الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي نصبح مثل إسرائيل - عن المحرقة السورية

مازن كم الماز

2017 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


عندما أرسل أولمرت و جنرالاته مئات الشبان الإسرائيليين إلى وادي السلوقي ليكونوا هدفا لصواريخ حزب الله انتقده عدد من "كبار" السياسيين و الضباط الإسرائيليين .. في إسرائيل لا يمكن قمع مثل هذه الأصوات على أنها خيانة وطنية .. هذا يختلف بكل وضوح ليس فقط عن نكساتنا المشهورة بل أيضا عن حروب داحس و الغبراء الطائفية التي نعيشها حيث لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .. منذ أن سحقت أحلام الشباب بالحرية تحت أقدام دوغما رجال الدين و أموال و أطماع السياسيين و العسكريين بالسلطة لتبدأ حرب داحس و الغبراء الطائفية في العراق و سوريا حتى أصبح الجميع بمن فيهم , بل و في مقدمتهم مثقفونا المتنورون , شعراءا لطوائفهم : يهجون الطوائف الأخرى و يمتدحون طائفتهم على طريقة دريد بن الصمة و قبيلته غزية .. يمتدح الجميع "الاستشهاد" في سبيل أهل البيت أو الصحابة و أمهات المؤمنين , الجميع بلا استثناء يصرون أن "زينب لن تسبى مرتين" أو أن بلاد الشام لن تكون إلا أموية الخ الخ , "مهما أريق من دماء" .. أصبح أمراء الحرب و أمراء "الطوائف" سادة متوجين على حياة السوريين بسلطات مطلقة يحسدهم عليها هتلر و ستالين : يملكون حصريا , هم و داعميهم , حق الإجابة على أسئلة الموت أو الحياة بالنسبة لكل السوريين و لا يجرؤ على نقدهم إلا خائن أو شبيح أو تكفيري أو مرتد .. كان صادق جلال العظم قد انتقد شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" في كتابه ذهنية التحريم كاسرا إحدى أقوى التابوهات في "السياسة العربية" عندما انتقد الفشل المتكرر لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في معاركها ضد إسرائيل مقترحا فتح نقاش علني حول الموضوع , لكن العظم بعد أن اكتشف أنه سني لم يحاول ممارسة نقد مشابه لحربنا السورية بل كان ابنا "بارا" بطائفته , ككل "السياسيين و المثقفين" السوريين .. وسط هذا الجنون - الهراء الطائفي لم يعد الحديث يدور حول التخلص من هراء الطوائف بل أن نكون على الأقل طائفيين عقلانيين , أن يصبح لدماء شباب الطائفة , و نسائها و أطفالها و شيوخها , وزنا ما عند سادة لطائفتهم ( من نصبوا أنفسهم سادة لطوائفهم ) أو في النقاش أو الردح العلني أكثر من مجرد أداة أو وسيلة لتحقيق الغاية أو الوصول إلى السلطة .. لم يمت الجنود الروس على يد جنرالات هتلر فقط , بل كان جنرالاتهم بالذات يرسلونهم في كثير من الأحيان إلى موت لا معنى له و يزهقون الآلاف المؤلفة منهم في معارك سيئة التخطيط و الإعداد و التنفيذ .. و مثل ذلك أيضا فعل جنرالاتنا من السفربرلك حتى حزيران 67 و حروب صدام العديدة , و ربما قبل ذلك بكثير منذ ظهور أول الجيوش النظامية و أول الجنرالات في هذا الشرق .. هذا لا يعني أن الجنرالات و الساسة الإسرائيليين يكترثون أكثر من جنرالاتنا أو ساستنا بدماء "إخوتهم" , بل أنهم على درجة اعلى من الاحتراف , أعلى بكثير إن شئتم , من ساستنا و جنرالاتنا .. بعد تشريد نصف الشعب و تدمير أغلب البلد و بعد أن فقدت الطوائف الآلاف من زهرة شبابها بينما ما يزال سادتها و الناطقون باسمها مصرون على دفع شبابها للاستشهاد دفاعا عن الصحابة أو آل البيت , يحق لنا أن نحلم بشيء كهذا , أخيرا .. أخيرا و ليس آخرا , أتمنى لكل رجال ديننا من كل الطوائف و أمراء شبيحتنا و مجاهدينا , شيعة و سنة , و أنصارهم من متنورين و ظلاميين و ليبراليين و معادين لليبرالية و يساريين و يمينيين , أن يرزقهم الله الشهادة في سبيل ما يدفعون الشباب للموت في سبيله , سواء كانوا من الصحابة أو آل البيت أو أمهات المؤمنين , و أن يحشرهم الله معهم في "جنان الخلد" التي أرسلوا إليها الآلاف المؤلفة من الشباب دون أي تأنيب ضمير ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل انت مستعد لان تصبح يهوديا؟
سيلوس العراقي ( 2017 / 9 / 10 - 16:54 )
ان كنت مستعد ان تصبح يهودي سيمكنك ان تفعل تماما مثلما جاء في عنوان مقالك
تحياتي


2 - تحية طيبة
علي الأسدي ( 2017 / 9 / 10 - 21:06 )
شكرا رفيقي العزيز مازن ، لقد أصبت وأجدت لكنك ياعزيزي لم تقترح حلا لمحنتنا . لكني أسأل سيلوس مالذي استفاده هو بعد أن أصبح يهوديا
مع تحياتي
علي الاسدي ا


3 - الأناركيون
فاخر فاخر ( 2017 / 9 / 11 - 06:49 )
وأخيراً يلتحق الأناركيون ب -الشيوعيين- في خدمة الأسد وسوريا الأسد والأسد أو نحرق البلد

هؤلاء وأؤلئك ينكرون ذلك لكن كتاباتهم أدل على ذلك من نفاقهم


4 - وأنا ايضا ....
محمد البدري ( 2017 / 9 / 11 - 13:22 )
وانا ايضا اتمني من كل هذه الفئات المذكورة في نهاية المقال بان يتم التخلص منهم حتي نجد حلا لكل ما اسسوا هم له وشاركوا في تنفيذه.

تحياتي


5 - الاسدي
سيلوس العراقي ( 2017 / 9 / 11 - 13:59 )
من حقك ان تدافع عن الاسد الاسدي
لكن من يغلق باب التعليقات على مقالاته لا يحق له طرح اسئلة على الاخرين
خاصة حين لا يعنيه الامر

اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر