الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزواج قداسة .. أم تعاسة؟

داود السلمان

2017 / 9 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعتقد علماء الاجتماع أن الزواج هو رابطة اجتماعية مقدَسة، الهدف منها لم شمل زوجين اثنين – رجل وامرأة- بعنوان زواج- تحت سقف واحد لتكوين أسرة يكون فيها استمرار الحياة وادامتها.
يريدون القول بأن غاية وهدف الزواج هو لغرض بناء اسرة ومن ثم انجاب اولاداً، وبهم تستمر الحياة ويبقى النسل البشري مستمراً لا تشوبه شائبة الانقطاع.
وهذا الاعتقاد، بقدر ما أنه صحيحاً الى حد ما، إلا أنه ليس صحيحاً من جانب آخر، إذ أن معظم الذين يرغبون بالزواج ليس لغاية الزواج نفسه، وإنما الغاية الحقيقية هي اشباع الرغبة الجنسية العارمة، ولاسيما لدى الشاب الذي اكمل الثامنة عشر من عمره، حيث تكون الطاقة الجنسية لديه قد بلغت ذروتها ولم يعد بإمكانه السيطرة عليها. فقط نستثني من الرجال الذين يتزوجون، وبعد عدة سنوات حيث يشبعون الغريزة الحيوانية، فيفكرون بالإنجاب اذا لم يحصل من الزوجة علامات الحمل، أي قد تكون عاقراً او لسبب آخر من الاسباب المرضية الاخرى. فيقوم بتطليقها بعد قضاء وطره منها، أو أن يتزوج عليها بأخرى، أن وافقت هي على ذلك، ومثل هذا قد حصل الكثير، واني على معرفة بأناس حصل لديهم مثل هذا.
إذن الغاية من الزواج- كما ذكرنا- هي ليست بناء اسرة كما يعتقد علماء الاجتماع ابداً، فلو أن الاتصال الجنسي بين الرجل والانثى ليس فيها لذة شهوية حيوانية، نعتقد لما حصل ولم يحصل الزواج من سابع المستحيل. وأريد القول: نحن (الرجال والنساء)عبيداً للغريزة الجنسية، وبهذه العبادة يحصل الذل والهوان.
وقد أدرك العديد من الفلاسفة والمفكرين، قباحة هذه العبادة فاعرضوا عن الزواج وعاشوا احراراً في حياتهم، امثال الشاعر الفيلسوف أبا العلاء المعري، والفيلسوف الالماني نيتشة، واستاذه شوبنهاور، وكذلك الموسيقار العالمي فانغر، وغيرهم الكثير جداً. وربما يقول قائل: إن هؤلاء طالما عاشوا عزاباً ولم يخلفوا ذرية فهم عاشوا تعساء وماتوا تعساءّ؟. ونقول: أن معظم الذين تزوجوا وخلفوا هم اكثرهم تعساء والذين عاشوا ويعيشون حياتهم نكد في نكد ومرارة في مرارة، ما هو معروف في جميع مجتمعاتنا.
وبهذه المناسبة يقول عالم الاجتماع الفريد آدلر في كتابه" فن الحياة": إن الزواج لا يكون زواجاً الا اذا حافظا الطرفان على عهودهما دون انتقاص أو تحوير، وفي هذه العهود يكون قرار إنجاب الاطفال... وأن الزواج الصالح هو احسن وسيلة لدينا لتنشئة أجيال المستقبل، ويجب أن يكون هذا هو هدف الزواج. ويضيف والزواج ما هو إلا وظيفة تتطلب الكثير من العمل، كما أن للزواج قانونه وقواعده التي تحكمه.
ويعني آدلر أن الغاية من الزواج تنشئة أجيال، ناسياً أو متناسياً أن الهدف من الزواج هو اشباع الغريزة الجنسية بالدرجة الاولى، بعد ذلك يفكر الطرفان بالإنجاب(وانا أعرف زوجين يعيشان الآن اكثر من عشرين سنة وهما لم ينجبا ابداً). وحقيقة أن كلام آدلر فيه مغالطات كثيرة وأمور غير واقعية، حيث أنه يريد أن يقنعنا بأن الهدف والغاية من الزواج هو لبناء اجيال مستقبل فحسب، ولو علم هذا الشخص بأن الانجاب لو كان من دون شهوة جنسية لما تورط الرجال في هذا قط، كما بينا ذلك.
ولم يكن شيء تندمت عليه في حياتي بقدر اقدامي على الزواج حيث حصل هذا قبل اثنين وعشرون عاماً مضت، برغم أني خلفت ثلاثة اولاد وبنتين. لكنني بالمقابل، خسرت سني عمري ومستقبلي وحرمت نفسي من أمور كثيرة من أجلهم، ومنها لم أستطع حتى طبع كتبي ودواويني الشعرية، على الرغم من إني حصلت على ملايين الدنانير، لكنني صرفتها عليهم جميعها، ورجعت خالي الوفاض، لم أستطع حتى شراء كتاب أردع به فضولي الذهني. واشعر اليوم بانني تعيساً ولست بسعيد، إذ ماذا حصلت بالتالي؟، وهل أن الزواج هو هذه المضيعة للوقت وللعمر واهدار الأموال والمعاناة وتعب الحياة وقسوتها؟، فلو كان الزواج هو هذا فهي إذن الخسارة الكبرى للحياة التي لا نعلمها ما هي ولا ندرك كنهها؟ بل هي بتعبير بعضهم لا تساوي عفطة عنز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جحا
ركاش يناه ( 2017 / 9 / 9 - 04:10 )

جحا
___

سأل الولد ابيه : هو الحمير ببتجوز يابا؟

رد عليه جحا قائلا : هم بيتجوزوا إلا الحمير

....


2 - وهم الزواج
ماجدة منصور ( 2017 / 9 / 11 - 01:35 )
ليتني أموت الآن...و أُخلَق من جديد...كي لا أكرر خطأ الزواج مرة أخرى0
ثم لما نحن حريصون (على إستمرار هذا النسل...النجس)؟؟
ليت جنسنا ينقرض...فقديما قال أحدهم : الأطفال وحوش صغيرة...يأكلونك وهم صغار...و يرثونك حينما تموت.0
اين المتعة في هذا الزواج و النسل اللعين؟؟
قريبة لي...متدينة...و تجعر دائما بمقولة بر الوالدين...قريبتي تلك...قد أخذت بتجريد أمها من حليها و ذهبها...في ذات اللحظة التي لفظت بها أنفاسها الأخيرة0
و عجبي
احترامي لك

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي