الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم ولن يأتي من السماء أحد لنجدتنا

جمال رفعت

2017 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


- فى الحقيقة ، بعيدآ عن العاطفة ، لا أعلم ما عقلية المتدين أو الدينى ، فى جميع الأديان ، خاصة الإبراهيمية ، فى عصرنا الحالى ، وما منهج ونوع التفكير الذى لديه ليجعله قادر على أن يؤمن بخرافات وأساطير ديانته على أنها حقائق علمية وأحداث تاريخية وقعت بالفعل بل ويدافع عنها بشراهه وأدلة وهمية وحجج غير منطقية ، وفى المقابل يرفض أحداث ومعجزات ومقدسات اى ديانة أخرى وينعتها بأنها أساطير وخرافات ويكذبها ويكفر معتنقيها ، التى معتنقيها ايضآ يصدقون أن خرافاتها وأساطيرها حقيقة و يكذبون اى ديانة أخرى .
- يمكننى تفهم ذلك إن كان السبب هو الجهل بالعلم وبالتاريخ لدى الأشخاص المتدينين ، فمن الطبيعى للجاهل بشئ أن يصدق اى شئ ، ولكن من المفترض إننا نحن الآن فى مجتمعات مفتوحة وفيها كل العلم متاح والبحث فى التاريخ سهل ويسير ، وذلك على خلاف أى وقت مضى كان فيه العلم فقير والتاريخ فى أيدى أشخاص بعينهم دون غيرهم وكانت المسببات والعلل مبهمة ، اى يمكن أن نلتمس العذر ولو بقليل لمن سبقونا الذين لم يكن أمامهم سوى الدين المطروح للاعتناق به تارة بالعاطفة وأخرى بالإكراه ، و لكن الأن فى ظل الإنترنت والتلفاز والكتب العلمية والتاريخية والتكنولوجيا والطب والأقمار الصناعية والمحطات الفضائية واستكشاف الكواكب والمجرات والسير على القمر وقوانين حرية الإعتقاد وحقوق الإنسان ..
لا اعتقد أن هناك المزيد من المببرات لذلك .
- نرى الكثير فى الوطن الشرقى وكذلك الغربى ، يحملون شهادات علمية كبيرة مثل الطب والهندسة والعلوم والفلسفة والتاريخ إلخ ، يؤمنون ويصدقون باساطير دينية تم روايتها فى بدء بزوغ الوعى و تدوينها فى بدء التاريخ بواسطة أشخاص علمهم ومعرفتهم بالكون وبالإنسان شبه طفولية او بسيطة او منعدمة ، على أنها أحداث حدثت بالفعل ، رغم أن العلم الحقيقى الآن الذى من المفترض أنهم من الذين يحملونه بشهاداتهم تلك !! ينفى حقيقة القصص التى ترويها تلك الأديان و يثبت اسطوريتها بل وخرافتها بالأدلة القاطعة العلمية والتاريخية والفلسفية على حد سواء .
- كيف يصدقون هؤلاء أساطير مثل الخلق فى سبعة أيام او أساطير مثل ادم وحواء وطوفان نوح وبرج بابل وشق البحر والمشى على المياه وتجسد الله فى صورة إنسان و وصول أحدهم على ظهر حمار للسماء و أن الأرض مسطحة و عمر الأنسان على الأرض لا يتجاوز ال 6000 عام فقط وغيرها على أنها قصص حقيقية وواقع ، و يضربون بالعلم وما وصل إليه عرض الحائط .
- ربما الأغلبية الساحقة لجنسنا البشرى لايزال فى طور المراهقة التى تجعله غير قادر بعد على تحمل مسؤولية الحقائق نتيجة العاطفة والجهل والأساطير وسطوة الدين التى تربى عليها وتشبع بها منذ كان فى المهد ، ولكن مراهقتنا تلك أصبحت تشكل خطر على سلامنا و وجودنا فعلينا أن نبدأ بفهم طبيعة الدين والأرض والكون حتى نستطيع أن نعيش سويآ فى سلام ونتوقف عن صراعاتنا الدموية حول من هم أصحاب الدين الحقيقى الواجب إتباعه ، فى الحقيقة ،الإنسانية هى الوحيدة التى علينا جميعآ إتباعها فنحن فى النهاية نعيش على نفس الأرض بنفس الجسد ونواجه نفس المشكلات ولم ولن يتدخل أحدهم من خارج كوكبنا لحل مشكلاتنا وكوارث الطبيعة سواء كان إله او كائن فضائى، الحقيقة أن السماء لا يدخل إلينا منها سوى النيازك والكويكبات الصخرية التى فقط تنتج عنها الكوارث و احيانآ انقراض بعض أنواع الكائنات الحية و ربما تكتب نهاية الحياة على كوكبنا .
- فلن ياتى أحد من السماء لنجدتنا ولن نجد سوى بعضنا البعض للمساعدة ، الأديان تفرق والإنسانية تجمع .
- الجهل بالحقائق والتدين ولو بمبرر العاطفة والاحتياج لرب مدبر وكائن أعلى ومتسلط لعبادته و التصديق بغيبيات ما بعد الموت والحساب والعقاب فى الآخرة و غيرهم من طقوس وأساطير وعنصرية وتعاليم دينية تخالف التطور الإنسانى من وعى وتحضر وعلم وجهد لم يعد للأسف مقبول أو متوافق مع قرننا الحالى وما بعده ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت بكل كلمة...
ملحد ( 2017 / 9 / 11 - 14:25 )
صدقت بكل كلمة....
الموت لما يسمى بالاديان وخاصة ما يسمى منها بالابراهيمية( في الحقيقة افضل تسميتها بِ , البهيمية,.... ) وبشكل خاص ما يسمى الان بِ , الاسلام, فهو السرطان الابخث(= الاكثر خُبثا) على الاطلاق

تحياتي


2 - تصحيح خطأ
ملحد ( 2017 / 9 / 11 - 17:40 )

سقطت سهوا كلمة (الابخث)
والصحيح , ( الاخبث)

تحياتي

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح