الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابن خلدون يتصل بنا منذ سبعة قرون ولا نرد

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2017 / 9 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كتب العالم ابن خلدون مؤسس ورائد علم الاجتماع في العالم في مقدمته الشهيرة في القرن الرابع عشرالميلادي اوصاف واحداث كانها تجري اليوم ويصف حالنا بكل دقة وتفصيل يقول فيها :

عندما تنهار الدول .. يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون والكتبة والقوّالون والمغنون النشاز والشعراء النظّامون والمتصعلكون وضاربو المندل وقارعو الطبول والمتفيقهون وقارئو الكفّ والطالع والنازل والمتسيّسون والمدّاحون والهجّائون وعابرو السبيل والانتهازيون تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط يضيع التقدير ويسوء التدبير وتختلط المعاني والكلام ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل .

عندما تنهار الدول .. يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف وتظهر العجائب وتعم الإشاعة ويتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق ويعلو صوت الباطل ويخفق صوت الحق وتظهر على السطح وجوه مريبة وتختفي وجوه مؤنسة وتشح الأحلام ويموت الأمل وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه ويصبح الإنتماء الى القبيلة اشد التصاقا والى الأوطان ضربا من ضروب الهذيان ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء والمزايدات على الإنتماء ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة وتسري الإشاعات عن هروب كبير وتحاك الدسائس والمؤامرات وتكثر النصائح من القاصي والداني وتطرح المبادرات من القريب والبعيد ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار ويتحول الوضع الى مشروعات مهاجرين ويتحول الوطن الى محطة سفر والمراتع التي نعيش فيها الى حقائب والبيوت الى ذكريات والذكريات الى حكايات .

نحن مع الاسف لم نقرء التاريخ وتصورنا ان ما يحدث لنا لم يحدث لمن سبق ولم نعي ولم نستوعب انها صفحات في التاريخ تقلب بعضها البعض وبشكل متسلسل , تصورنا اننا حالة فريدة في المجتمعات بينما لو نظرنا الى اليمين قليلاً لوجدنا ان اوربا عانت مما عانينا منه منذ ثلاث قرون ولو نظرنا الى اليسار لوجدنا ان في روسيا حصل مايحصل لنا منذ قرن ليس الا , ولكنا اكتفينا بالروزخونيات والخرافات والدعاء ولم نقم بقراءة التاريخ ودراسته بشكل صحيح حتى نتعلم منه كيف نخرج من الازمة ولم نستفد من تجارب الامم الاخرى , وكل يوم نحن في مأزق جديد حتى اذا حصل ذهبنا نبحث عن مماثل له في التاريخ حتى تطمأن نفوسنا الى اننا لسنا اول الام التي تعاني ولم نذهب بنفس الخطى الحثيثة لنقرء ونتعلم ماسوف يحصل في قادم الايام او كيف نتجنب المشاكل التي من الممكن حصولها .

اذا اردنا الخروج من حالتنا المزرية علينا بقراءة التاريخ بعين المحايد المتجرد من الميول نظرة الطبيب الى المريض حتى نتمكن من كتابة وصفة دقيقة تشفينا من امراض المجتمع الكثيرة واولها التمذهب والتطرف وانعدام الانسانية والمواطنة , علينا ان نرد على اتصالات ابن خلدون المتكررة بان نقرء مقدمته وافكاره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح