الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهم فلسفة الكهرباء لفهم الوجود ج2

ايدن حسين

2017 / 9 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هناك سوء فهم لمفهوم الموجة في الكهرباء او في الفيزياء عموما
فعندما ننظر الى امواج البحر .. نلاحظ ان شكله موجي .. لان التموج هنا في ارتفاع مستوى الماء في منطقة و انخفاظه في منطقة اخرى .. لذلك فان امواج البحر لها مظهر موجي يمكن رؤيتها بالعين
اما الموجة في الكهرباء و في الفيزياء .. فلا نعني بها مظهره الخارجي .. حيث ليس هناك تموج يمكن رؤيته بالعين .. لان التموج ليست في الكميات التي يمكن رؤيتها اي المظهر .. بل التموج في كميات فيزيائية يمكن قياسها ببعض الالات و ليس بالعين
الضوء موجة .. لا تعني ان الضوء مثل حبل يتموج .. يحصل فيه ارتفاعات و انخفاضات في الشكل .. لا .. الضوء موجة كهرو مغناطيسية .. اي ان هناك موجتين متداخلتين .. الاولى تتغير قيمة شدة الحقل المغناطيسي فيها بتموجات بين السالب و الموجب مرورا بالصفر .. و الثانية تتغير قيمة شدة المجال الكهربائي فيها بتموجات بين القيمة العظمى الموجبة و السالبة و مرورا بالصفر .. و بالتالي .. فاننا مجبرون ان نقول ان الضوء .. طاقة موجودة في المنطقتين الموجبة و السالبة .. لكنها تنعدم تماما عندما تمر بنقطة الصفر
الخلاصة .. ان الضوء ماهية تتردد بين الوجود و العدم .. و هذه حقيقة و ليست شعوذة .. و من هنا كنت اشير في بعض مقالاتي السابقة الى العدم .. و كل انواع الطاقة طالما هي موجية .. فهي تتارجح بين الوجود و العدم
لو كان الضوء تارجح بين المجال المغنطيسي و الكهربائي .. بمعنى عندما تصبح شدة المجال الكهربائي صفرا تصبح شدة المجال المغناطيسي قيمتها العظمى .. كنا سنقول .. ان الضوء تتارجح بين الطبيعة الكهربائية و المغناطيسية .. و لكن مع الاسف لا نستطيع ان نقول هذا .. حيث هناك نقاط يصبح فيها كلا المجال المغنطيسي و الكهربائي صفرا .. اي لا مفر من القول ان هناك نقاط انعدام
تفسير اخر للضوء .. و هذا تفسيري الخاص .. الضوء طاقة في منطقة التموج الموجب و السالب .. لكنها جسيم في منطقة الصفر في الموجة .. حيث حينما نقول صفر في الموجة .. فمعناها .. ان الموجة غير موجودة حقيقة .. و من هنا تردد الفيزيائيون بين طبيعة الضوء الموجية و المادية كفوتون
الضوء فعلا ماهية عجيبة جدا .. شيء يتارجح بين الوجود و العدم .. او شيء يتارجح بين الطاقة و المادة .. بين الطبيعة الموجية و الفوتونية
..
في الهندسة الكهربائية هناك بعض المفاهيم .. كالجهد ( الفولتية ) و التيار ( الامبير ) .. و لتبسيط المسالة سوف اقارن بين الشبكة الكهربائية و بين شبكة توزيع الماء
في العراق هناك خزانات ضخمة للماء موضوعة في ارتفاع عالي منها يتم توزيع الماء على المدينة او القرية و بلا مضخات
يتم ضخ المياه الى هذه الخزانات عن طريق مضخات ضخمة .. هنا الفولتية بمثابة ارتفاع الخزان .. فكلما كانت اعلى .. كلما طبقت ضغطا اعلى على الماء و اوصلته الى اماكن اعلى و اماكن ابعد .. اما التيار او الامبير .. بمثابة حجم الخزان و حجم الانابيب المتصلة بهذا الخزان الرئيسي .. فكلما ازدادت حجم الخزان و حجم الانابيب .. استطعنا تجهيز بيوت اكثر بالمياه .. و كلما ازدادت ارتفاع الخزان كلما استطعنا تجهيز الماء لبيوت ابعد عن الخزان
الفولتية اذن هو الضغط .. اما الامبير او التيار .. فهو كمية الطاقة الموجودة فعليا .. و حاصل ضرب الكميتين الفولتية و التيار .. يعطينا القدرة .. اي اننا نحتاج الى كلا الكميتين .. الفولتية و التيار .. لانجاز شغل ما
البطارية الواحدة فولتيتها .. 1.5 فولت .. و تسطيع ان تعطينا تقريبا 0.5 امبير .. و لكن الى متى .. طبعا لفترة محدودة .. و هذه هي الطاقة الكهربائية التي هي حاصل ضرب القدرة في الزمن
عندما تفرغ البطارية تماما .. يبقى فولتيتها 1.5 فولت او قريب من هذه القيمة .. لكنها لا تعود تستطيع ان تعطينا قيمة محسوسة من التيار .. و بالتالي تصبح قدرتها صفرا او قريبا من الصفر .. لان التيار اصبح قريبة من الصفر .. و الطاقة ايضا صفرا
يمكننا رفع فولتية البطارية بدوائر الكترونية مناسبة الى 220 فولت التي هي الفولتية المقننة في بيوتنا في العراق .. و لكن ذلك على حساب التيار .. لان حاصل ضرب الفولتية و التيار محددة لا يمكن تجاوزها .. و لكن حتى في هذه الحالة .. فان هذه الفولتية الماخوذة من بطارية واحدة تستطيع قتل انسان .. لان مرور تيار قيمته اكبر من 20 بالالف من الامبير في جسم الانسان يعتبر خطرة بل و قاتلة ايضا .. اقل من 20 ملي امبير ( 20 بالالف من الامبير ) يعتبر امينا .. اكبر من 20 ملي امبير يعتبر خطرا .. و لهذا السبب في الحمامات و الاماكن الرطبة توضع اجهزة حماية .. تتحسس التغيرات الطفيفة في التيار التي هي بحدود 15 او 20 ملي امبير .. حيث تقطع التيار الكهربائي و تحمي الانسان من موت محتمل
و الى اللقاء
..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حبيبتي بطارية
ركاش يناه ( 2017 / 9 / 8 - 19:17 )

حبيبتي بطارية
________

حبيبتي بطارية ، قوتها ألفين فولت
اقولها انتى قولتى ، ترد : و انت قُلت
اشرح لها الأمبير
بالذوق و بالتعبير
تزعل منى و تغضب
تلسع و يمكن تضرب
غبية؟ لا مش ممكن، دى حتى تعرف الكفت

و عجبى

.....


2 - الهدف النهائي ليس علميا بحتا!
ملحد ( 2017 / 9 / 8 - 21:18 )
الهدف النهائي لموضوع سلسلة المقالات ( فهم فلسفة الكهرباء لفهم الوجود ) ليس علميا بحتا! الهدف النهائي لهذه المجوعة من المقالات ليس دراسة قوانين الكهرباء الحالية او القوانين الفيزيائة او ..... وانما يتعلّق بعلوم الفلسفة والنفس والاجتماع .....
وعلى ذلك اعتقد انه يجب ان لا نعلّق, نحن القرّاء, حتى يتضح الهدف النهائي من هذه المقالات.......
اعتقد ان الهدف النهائي لكاتب المقالات هو (( محاولة اثبات وجود اله غير مرئي يقف خلف (خلق) هذا الكون .....)) والكاتب هنا يحاول اثبات ان غير مرئية هذا الاله المزعوم يعادل غير مرئية الكهرباء (وصعوبات ) قياسها وتحديدها.....الخ
اذن للننتظر ونرى.......

تحياتي للاخ الكاتب وللجميع


3 - حبيبتي بطارية
ركاش يناه ( 2017 / 9 / 8 - 22:38 )
حبيبتي بطارية
________

حبيبتي بطارية ، قوتها ألفين فولت
اقولها انتى قولتى ، ترد : و انت قُلت
اشرح لها الأمبير
بالذوق و بالتعبير
تزعل منى و تغضب
تلسع و يمكن تضرب
غبية؟ لا مش ممكن، دى حتى تعرف الكفت

و عجبى

...


4 - وقعت لي
عاد بن ثمود ( 2017 / 9 / 9 - 00:23 )
ذكّرتني أخي حسين عندما كنت كل مرّة أقيس بطارية سيارتي بالفولتميتر عندما لم تكن ترغب في تحريك المحرك، فأجد أن الفولطاج لم ينقص كثيراً عن 12 فولت.
و عندما حكيت الأمر للكهربائي (رغم أن تكويني علمي) قال لي هاذا لا يعني بأن البطارية مشحونة بالشكل المطلوب (يعني الأمبير)
فبَهُتَ الذي سأل.
شكراً

اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام