الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تبدل النااس ام تبدلت اخلاقهم

محمود الشيخ

2017 / 9 / 10
القضية الفلسطينية



اي متتبع للظواهر التى برزت في العشرين سنة الماضيه في الضفة الغربيه وقطاع غزه يلاحظ بوضوح تام سلسله من المتغيرات التى طرأت على سلوك الناس وتصرفاتهم،خاصه وان المجتمع الفلسطيني يشهد انسدادا لأفق الحل السياسي للقضية الفلسطينيه،وضياع جهد عشرين عاما مضت حققت نجاحات عظيمه على الإحتلال في سنوات الإنتفاضة الأولى،والتى اسست لحل لو استغلها المفاوض الفلسطيني واستغل قوة الشعب الفلسطيني لحقق نتائج غير التى جاء بها اتفاق اوسلو الهزيل.
ولذلك يشهد المجتمع الفلسطيني ازمة في بنيته الثقافيه تزيد من معاناته وهمومه خاصه وهو يعيش في ظل اوضاع قاسيه اتعبته وابعدته عن صفاته التى تحلى بها سنوات الأنتفاضة الأولى،وبطبيعة الحال من واجب اي باحث تلمس الأسباب التى انتجت واقعا جديدا ساهمت في انتكاسة الناس وراكمت احباطهم،ودفعتهم لإدارة الظهره للعمل الوطني،واعتبروه مضيعة للوقت،على يد من فشلوا في ادارة الصراع مع الإحتلال،وزاد الطين بله الأوضاع الإقتصاديه وارتفاع الأسعار وزيادة تكلفة سلة العائله وارتفاع حجم البطاله وزيادة نسبة الواقعين تحت خط الفقر،ففي غزه فقط (80 %) من سكان القطاع يتلقون مساعدات من مؤسسات خيريه واجتماعيه،وبلغت نسبة البطاله ما يزيد عن (52%) من القوى العامله ،وعادت غزه الى القرون الماضيه تسمع عن الكهرباء سمع من الناس او انهم يشاهدون نورها من جيرانهم المصريين وغيرهم،وايضا ضياع حلم الشعب الفلسطيني بسلطة ترعى شؤونه وتدافع عن حقوقه وتغلق السجون ولا يرى هراوه ترفع في وجهه،لأنه تصدى لكل الهراوات وفي ذهنه ان سلطته ستكون مختلفه عن باقي السلطات في العالم،ليكتشف ان سلطته كغيرها تمارس معه نفس ممارسة باقي الدول مع شعوبها، فخاب ظنه وامله واحس بكسر خاطره منها.
لم يعتقد الشعب الفلسطيني ان يكون في سلطته احدا فاسدا،ولم يعتقد ان يكون بين سلطته وبين الإحتلال اي تعاون واي تنسيق،ولم يعتقد ان يكون في سلطته من لا يسعى بكل قوته للدفاع عن رأيه ولم يعتقد ان تحاصر الديمقراطيه ويحاكم الناس بتهمة اطالة اللسان،ويفرض قانون الجرائم الإلكترونيه.
ثم ان الواقع الإقتصادي له اثر كبير على الناس ،خلق اوضاعا اجتماعية غايه في الصعوبه ولذلك زادت الضغوط الإجتماعيه الناتجه عن سوء الأوضاع الإقتصاديه.وبطبيعة الحال زاد الإنقسام السياسي والجغرافي احباط الناس وغضبها ووصلت الى اعتبار ان الكل من التنظيمات لا يعمل لصالح القضيه والشعب الفلسطيني بل لصالح تنظيمه ومن اجل اعتبارات سياسيه خاصه به وبتنظيمه،ساهم ذلك في زيادة حجم ضعف كل القوى السياسيه على اختلاف تسمياتها وضعف القضيه الفلسطينيه على المستوى العالمي،ثم زادت الإنقاسامت داخل التنظيمات وكثر الحديث عبر شاشات التلفزه عن سوء الإمانه والسرقات وغيرها،واذان الناس ليست مرهفة للسمع بل تقزز الناس مما يسمعون.
ثم اعتقد العمال ان حقوقهم مصانه وسيحميهم القانون واذا بالقانون يغيب عن الساحه رغم وجود (7) اتحادات نقابيه هدفها خدمة التنظيم ليس اكتر،فلا اجازات ولا اعياد مدفوعه الأجر ولا اتعاب في نهاية الخدمه الا بعد محاكم ،وانتخابات الهيئات محاصصه.
لقد ساهم كل ما تقدم في بروز مظاهر سلبيه كثيره في المجتمع الفلسطيني على رأسها ادارة ظهرالناس للقوى الوطنيه على اختلافها واعتبار قضاياهم الشخصيه اهم بكثير من القضيه الوطنيه بفعل انتكاستهم من سلوك القيادات السياسيه والسلطه الفلسطينيه والفساد الذى عم وطم،وغياب سلطة القانون عن الكبار وتطبيقه على الصغار.
واي متتبع لحياة الشعب الفلسطيني يكتشف ان العلاقات الإجتماعيه اصابها هي الأخرى عطب وطرأ عليها تبدلات عميقه نالت منها،فعلى مستوى علاقات الصداقه التى ربطت الناس بعضهم ببعض قبل اوسلو لم تعد هي هي التى تربطهم اليوم بل تبدلت وتغير اساسها،واصبحت قواعدها المصالح الشخصيه،والواسطه لأي وظيفه،واصبح من كانوا اصدقاؤك قبل اوسلو هم ذكرى اليوم،ربما مع مرور الوقت غدوا في طي النسيان،لأنهم لم يعودوا اصدقاء فطبيعة عملك وموقعك وانفكاك علاقاتك بالتنظيمات وانفلاش العمل التنظيمي ادى كل ذلك اما الى اقامة علاقات جديده ونسيان القديم منها،لأن الحديث فرض صداقات جديده.
اضافه الى وقوع نزاعات حتى داخل العائله الواحده خلفيتها المصالح الشخصيه،اذ وقعت شجارات كتيره في بلدات ومدن الضفة والقطاع ووقع بفعلها قتلى وجرحى،وعادت الدواوين من جديد للظهور لتحتل دورا احتلته القوى السياسيه منذ الإنتفاضة الأولى،لكن مع تراجع دورها وتراجع مكانتها وتراجع احترام الناس لها عادت المفاهيم العشائريه للظهور من جديد وعادت للعائله مكانتها حتى ان ابناء التنظيمات انخرطوا في نشاط عائلاتهم وابتعدوا عن بعضهم وطرأت انقسامات بينهم،لعبت دورا في زيادة ضعف قواهم السياسيه حتى ان بعضها تلاشى ليس في مكانته فحسب بل في وجوده كذلك.
لم يعد شيئا يدعوا الناس للإفتخار او للتمجيد بحياتنا في شيء حتى القطاع الصحي ايضا وما انتابه من اخطاء في التشخيص الطبي من جهه،واثناء العمليات من جهة اخرى ادت الى شك الناس على قدرة هذا الجهاز في عمله فبات محل شك لدى الغالبيه من الناس،لقد لعب كل ما تقدم في تغير سلوك الناس وتصرفاتهم وخلق تبدلات على حياتهم الإجتماعيه ونشأ بفعل ذلك فسادا اخلاقيا بين الناس فزرعوا المخدرات وتاجروا بها وبالمواد الغذائيه الفاسده وزادت اللصوصيه حتى الفيس بوك استغله البعض ليمارس الإبتزاز من خلاله في مختلف المناطق،ودخلت علينا مصطلحات لم نكن نسمع بها من قبل مثل ( الفخامه والسياده والمعالي والعنايه والعطوفه )
كل ذلك تم بفعل تسلل ثقافة اوسلو لمضامين ثقافة المقاومه التى نشأ وترعرع عليها شعبنا الفلسطيني حتى انها فككت نسيجها وحاولت ضربها بالعمق،ومخطىء من يعتقد انها لم تضربها بالعمق وأثرت فيها، فخلقت ميوعه كبيره في الثقافة الوطنيه بين اوساط الشباب ساهم ذلك في ابتعادهم عن الحياة السياسيه بفعل فقدان الشارع الفلسطيني لحياة سياسيه في البلاد،حتى ان هذه الثقافه خلقت اتباع لها بل وعبيدا،وتمكنت من اقناع البعض على ان التنسيق الأمني خدمة للشعب الفلسطيني في حين يقدم خدمة لأمن اسرائيل،وكذلك انتج اوسلو وثقافته فئة استفادت منه فعمدت الى سياسة عدم التصادم مع الإحتلال ليس ارضاء له بل ودفاعا عن مصالحها التى نشأت مع نشوء السلطه وزادها اكتسابا وربحا،ولذلك شكل ذلك شرخا في ثقافة المقاومه وخلق فجوه واسعه بين هذه الفئه وبين الشعب الفلسطيني،لكن ذلك لم يحرك ضمائرهم لأن مصالحهم كانت في اعتباراتهم اهم من المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني،ومع ذلك لم يكسبوا رضا الإحتلال بل ظلوا محل شك لديه لأنه يريد المزيد منهم.
لما سقناه يصبح ليس غريبا اندفاع الناس وبالألاف لحضور حفلات الفنانين في مدينة روابي،وكذلك ليس غريبا انتهاء العلاقات القديمه بين الناس وظهور مسلكيات خاطئه لا يقبلها احد لكن الظروف هي التى انتجتها وصنعتها،وليس غريبا ظهور الفساد الأخلاقي بصور متعدده،ولا ايضا الفساد المالي ولا الإداري كذلك،كل شيء له سبب وسبب ما نحن فيه جاء بعد اوسلو الذى جلب ثقافة غريبة عن شعبنا وعن صفاته.
يضاف الى سلسة التغيرات التى وقعت وكان هي الأخرى لها تأثير على الثقافة العامه انهيار الإتحاد السوفيتي الذى كان وقعه كبير جدا على حاملي افكاره ومعتقداته حتى ان البعض منهم تخلى فورا عنها وادار ظهره لها معتبرا استمرار تبنيه لها فقدانه لوزنه ومكانته وشعبيته ولذلك تبنى افكارا جديده عومته حتى انه دخل في تيه كبير ضاعت بوصلته التى كان يهتدي بها.
وبطبيعة الحال الظروف التى انتجت اتفاق اوسلو كانت نتيجه طبيعيه لتغير السلوك المقاوم ،وكذلك تغير في المفاهيم الوطنيه لعبت في احداث تغير في السلوك المقاوم،غير ذلك العولمه كان لها هي الأخرى تأثير على مسلكيات الناس من خلال التكنولوجيا التى اقتحمت كل بيت ومع كل شاب وفتاه هي الاخرى لعبت دورا في تغير سلوك الناس حتى انها وصلت الأطفال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال