الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة السورية .... تحديات ما بعد الانتصار !!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2017 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مع فك الحصار عن دير الزور ومطارها العسكري وتحرير كامل أحياء دير الزور الواقعة تحت سيطرة داعش .. يبدو أن الازمة السورية قد دخلت المراحل النهائية من الحسم العسكري في مواجهة ما يُسمى بالدولة الاسلامية ومختلف الجماعات التكفيرية والمسلحة .... وبالرغم أنه لا تزال العديد من المناطق السورية ليست في قبضة الجيش السوري كما هو الحال في محافظة الحسكة والرقة وبعض أرياف حمص وحماة وحلب ودرعا وكامل محافظة دلب وبعض أرياف دير الزور الشرقية والجنوبية الشرقية ...الخ , إلا أن استعادة أو تحرير هذه المناطق يُعتبر بالنتيجة تحصيل حاصل بعد انتصار الجيش السوري وحلفائه في المعارك الكبرى والاكثر شراسة وصعوبة وتعقيد ولاسيما معارك تحرير أحياء حلب الشرقية ومساحات شاسعة من أرياف حلب الشمالية والشرقية والجنوبية , وكذلك معارك تحرير تدمر والبادية السورية وقراها ومدنها الرئيسة .. وانتهاءاً بفك الحصار عن مدينة دير الزور ومطارها العسكري وتحرير أحياء المدينة وقراها وأريافها الجنوبية والغربية وتلالها الاستراتيجية المحيطة .
وهنا أصبح الانتصار النهائي للجيش السوري والمقاومة اللبنانية المدعومة عسكرياً من ايران وسلاح الجو الروسي , حقيقة واقعية وملموسة وقادمة لا يُمكن تجاهلها أوانكارها, لا من قبل أطراف التآمر الغربي والصهيوني والتركي , ولا من أنظمتهم المُتآمرة والعميلة .... أما المعارضة السورية فقد تباينت مواقفها بوضوح من هذه الانتصارات ... ففي الوقت الذي وقفت فيه المعارضة الوطنية والتقدمية المخلصة الى جانب الوطن والدولة السورية ضد كافة أشكال العدوان والتدخل الخارجي والتآمر الامبريالي .. ترفض المعارضة الخارجية المأجورة أن تعترف بهذا الانتصار ولا تزال تعيش أوهام الثورة السورية المُلوثة بعد أن راهنت بغباء ليس فقط على التوجه السعودي والقطري وقيادة أردوغان الاخوانية في تركيا باستخدام الجماعات الطائفية والتكفيرية المُسلحة لاسقاط النظام , بل طالبت أوروبا والولايات اللمُتحدة وحتى الكيان الصهيوني بالتدخل العسكري وتسليح الجماعات المُسلحة ودعم أجندتها الاخوانية والطائفية دون أن تأبه لما قد يحدث في سوريا من قتل وخراب ودمار .. في الوقت الذي أمضت فيه هذه المعارضة الانتهازية الساقطة سنوات الازمة السورية تتنقل بين أفخم فنادق الدوحة والرياض وباريس واستانبول وغيرها من عواصم الدول المُتآمرة .. لتسقط بالتالي في عيون الاغلبية الساحقة من الشعب السوري .
ومع هذه الانتصارات الكبرى والتضحيات العظيمة التي بذلها أبطال وشهداء الجيش السوري والمقاومة اللبنانية بدعم عسكري وميداني وجوي كبير من قبل روسيا وإيران فقد تلاشت ألاحلام الاستراتيجية لاطراف التآمر الخارجي وعملائهم في تدمير وإضعاف سوريا وتقسيمها طائفياً وعرقياً .. وذهبت بلا رجعة أدراج الرياح .
وهنا يطرح السؤال التالي نفسه بمنتهى الخطورة والموضوعية ...!!! : ماذا بعد الحسم العسكري للازمة السورية والاتتصار على الحرب التكفيرية الشرسة التي شُنت على سوريا وهزيمة كافة المجموعات المسلحة التي نشطت على مُختلف مناطق الجغرافيا السورية ...؟؟ وما هي أهم التحديات التي تواجه سوريا وأحزابها الوطنية والتقديمية وعلى وجه خاص قيادتها السياسية الحكيمة في المرحلة المُقبلة بعد أن تنتهي هذه الحرب الدموية والتدميرية الشاملة التي دامت ما يقرب من سبع سنوات ... ؟؟؟ ... وهي بكل تأكيد تحديات كبرى وعظيمة وصعبة .... يُمكننا تلخيصها على النحو التالي :
أولاً : على الصعيد العمراني والاقتصادي والخدماتي :
1. اعادة كافة الخدمات الحيوية للمواطنين الى وضعها الطبيعي من ماء وكهرباء ومحروقات وتعليم ومدارس ومستشفيات وأدوية .... الخ
2. البدء في الاعمار السكني على نطاق واسع في ظل انتشار الدمار العمراني الهائل على نحوٍ شامل ومُخيف في معظم المدن والقرى والارياف السورية .
3. اعادة ترميم الاقتصاد السوري في المجال الاستثماري والنفطي والصناعي والزراعي والمصرفي , بعد أن تعرض القطاع النفطي والمنشئات الصناعية السورية الى النهب والسرقات والدمار وتم تهريب النفط والمنشئات الصناعية بالجملة الى الجوار التركي .. كما تعرضت الحقول والاراضي الزراعية السورية الى الجفاف والتلف ونقص وسائل السقاية والري والاسمدة بعدما تم سرقة المحاصيل والمنتجات الزراعية من قبل الجماعات المسلحة ولصوص الحرب السورية .... لذا فإن ترميم واحياء مختلف مفاصل الاقتصاد السوري يتطلب استقطاب الاستثمارات الوطنية السورية واستثمارات الدول العربية والاقليمية والدولية الصديقة .. مع دعم وحماية العملة السورية وإعادة السيولة المالية والنشاط الى المصارف الوطنية لتنشيط الاستثمار في القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية ...الخ .
ثانياً : على الصعيد الوطني والسياسي والديمقراطي ومحاربة الفساد :
1. متابعة وتكثيف الجهود المبذولة على صعيد المصالحات الوطنية وتوفير المناخ المُناسب للقضاء على الانقسام المذهبي والطائفية البغيضة, لإعادة اللحمة الوطنية والاجتماعية لكافة فئات الشعب السوري بمختلف تمايزاته الدينية والمذهبية والعرقية .
2. اشراك أطراف المعارضة الوطنية والتقدمية المخلصة في التشكيلة السياسية والحكومية لقيادة البلاد مع تعميق التوجه الانتخابي والديمقراطي للمُؤسسات البرلمانية والدستورية في الدولة السورية في أطار تحالف وطني وتقدمي مُخلص لادارة البلاد .
3. تطبيق وسائل جذرية وفعالة في محاربة الفساد في كافة الوزارات ومفاصل البلاد الحكومية ومؤسساتها الاقتصادية والتموينية والاستهلاكية .. مع وضع عقوبات حازمة وصارمة لا رحمة فيها للقضاء على كافة أشكال الفساد المالي والتمويني والاداري .
على الصعيد الامني ومحاربة الارهاب :
1. اعادة تأهيل وتدريب وتشكيل المُؤسسات الامنية لتحسين عمل هذه المُؤسسات والتخلص من الممارسات الامنية أو القمعية الخاطئة التي قد تحدث من قبل بعض العناصر الامنية الغير مسؤولة, أو من قبل بعض القيادات الامنية الفاسدة .
2. مع الاحتمالية العالية لبقاء الاحقاد والاحتقان الطائفي لدى بعض فئات الشعب السوري ولا سيما الافراد والجماعات الطائفية الحاقدة .. ومع سعي العديد من الجهات الغربية والصهيونية والخليجية والاقليمية لاعادة زرع وتمويل خلايا نائمة وشبكات تخريبية بهدف المتابعة في زعزعة الاستقرار الامني والسياسي في سوريا .. يتوجب على القيادة السياسية والامنية في البلاد ليس فقط متابعة المصالحات الوطنية الفعالة في كافة أنحاء البلاد , بل أيضاً تطوير عمل العناصر الاستخباراتية والامنية والعسكرية وأجهزة قوى الامن الداخلي , بحيث يجري التنسيق العالي فيما بينهإ لكشف وإحباط والقضاء على أي محاولات تخريبية أو أعمال تفجير ارهابية حاقدة تمس أمن المواطنين الابرياء بعد أن عانوا ولسنوات طويلة من القتل والدمار والخراب والقصف العشوائي والمواجهات والاقتحامات المُسلحة المُفاجئة ومختلف أشكال العمليات الارهابية والانتحارية.

النصر لمقاتلي وضباط وقيادات الجيش السوري البطل والمقاومة اللبنانية الباسلة .. وكل التحية والتقدير لحلفائهم المخلصين في روسيا وايران وكافة الدول الصديقة التي وقفت الى جانب سوريا ... والمجد والخلود لشهداء سوريا ولبنان وفلسطين والعروبة, وجميع شهداء هذه الامة بمختلف أطيافها ومذاهبها وقومياتها المشرقية الشقيقة , الذين سقطوا على درب الحرية والكرامة والتحرير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلة فلسطينية تعيش داخل حمامات مدرسة


.. شاهد: مدينة البندقية الإيطالية تضع رسمًا جديدًا على زوارها ل




.. المعامير تعود إلى طبيعتها


.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو




.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال