الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطوط الحمراء

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2017 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ابتلينا جميعا بالخطوط الحمراء والخضراء , وكاننا يجب ان لا نعيش الا بوجود تلك الخطوط ولا تستقيم حياتنا الا بالمحافظة عليها ولم يكن لنا وجود لولا تلك الخطوط التي احمرت من سيل دمائنا واخذت قدسيتها من فيض الارواح التي ازهقت دفاعاً عنها .
من خلال اقامتي لبضع سنوات في تركيا وجدت ان لديهم خطوط حمراء كما ان في العراق خطوط حمراء "كل شعوب العالم لديها خطوط حمراء لكنها لاترتبط بشخوص او افراد ابداً" لكن الفارق هنا انها اربعة وليست متعدد , وايضاً ليست مرتبطة بشخوص وان جميع اطياف الشعب التركي متفقة على حبها وتقديسها وهذا غير متوفر لدينا وانها غير معتمدة على دين او مذهب, واذا ما امتلكنا تلك الروحية والاحساس في العراق فأننا سنرى العراق في افضل وأزهى عصوره .
الخطوط الحمراء في التركيا اربعة وتقسم الى الاهم والمهم , فالاهم اثنان هما الوطن والعلم والمهم هما الجنسية والشهيد , نبدء بالاهم "الوطن" فالشعب كله مجمع على ان الوطن فوق الجميع واهم من كل ماسواه , صحيح ان الانتماء لحزب او جماعة عند التركي مهم لكن هذا كله يزول ويختفي في حال اصبح الوطن على المحك "وهذا ظهر جلياً في انقلاب تموز فقد توحد الترك على رفضه مع انهم ليسوا كلهم من انصار اردوغان" الوطن اهم من كل شيء فان لم يكن لك وطن فلا معنى لوجودك ,حتى الاسلام الذي لايؤمن بحسب رأي البعض بتقديس الوطن لم يكن لينتشر ويظهر لولم يختر النبي المدينة المنورة كـ عاصمة له , ليس اي مكان اخر مثل الوطن فهو الام والتاريخ فلا الأم تعوض ولا التاريخ يشترى .
العَلم هو ثاني الاشياء اهمية عند الترك فهو لم يتغير منذ بداية نشوء الدولة العثمانية عام 1383م , وعندما إسس محمد الفاتح السلطنة اضيفت للعلم الهلال والنجمة التي تمثل الرمز الاسلامي , فتخيلوا معي علم عمره 600 عام ونيف ولم يمس ولم يتغير ولم يفكر احد بذلك , حتى اتاتورك الذي الغي الكثير من الرموز الاسلامية لم يمس العلم "بينما في العراق كلما اتت امة لعنة اختها ورغبت بتغيير العلم والنشيد وكأنما اختزلت مشاكل العراق في تغيير النشيد والعلم واضافة لون او ازالة النجوم وشعار الله اكبر" والى الان النشيد العثماني يردده الاتراك منذ اكثر من 600 عام لانهم شعب يحترم تضحيات اجداده ويحترم تاريخه وحضارته حتى لو كان فيه شيء يشوبه ويعيبه .
نأتي الان للمهم الجنسية , فكن من تكون ولكن المهم انك تركي , كردي عربي شركسي الباني تركماني سلجوقي المهم انك تركي وتركي اولا وقبل كل شيء "في العراق الانتماء للوطن يأتي اخراً بينما والعقيدة الدينية والمذهبية والسياسية هي الاهم وفوق الوطن والجنسية بل حتى فوق الدين" .
اما الشهيد فهو قصة اخرى , للشهيد احترام وإجلال وإكبار ولو كان قد توفي منذ اول تأسيس الدولة قبل ستة قرون , ففي تركيا يودع الشهيد بطقوس خاصة هي اقرب للعرس , حيث يزف ويقولون الناس "هنيئ له قد شرب عصير الشهادة قبلنا" ليس للبكاء ولطم الخدود وشق الجيوب والجزع في قاموسهم مكان , هم يعرفون قيمة الشهادة ومعناها اكثر من العرب والعراقيين , حيث يعتقدون بان وطنهم قد بني بدماء الشهداء وسيبقى الوطن شامخاً ويظل مادام هناك من يقدم نفسه ودمه في سبيله "في العراق صرح احد النواب بأن يجب ان يعدم كل من قاتل أيران عدو العراق الازلي دونما اي احترام لتاريخ العراق ودماء الشهداء وتضحياتهم, وقبل سنوات قطعت الرواتب التقاعدية للشهداء الذين قضوا نحبهم في حربنا مع ايران ورفع عنهم لقب شهيد ولو كان بامكانهم لنبشوا قبورهم ومثلوا بهم" .
اما عن احترامهم للتاريخ والاثار والتراث واللغة فحدث ولاحرج . فهذا واضح وجلي لكل من زار او سمع عن تركيا .هم شعب يحترم نفسه وتراثه وتاريخه ونحن شعب يكره نفسه وتراثه وتاريخه ويقتل نفسه بيديه ولانزال نقول بأننا شعب الحضارات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق