الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للملحدين أيضا طرائف!

محمد مسافير

2017 / 9 / 11
كتابات ساخرة


أحد الملحدين المراهقين أخبرني اليوم أنه قد أسلم، وحين سألته عن السبب أجابني قائلا:
- لقد اختبرت وجود الله فتأكد لي، تخيل، قبل أسبوعين تقريبا، اشتد بي ألم غريب في خصيتاي، خفت عليهما كثيرا فقلت في نفسي، هيا يا الله، أثبت وجودك، سأدعوك فاستجب! ثم قرأت سورة الإخلاص ثلاثة مرات، فإذا بالألم يزول دون أن يعود!

التقيت بآخر وهو عائد من صلاة الجمعة، كان يكتسي البياض كأنه ملاك، فاجأني مظهره الذي لم يكن من عادته، فسألته:
- ما دهاك يا رجل! أما عدت كافرا زنديقا؟ منذ متى ارتددت عن الإلحاد؟ أم أن الأمر مجرد رياء تصيب منه غاية؟
- أبدا صديقي، لقد اخترت هذا الطريق منذ الأمس القريب، وإني اخترته عن قناعة لا أقصد منها إلا نيل رضى الله، اغتسلت هذا الصباح وصليت الفجر وها أنا ذا قضيت صلاة الجمعة، لقد هداني الله وأدعوه أن يعود بك إلى سابق رشدك، وإن شاء الله إنك من المهتدين... أما عن قصتي، فبينما كنت البارحة في طريقي إلى البيت، سلكت طريقا مظلما حالكا، وكنت أرسل قدماي في الظلام اعتباطا دون أن أتبين تفاصيله، حتى إذا بلغت مبلغا، أبان لي الله عن آية من آياته دون أن أسعى إليها، لقد رأيت شيخا ذا لحية ناصعة البياض، وجلباب أبيض، وعمامة بيضاء، وبردة بيضاء، وبلغة بيضاء، نظرت إليه مشدوها وهو يقول: يا سفيان، أسلم وإلا هُلكت... قالها ثلاثا ثم انصرف عني، لم يبتعد كثيرا، بل اختفى بين لحظة ورمشة... لقد ترك لي هذه الوصية، وأعاهد الله أن أعض عليها بنواجذي إلى حين مماتي!
تركته أيضا وانصرفت، لم أكن مستعدا لسماع المزيد من التراهات، لكني زرته البارحة في منزله الذي يقطنه وحيدا، طرقت الباب زمنا طويلا قبل أن يفتحه، ثم دلفت إلى غرفةٍ قادني إليها، كان يقرأ كتابا وقنينات البيرة تلف حول مجلسه كما فهمت من وضع الكتاب المفتوح مقلوبا حتى لا يفقد رقم الصفحة، لم يتناول الكتاب حين استويت إلى كرسي قرب طاولة فاجرة! بل أمسك بأنبوب الشيشة وهو يستنشق الدخان عميقا ثم يبخه كثيفا، سألته عن أمره مستنكرا تقلبه السريع هذا، من التخشع إلى الفجور؟ أجابني مقهقها:
- لقد أعدت سيناريو الخميس هذا الصباح وفهمت القصة على حقيقتها، إن الليلة التي رأيت فيها ذاك الشخص الغريب، كنت قد فرغت للتو من تدخين حشيش كتامي رهيب استطاع اللعب بعقلي! هههه فعلا فالدين مرتبط دائما بالأفيون، وإن اختلف شكل الارتباط صديقي!

أخبرني ناشط فايسبوكي آخر:

ولأني كنت مستعجلا من أمري، لم أجد غيره، حلاق شاب ذو لحية سلفية، طلبت منه أن يحلق لحيتي، بدا صامتا أول الأمر، شرع في الحلاقة، فجأة بدأ يتحقق من ملامحي، توقف لحظة عن الحلاقة، ثم قال مستغربا:
وجهك مألوف لدي، لا أعرف أين رأيتك، رغم أني متأكد أنها المرة الأولى التي تحلق عندي، أليس كذلك؟
بلى!
صمت قليلا ثم انغمس هنيهة في تفكير عميق قبل أن يسأل ثانية؟
هل لديك حساب فايسبوكي؟
أبدا!
لم تعجبني نظراته، ربما لم يصدقني، أحس بالموسى تسيل ببطئ على عنقي، أكتم أنفاسي وأتعرق، وأعد الثواني ثقيلة لا تريد أن تنقضي، أترقب موعد الذبح في أية لحظة، وأهلل وأكبر بين الفينة والأخرى بغية التمويه، نجحت في التمويه، أعطيته أجرته ثم غادرته مهرولا!

سألني آخر قبل شهرين:
سأرسل أمي لآداء مناسك الحج على نفقتي، ولا أعرف إن كان الله سيقبل حجها أم لا؟ أخاف أن تضيع أموالي بلا فائدة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا