الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة كتاب- قلب العقرب- في دار الفاروق

رائد الحواري

2017 / 9 / 13
الادب والفن



ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها دار الفاروق تمت مناقشة كتاب "قلب العقرب .. سيرة شعر" للشاعر محمد حلمي الريشة". والكتاب من إصدارات بيت الشعر الفلسطيني ويقع في 354 صفحة من القطع المتوسط وقد صدرت الطبعة الأولى منه في العام 2014. وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبد الله البيتاوي" ورحب بالشاعر كما تحدث عن جزء من مسيرته الشعرية، ومدى أخلاصه للشعر، حتى استطاع أن يوجد لنفسه لغة خاصة وأسلوبا وشكلا ميزاه عن سواه من الشعراء ، وعندما تعرض للكتاب المطروح للنقاش أوضح بأن الريشة يعرض فيه مسيرته الشعرية منذ البدايات الأولى له حتى نما واشتد عوده, مؤكدا على أن جلسة النقاش ليست لجلد أو مدح الشاعر بقدر ما هي فرصة لتناول الكتاب بشكل مجرد بحضور كاتبه، بعيدا عن المحاباة أو الذم. وكتاب "قلب العقرب" يعد من الكتب المميزة فيما يتعلق بالشعر والشعراء، لأنه يفتح آفاقا رحبة أمام كل من يريد أن يتعرف على طريق الشعر وكتابته، فنكاد لا نجد صفحة إلا ووضع فها الشاعر اقتباسا لكلمة أو قول لأحد الشعراء أو المفكرين، وهذا يدفع المتلقي للكتاب للبحث عن هؤلاء المستشهد بأقولهم
ثم فتح باب النقاش فتحدث الشاعر "جميل دويكات" قائلا: "لم اسمع بسيرة شعر بالمطلق، فالكتاب هو سيرة ذاتية للشاعر يتحدث فيها عن نفسه، كما أن عنوان الكتاب "قلب العقرب" فيه استفزاز للمتلقي لأنه يعطي معنى القاتل، واسأل الشاعر: "هل أنت تلدغ الآخرين؟" ولماذا وضعت عبارة "لم اعد احدا بأنني سأكون شاعرا؟" ص5، موضحا أن الموهبة الشعرية تتماثل مع البذرة التي تحتاج للماء والتربة الخصبة والعناية لكي تعطي الثمر، من هنا نجد الشاعر يوفي معلمه "علي الخليلي" الذي ساهم في فتح الطريق أمام الشاعر، وتساءل: لماذا قلت "يجب قراءة النص الشعري قراءة المبدع لأن الشعر للخاصة فقط" ص 36و37، "هل تكتب القصيدة أم القصيدة تكتبك؟" ولماذا نجد نصوصك الشعرية بحاجة إلى النخبة، وإلى قراءة متأنية. ولماذا تستشهد بالشعر الحر وليس بقصيدة النثر التي تهوى؟" وأضاف أن القصيدة تسقط أمام رغيف الخبز، لهذا نجد الحالة الشعرية لم ترتقي كما يجب.
وتحدث الاستاذ "سامي مروح" قائلا: أن العنوان "قلب العقرب" يوحي بالضيق والحصار للمتلقي، لكن مضمون الكتاب مفتوح ورحب، وهناك استمتاع في قراءته، فنجد في الكتاب التوازن بين العاطفة والعقل، بالجمال والشكل، ونجد القصائد التي وضعها الشاعر في نهاية الكتاب متعوب عليها، وتساءل: "هل الشاعر يتعمد الغموض في قصائده؟ وهل هو يكتب للخاصة فقط؟" ولماذا يهتم الشاعر بالشكل اكثر من المضمون؟ ولماذا لم يكتب الشعر العمودي؟".
وتحدث الاستاذ "نضال دروزة" قائلا: أن العنوان موضوعي "قلب العقرب/ سيرة شعر" فالكتاب يتحدث عن مسيرة الشاعر بشكل خاص، فيحدثنا عن أثر "فيروز" عليه وكذلك "أبو حيان التوحيدي" الذي جعل الشاعر يتميز ويأخذ طريق خاصة به، بعيدا عن النمطية الشعرية السائدة، وعندما تحدث عن "شعريار وشهرزاد" أرد أن يؤكد دور المرأة الحيوي في مسيرة الشاعر، فبدونها ما كان ليصل ما وصل إليه من تميز، لهذا هو ينحاز للمرأة ويرفع من مكانتها، وأضاف أن شعر "محمد حلمي الريشة" يستمتع به وهو قريب من خط "أودنيس" لهذا هو بحاجة إلى قراءة متأنية وهادئة، وليس قراءة عادية، لهذا لا يمكن أن يستوعب شعره إلا من يقوم بهذه القراءة المتأنية، فالشاعر يبتعد عن الوصف العادي/المباشر/المستهلك ويتجه نحو الإيحاء وتراكب الصورة.
أما الروائية "خلود نزال" فقالت: أن العنوان يدل على أن حياة الشاعر هي الشعر، فالمقصود بالعقرب هو الشعر، والشاعر وصل إلى قلب/روح/جوهر الشعر، وتساءلت: "لمن نكتب الشعر؟ ولماذا نكتب؟" مضيفة أن أهم عنصر في أي نص أدبي هو المتعة، متعة الآخرين، المتلقين للنص الأدبي، وأضافت أن الكتاب شيق وممتع، وأضاف شيئا جديدا في الساحة الأدبية الفلسطينية، لكن هناك بعض الفقرات مكررة فيه، ونجد فيه بعض الحروف التي كان من الممكن استبدالها بحروف أخرى مألوفة للمتلقي.
أما الكاتب "رائد الحوري" فتحدث عن المتعة الحاضرة في الكتاب، وعلى الاضافة المعرفية والجمالية التي جاء بها الكتاب، مضيفا أن "محمد حلمي الريشة" من أفضل من تناول أثر "فيروز" بشكل مباشر وغير مباشر، فهي اكثر من فنانة، واكثر مغنية، واعلى من وصف صاحبة "الصوت الملائكي" هي شيء فريد يجمع بين كل هذه الصفات ويضاف إليها الشعر الذي كانت تغنيه، سواء أكان فصيحا أم باللهجة المحكية، لهذا نجد الشاعر يستشهد في اكثر من موضع بها وبأغانيها.
ثم تحدث الشاعر "محمد حلمي الريشة" قائلا: أن كتابة هذا الكتاب استغرقت أربع سنوات، وأن العنوان أتعبه كثيرا، فهل يسميه "سيرتي الشعرية، أم سيرة شاعر؟ وقد رسا على أن يكون بعنوان "سيرة شعر" وبخصوص القصائد الموجودة في نهاية الكتاب فهي قصائد كانت مكتوبة منذ زمن لكنها لم تنشر، ووجدت في هذا الكتاب فسحة لها لأخرجها إلى الحياة.
أما بخصوص كيف يكتب القصيدة وكيف يجب أن تكتب، فقال أنها مثل مشهد واقعي يحدث أمامنا، فإذا ما كتبنا عنا لن نكون إلا ناسخين/مصورين له، لكن إذا ما وضعنا أمام هذا الحدث غطاء شفافا، يمكننا أن نثير المشاهد/القارئ أكثر، فتبدو الصور والمشاهد بصورة مغايرة للواقع، بحيث يهيم المتلقي في الخيال، في الرؤية بأفكار أبعد وأعمق من الحدث الواقعي، وهنا يندهش المتلقي مما يقدم/يكتب له، وهذا هو المطلوب، إثارة القارئ وجعله يتوقف عند ما يقدم له، وأضاف أن كتابة ديوان أو رواية قد يحتاج من الكاتب/الشاعر ألى عام كامل أو يزيد، إلا يتطلب/يوجب ذلك على القارئ أن يأخذ منه أربع ساعات قراءة؟. فالمباشرة في النص الأدبي تعتبر اهانة للقارئ، لأنها تقدم له كل شيء جاهز، كأنه طالب في الصف الأول يحتاج إلى كل ما هو جاهز وبسيط، لهذا لم اكتب قصائد الحدث الحامي والمشتعل في وقته، وإنما بعد أن تهدئ المشاعر وينتهي الانفعال، وأضاف " لقد كتبت قصيدة عن "محمد الدورة" بعد أكثر من أربعة أشهر على الحدث، وأيضا كتبت عن مجزرة "الحرم الإبراهيمي" بعد أشهر كذلك من الحدث.
أما بخصوص طقوس الكتابة فهي تأتي هكذا، يمكن أن تكون في الصلاة ويأتيك الإيحاء الشعري بحيث تنهي صلاتك لتبدأ بالكتابة، لأن لحظة الكتابة لا تأتي في كل ساعة أو متى يريد الشاعر، فهي من يفرض نفسه علينا وما علينا إلا الخضوع لها.
.
وأضاف ان الذي كتب هذا الكتاب شخص "محمد الريشة" وعلى كل شاعر أن يضيف شيئا إلى اللوحة الشعرية، ومهما كانت هذه الاضافات كثيرة ومتعددة ومتنوعة إلا أن اللوحة الشعرية تبقى ناقصة غير مكتملة، وبحاجة إلى من يضيف/يزيد عليها.
وتحدث عن لقائه بالشاعر العراقي "مظفر النواب" في دمشق، ومناقشته في ديوان "وتريات ليلية" وما جاء فيه عن القدس: "القدس عروس عروبتكم فلماذا أدخلتم كل زناة الأرض ..." وهل هذا الكلام لا يخدش الأذن لما فيه من ألفاظ صعبة؟ فأجابه قائلا: " جيء لي بنظام/واقع عربي نظيف حتى اكتب بشكل لا يخدش الحياء.
في يوم البست الموافق 26/9/2017 سيتم مناقشة مجموعة من الومضات للروائية "خلود نزال" فعلى من يرغب الحصول عليها التوجه إلى دار الفاروق في نابلس وشكرا لكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع