّ المسلمين ((ليسوا مسلمين)) وهونفس الكلام الذى قاله النبى محمد لأبناء قريش الذين دخلوا الإسلام بينما رآهم محمد من (المنافقين) ونزلتْ آيات بشأنهم وركزتْ على التفرقة بين (الإسلام) وبين (الإيمان) وكما شبّه النبى محمد قومه (قبل دعوته) بأنّ مجتمعهم (مجتمع جاهلية) رغم أنّ الإسلام أخذ الكثيرمما كان سائدًا فى هذا المجتمع الذى أطلق عليه (جاهلى) مثل الصيام والطواف حول الكعبة إلخ بل وترديد اسم (الله) وهوما اعترف به القرآن (لقمان/ 25والزمر/38) كذلك شبّه سيد قطب المجتمع العصرى بأنه (مجتمع جاهلى) ليُشير– دون أنْ يقصد– أنّ الإسلام فشل فى اقناع الناس به رغم مئات السنين التى مرّتْ منذ الغزوالعربى ورغم آلاف الأئمة والمشايخ حملة الدعوة الإسلامية وحماتها.
000
مطلب تطبيق الشريعة الإسلامية انتشربعد انتفاضة يناير2011 حتى أواخر2012، كأنّ هذا المطلب لم يتردّد من قبل. وكانت وثيقة (خطة الإخوان لفتح مصر) الصادرة عام 2005صريحة فى أنّ المُسلمين من شعبنا ليسوا بمسلمين، وهى الوثيقة التى أعدها خيرت الشاطرنائب المرشد وبتوقيعه ومكتوبة على مطبوعات الجماعة وعليها سيفيْن ومصحف. والمُلفت أنْ تتصدّرالوثيقة الآية القرآنية ((جعلنا لكل نبى عدوًا من المجرمين)) أى أنّ الوثيقة تفترض: (1) أنهم شبّهوا أنفسهم بالأنبياء (2) أنّ شعبنا من المجرمين. وأخطرما جاء فى الوثيقة أنها لاتستبعد غالبية المُسلمين (العاديين) وإنما تــُـقصى كافة التيارات الإسلامية وهوما فصلته المادة (هـ) ونصها ((ينبغى علينا أنْ نــُـدرك وجوب تصفية أى تيارإسلامى آخرإما بضمه أوتفريغه أواحتوائه. ويجب أنْ نـُـدرك أهمية أنْ نظهرأمام الناس فى صورة من يُمثل الإسلام وحدنا دون غيرنا)) بعد ذلك تتكلم الوثيقة عن أسلوب التخفى ((لتحقيق خطة التمكين)) وذلك ب ((إقامة قنوات اتصال بالحزب الحاكم وبشخصيات نافذة فى العمل السياسى وقد تم هذا الأمر)) وبينما يرى الإخوان التعاون مع الحزب الحاكم (وهو ما ينفى عنهم معارضته) فإنّ الوثيقة تنص على ((تجريح المُخالفين وإتهامهم بالرشوة والعمالة لتحييد معظم المُخالفين وإسكات البعض الآخر)) (مجلة المصور2/12/2005) هكذا بلا مواربة لايتورع الإخوان عن استخدام أحط الأساليب مع خصومهم السياسيين. وعن الدعوة لأسلمة المسلمين كتب أ. طارق البشرى (إنّ مصرفى حاجة لاستكمال إسلامها) (نقلاعن أ. سميرفريد- المصرى اليوم 12/7/2012) أما محمد مرسى فقال قبل أنْ يتولى الرئاسة ((سنـُعيد الفتح الإسلامى لمصر)) (نقلا عن أ. ماجد عطية- وطنى 6/5/2012) وقال خيرت الشاطر(إنّ الجماعة تستعد للحكومة الإسلامية بهدف الوصول إلى مرحلة سيادة العالم) (الشروق المصرية 23/4/2012) أى غزوإسلامى جديد لكل شعوب العالم وقال أيضًا (الإخوان المسلمون لايقبلون أنْ يشغل منصب رئيس الدولة مسيحى أوامرأة) (المصرى اليوم 24/4/2011)
مغزى الدعوة لأسلمة المسلمين:
إنّ المظاهرات فى الميادين والأصوات العالية فى الفضائيات والخطب فى المساجد للمُطالبة ب ((إعادة الفتح الإسلامى لمصر)) تجعل العقل الحريتوقف عند الملاحظات التالية: 1- المعنى المُباشرأنّ المصريين الذين اعتنقوا الإسلام منذ 14قرنــًا غيرمسلمين. أوأنهم مسلمون شكلا ومطلوب إعادة تأهيلهم، مثل أى مُعاق أومنحرف. وإذا كان الأمركذلك، فهل انتشارالمساجد والزوايا مبانى خرسانية بلامعنى؟ والاحتفال بشهر رمضان وصيام يومىْ الإثنين والخميس طقوس زائفة؟ والتسابق على إخراج الزكاة مُداهنة وليس إيمانــًا بركن إسلامى؟ وذهاب الآلاف كل سنة لأداء فريضة الحج انتهازية لمجرد الحصول على اللقب طالما أنهم مسلمون شكلا من وجهة نظرالمُطالبين بإعادة الفتح الإسلامى لمصر؟ 2- يترتــّب على ذلك أنّ الأصوليين يُقدّمون (دون وعى منهم) أبلغ إساءة للإسلام. لأنّ المعنى الذى لايقبل الجدل، أنّ الإسلام لم يُقنع من اعتنقوه وبالتالى اكتفوا بنطق الشهادتيْن وممارسة طقوس العبادة دون إيمان حقيقى. وهذه الإساءة لاتلحق الإسلام فقط، وإنما تلحق ملايين المصريين المسلمين بنفس الدرجة. 3- الخطرالحقيقى على شعبنا مع غياب شجاعة طرح السؤال المسكوت عنه : من هو أو من هى الجماعة التى ستـُـطبّق الشريعة؟ هل هم الإخوان أم (السلفيين)؟ وكيف سيكون الاستقرارالاجتماعى بعد تكفيركل من يختلف معهم حتى من بين المسلمين؟ وهل هم رجال الأزهروتـُهمتهم من الأصوليين أنهم يخدمون مصالح الحاكم أيًا كان؟ أم هم جماعة (التكفيروالهجرة) أم (شباب محمد) أم (الجهاديين) الطامعين فى إنشاء إمارة إسلامية فى سيناء؟ وقائمة الجماعات الإسلامية يطول ذكرها لنصل إلى الحقيقة التى تتغافل عنها الثقافة السائدة فى كل الميديا، وهى أنه منذ بدء الإسلام لم يحدث أى إتفاق على أسلوب وتفاصيل تطبيق الشريعة، إذْ تعدّدتْ الاتجاهات ما بين الانحيازلابن تيميه وابن حنبل وحسن البنا وسيد قطب وعمرعبدالرحمن ومن أفتوا بقتل د. محمد حسين الذهبى وفرج فودة والسادات وبعضهم شارك فى وضع الدستور(أيام حكم مرسى) أم من يرفضون الدستورورفعوا شعار(القرآن دستورنا) أم من رفعوا أعلام السعودية وحماس وأعلام الحزب سارق اسم (الله) وأعلام القاعدة؟ أم من يُطالبون بهدم الأهرامات وأبى الهول وفرض الجزية على المسيحيين؟
4- المسكوت عنه الآخرالذى تتجاهله الثقافة السائدة فى مواجهة الأصوليين هووقائع التاريخ الإسلامى، إذْ نجد خليفة فى قامة عمربن الخطاب يمتنع عن تطبيق أكثرمن نص قرآنى مراعاة منه للمُتغيّرالاجتماعى . ويتجاهلون الحديث الذى داربين الرسول ومعاذ بن جبل الذى قال سأحكم بالقرآن فإنْ لم أجد فبالسنة فإنْ لم أجد سأجتهد ووافقه الرسول على ذلك. والمعنى الواضح من تلك الواقعة أنّ الرسول يعترف بحق الاجتهاد إذا سكت النص القرآنى والأحاديث. وأيضًا ما حدث مع النبى عندما تعرّض لجماعة خالفته فى الرأى فحاول إقناعهم بآيات من القرآن فتدخل على بن أبى طالب وقال قولته الشهيرة ((لا تـُحاجهم بالقرآن فإنّ القرآن حمّال أوجه)) وأكثرمن ذلك فإنّ النبى من منطلق نظرته الواقعية نصح (بُريده) أحد قادته فى إحدى الغزوات قائلا ((إذا حاصرتَ أهل حصن فأرادوك أنْ تنزل على حكم الله فلا تـُنزلهم على حكم الله. ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لاتدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا))
5- المسكوت عنه الثالث وهوالتحدى الحقيقى أمام الأصوليين: هل يمكن تطبيق حد الزنا بعد انتهاء عصرالخيام الذى كان يُـتيح فرص التلصص، ونحن الآن فى عصرالشقق الآمنة من هذا التلصص، فكيف يتحقق شرط الشهود الأربعة؟ وهل يُمكن تطبيق نظام (ما ملكت أيمانكم) الوارد فى آيات قرآنية عديدة؟ وهل سيتحوّل ميدان التحريرلساحة للجلد وقطع اليد وقص الرقبة كما يُطالب البعض؟ وكيف يكون الموقف بعد ظهوربراءة من تم جلده أوقـُـطعتْ يده أوطارتْ رقبته؟
6- المسكوت عنه الرابع هوأنّ طغيان اللغة الدينية بدأ منذ يوليو52 واستفحل مع السادات واستشرى مع مبارك وذلك بفضل ضعف الليبراليين (أوعدم وجود تيارليبرالى حقيقى) وبفضل مغازلة الثقافة السائدة للإسلاميين (مُتشدّدين ومُعتدلين) فعندما صرّح مصطفى مشهوربأنّ على المسيحيين أداء الجزية وعدم دخولهم الجيش (أهرام ويكلى 3-9إبريل97) وأ. محمد حبيب الذى تحتفى به الثقافة السائدة وتتصدرصورته الصحف، هوالذى قال ((حين تتسلم الجماعة مقاليد السلطة والحكم فى مصرفإنها سوف تـُـبدّل الدستورالسارى حاليًا بدستورإسلامى يُحرّم بموجبه كافة غيرالمسلمين من تقلد أى مناصب عليا، سواء فى الدولة أوفى القوات المسلحة. وأنه من الضرورى أنْ نوضح أنّ هذه الحقوق إنما ستكون قاصرة على المسلمين وحدهم)) (صحيفة الزمان 17/5/2005) ورغم ذلك لم تهتم الثقافة السائدة (خاصة التعليم والإعلام) والميليشيات الإسلامية المنتشرة فى سيناء والقاهرة والإسكندرية إلخ أعلنتْ عن وجودها عام 2006بالاستعراض العسكرى الذى تمّ فى حرم جامعة الأزهر. وقال أحد الطلاب أنّ الاستعراض الأخيرحدث قبل ذلك عدة مرات (أهرم 19/12/2006) وفى نفس العدد ورد أنّ المعلومات المتوافرة فى إطاررصد النشاط السرى للإخوان المسلمين، أكدتْ تورط ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة فى التحريض وتهريب متعلقات من وصفوا ب (مجموعات الردع) وذكرتْ صحيفة الموجزتحت عنوان (أسرارتسليح جيش الإخوان المسلمين) أنّ ((تهريب القنابل والرشاشات والمفرقعات يتم منذ عشرين عامًا)) (19/12/2006) ورغم ماحدث فى حرم جامعة الأزهرمن تدريب على القتل فإنّ الثقافة السائدة أصرّتْ على وضع المراهم المُرطبة على الجرح بدلامن الجراحة العلمية، إذْ قال وكتب كثيرون أنّ ماحدث شىء عارض واستثنائى (نفس لغة وزارتىْ الداخلية والإعلام) ووصل الأمربالبعض إلى إدانة القبض على الطلبة الذين قاموا بإرهاب كل مصرى من خلال تدريباتهم بزيهم المُوحّد وأقنعة الموت المُوحّدة والمكتوب عليها كلمة (صامدون) ولم تهتم الميديا بطرح السؤال البديهى: صامدون ضد من؟ ونظرًا لأنّ السؤال لم يُطرح صارتْ الميليشيات الإسلامية المسلحة قوة تستند إلى تنظيم حديدى مُتشعب الأذرع وإذا كان بعض الأصوليين المصريين انخرطوا فى تنظيم القاعدة، فإنّ الأصولى د. ناجح إبراهيم اعترف بأنّ ((معظم عمليات القاعدة كانت تستهدف المدنيين، ليس فى بلاد غيرالمسلمين فحسب بل فى بلاد المسلمين أيضًا)) (مجلة السياسى- 9/8/2012) وإذا كان الأصوليون يرفضون قانون التغير، فهذه شهادة مُدافع عن الإسلام العلامة (الشهرستانى) الذى كتب ((إنّ الحوادث والوقائع مما لايقبل الحصر. ونعلم أنه لم يرد فى كل حادثة نص ولايُـتصوّرذلك . والنصوص إذا كانت مُتناهية فالوقائع غيرمُتناهية. ومالايتناهى لايضبطه مايتناهى)) وصدق الشيخ محمد عبده فى قوله الحكيم ((أخطأ المسلم فى فهم ماورد فى دينه من أنّ المسلمين خيرالأمم))
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فضحهم فى وصولهم
Amir Baky ( 2017 / 9 / 8 - 15:39 )
الأهداف السياسية فى الإسلام هى الهدف رقم 1. الإسلام روج عن نفسة أنه دين و صدق الكثيرين هذه الكذبة. فاليوم التى تتحقق فية الأهداف السياسية للإسلام فى الغرب يبدأ العد التنازلى لنهاية الإسلام فى الغرب بعد سقوط قناع انه دين


2 - الحقيقه العاريه
على سالم ( 2017 / 9 / 9 - 01:56 )
الاسلام يواجه عواصف واعاصير عنيفه بسبب ثوره المعلومات والسوشيال ميديا , كوارث القرأن وتراثه الدموى البشع تمت ازاله الغطاء عنه , هذا الغطاء كان مغلق لفتره الف وربعمائه عام , فصائل القرأن عديده ومتضاربه وكل فصيل يعتقد انه الصحيح , كل هذه الاختلافات تضرب الاسلام فى مقتل , انها مسأله وقت ليس الا

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س