الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعاصير و تُجار العصير

أيمن غالى

2017 / 9 / 14
كتابات ساخرة


كتير مننا تابع كارثة إعصار إرما بولاية فلوريدا فى الأيام إللى فاتت فى سبتمبر الحالى 2017, و كتير تابع أحداث عدة أعاصير و تسونامى سابقة فى عدة بلدان مختلفة ..
و فى كل كارثة يطلع علينا واحد من إياهم و يفسر الحادث حسب هواه و حسب شوية حسابات كلنا عارفينها و يقول حاجة من إتنين ..
1- الله إذا أحب عبدا إبتلاه .. ده إذا كانت الكارثة مش على مزاجه
أو
2- من شروركم سُلط عليكم و إنه من شرور أنفسكم و سيئات أعمالكم .. ده إذا كانت الكارثة على مزاجه
العلم بقى بيبقى له كلام تانى خالص مالوش علاقة بكلام الناس إللى فوق ..

و تحضرنا القصة التوراتية لحريق مدينة سدوم و عمورة التوراتية ( تكوين 19 ), و كيف أن الإله قام بإهلاك سدوم و عمورة بحرقها بنار و كبريت؛ دون سابق إنذار للشعب ما عدا لوط - إبن أخى إبراهيم - و إبنتيه و زوجته التى تحولت إلى عمود ملح فى وقت لاحق بسبب كسرها للوصية بعدم النظر إلى المدينة المحترقة بالخلف ..
نجد فى القصة التوراتية عدم علم أهل سدوم و عمورة بالكارثة, و ممكن أن ينطبق عليهم الكلام بتاع الناس إياهم بتاعة شرور أنفسهم و سيئات أعمالهم و الكلام إياه؛ لكن إزاى ممكن نطبق الكلام ده على إعصار إرما و غيره من الأعاصير إللى من السهل التنبوء بيها و تحديد مساراتها قبل وقوعها بأيام تكفل كافة الفرص لهروب الناس من وجه الكارثة و حفظ أرواحهم و بعض ممتلكاتهم ؟
و لو عرفنا إن عدد الأديان و المعتقدات بأمريكا هى 350 معتقد و ديانة ( حسب إحصائية 1981 ), و أن لأصحاب هؤلاء المعتقدات المختلفة مئات الآلهة؛ فكيف ستستقيم نظرية الأله المحب لعبيده أو الكاره لهم ؟ و أى إله من آلهة المعتقدات الـ 350 معتقد؛ هو صاحب الحق الحصرى فى الحب و الكراهية و إهلاك الكائنات أو السماح لها بالحياة ؟
و إن صدقت مقولة " الله إذا أحب عبدا إبتلاه "؛ فما ذنب أصحاب باقى المعتقدات من هذا الإبتلاء ؟! و بالمثل يمكننا القياس بخصوص حكاية شرور الأنفس و سيئات أعمالها ..

و فى سؤال للعالم الشهير إينشتاين عن كونه يصلى أم لا؛ قال: تختلف صلاة العَالِم عن قليل العلم؛ تختفى الغيبيات من صلوات العَالِم, و تمتلئ صلوات عديم العلم بالغيبيات .. يعنى العالم ممكن فى صلواته يطلب التوفيق إلى الوصول إلى حل لمشكلة علمية أما عديم العلم فتمتلئ صلواته بالتمنيات لتوافر قوى غيبية تحل له جميع مشاكله حتى و لو ضد العلم و لو لم تتح له مقومات حلها بصورة علمية ..

و خلاصة الكلام أن كل حدث طبيعى له تفاسيره العلمية و كتير منها يمكن التنبوء بها عن طريق الكثير من ىالوسائل العلمية المتاحة و إللى لها تفسيرات محددة لا تحتمل سوء الفهم؛ أما هؤلاء عديمى العلم و بخاصة من تجار الأديان يقومون بدور تجار العصائر؛ يبيعون منتجاتهم لمريديهم و حسب قبولهم؛ عايز عصير إيه و إحنا نعملهولك ؟ يبيعون بضائعهم تحت شعار " تحب تشرب إيه ؟ ", و يديك التفسير المتين حسب ما عقلك يقبل و كل كلامهم فى الطراوة لن يشبع أو يسمن من جوع ..
خليك مع العلم و سيبك من تُجار العصير











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد