الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مئة عام تأخر الإستفتاء فمتى يكون وقته مناسبا ..؟؟

محمد حبش كنو

2017 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في عام 1917 أي قبل مئة عام بالضبط كتب صحفي بريطاني أن القضية الكردية طال أمدها وأخذت أكثر من وقتها في الشد والجذب والمطالبة وحان وقت حلها .

كانت الإمبراطورية العثمانية تتهادى وترسم خرائط جديدة للمنطقة والكرد هم من أوائل من طالبو بالإستقلال فقبل هذا التاريخ الذي كتب فيه الصحفي البريطاني قامت ثورات كردية عدة ففي عام 1847 قام بدرخان الكبير بثورة على السلطنة العثمانية وتم قمعها ونفي بدرخان وعائلته إلى جزيرة تكريت التي انتقل منها فيما بعد إلى دمشق وكان رجلا كرديا أصيلا عنيدا صلدا كالجبال وقبل وفاته قال مقولته المشهورة لأولاده :
من ينسى منكم بعدي لغته الكردية لغة بوطان فليس من أولادي أبدا .

عمل أولاده وأحفاده بنصيحته و أسسو مراكز للغة والثقافة الكردية في كل مكان .. في سورية وفي فرنسا و في عموم أوروبا وأنشأ مدحت بدرخان أول صحيفة كردية في القاهرة عام 1879 سماها صحيفة كردستان .

في نفس تلك الفترة في أواخر القرن التاسع عشر قامت ثورة عبيدالله النهري وسيطر على ثلاثة أرباع كردستان لولا أن الأتراك خدعو جنوده بدافع ديني وأصدر علماء السلطنة فتوى بتحريم الخروج على الخليفة وكنتاج طبيعي لتفكك الإمبراطورية العثمانية ظهرت لأول مرة قوات البيشمركة في بدايات القرن العشرين كحراس للقرى الكردية بشكل غير منظم وكانت بداية التسمية من تلك الحقبة وكلمة البيشمركة تعني المتقدم للموت أو الذي يتحدى الموت .

توالت بعد ذلك الجمعيات والثورات الكردية وكان الكرد يطالبون صراحة بكردستان مستقلة بينما لم يطالب أي مكون آخر في ذلك الوقت بالإستقلال وكان جل ما قدمه العرب من مطالب للدول الإستعمارية هي حكم ذاتي للعرب ضمن السلطنة العثمانية ورغم كل المجهود الذي قدمته بريطانيا للشريف حسين وابنه فيصل للقيام بتمرد عربي قومي ضد الأتراك وكان الحسين وابنه قد وعدو البريطانيبن بأكثر من مئة ألف مقاتل إلا أنه لم ينضم إليهم إلا بضعة آلاف من عشيرتهم وكان مشهد الثورة العربية باهتا جدا .

الدول الإستعمارية خذلت الكرد وأعطت العرب إثنتين وعشرين دولة وحرمت كل الأقليات الموجودة على خارطتها من حقوقهم أمازيغا كانو أو كردا أو غير ذلك حتى أنهم أنشأو دولا وهمية لبضع قبائل صحراوية صغيرة في دول الخليج كانت لا تعرف من آفاق الحياة الدنيا أبعد من تخوم الرمال التي ترعى فيه إبلها واليوم تتحكم في نصف ثروات العالم أما الكرد فقد سلمتهم فريسة للدول التي ألصقتهم بها زورا وبهتانا لتمارس بحقهم التطهير العرقي وتخفيهم من الوجود .

مئة عام مرت على هذه التقسيمات الإستعمارية وأكثر من مئة وخمسين عاما مرت على المطالبات الكردية بالإستقلال وما زال الجميع يقولون بأن الوقت والظرف غير مناسبين للإستفتاء والإستقلال .

متى يكون الوقت مناسبا إذا ..؟؟؟

منذ سبعين عاما وهم يقولون كل يوم بأن الوقت غير مناسب والأمة تمر بظروف حساسة فاليوم نحن في حرب مع إسرائيل وغد العراق في حرب مع إيران واليوم نحن نشهد توترات وربيعا وثورات وحروبا وصراعات ومشاكل لا تنتهي منذ قرون وكل مطالبة بالحقوق الكردية هي مؤامرة دائما لأنها لا تتفق مع الوقت والظرف المناسبين .

لا وقت مناسبا في الشرق الأوسط الذي قدر له منذ مئة عام أن يبقى بؤرة توتر إلى الأبد ولن تنتهي فيه الحروب الدينية والمذهبية والأهلية أبدا ولو انتظرنا ألف سنة أخرى وحجة الوقت غير المناسب ملهاة تستخدمها الدول المحتلة لكردستان لخداع الكرد وقد صدق بعضهم هذه الكذبة للأسف وبدؤو يلوكونها بأفواههم دون أن يعرفو مدى المؤامرة خلفها أما الغرب فيريد بقاء الوضع على ما هو عليه لأنه هو نفسه من صنع هذا الصراع وهذه التقسيمات .

حق تقرير المصير كفلته كل الشرائع والأديان والقوانين السماوية والأرضية ومنذ أن تم تسليم رقاب الكرد لأعدائهم وهم في نضال مستمر لم يتوقف و منذ ذلك التاريخ وهم يتعرضون للمجازر والإبادة الجماعية حتى فاقت دماؤهم مليون شهيد منذ أكثر من مئة عام وإذا كان الكرد قد طالبو بالإستقلال وهم في أضعف ظروفهم حين كانو يتعرضون للمحو والمجازر ولا يعترف بمجرد وجودهم أحد فإنهم اليوم لن يرضو بأقل من ذلك وهم في أقوى ظروفهم ويمتلكون الجيوش والقوات القوية التي هزمت التطرف الإسلامي في الشرق الأوسط وهو ما عجزت عنه كل جيوش المنطقة التي تهدد الكرد مجددا بالحروب إن قامت بمجرد استفتاء بينما سمحت لداعش أن تتمدد حتى كادت أن تبتلع المنطقة برمتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت