الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الروسية الكبرى هل حققت اهدافها؟

داود السلمان

2017 / 9 / 17
ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا


بداية، أن لكل ثورة نجاحاتها واخفاقاتها في آن معاً. تنجح الثورة وتحقق بعض ما تصبو اليه، وتصل الى اهداف ربما تكون تلك الاهداف كانت من طموحاتها، وربما لم تكن في ذلك من شيء ابداً.
وهذه الفلسفة السياسة هي فلسفة حقة في مجال السياسة ومجال الثورات والانتفاضات الشعبية والثورية ضد الدكتاتوريات والاستبداد، من الذين حكموا شعوبهم بالقوة والتسلط، حتى نال الشعب نصيبه من الظلم والتعسف، وحتى الجوع والامراض والحرمان، الحرمان من ابسط متطلبات الحياة والعيش الكريم.
فلابد هنا تتحرك الشعوب على طواغيتها، من اجل الاطاحة بهم واستلام الحكم والقضاء على حكومتهم المستبدة، واعادة الامور الى نصابها، وتحقيق العدالة المرتقبة ونشر الحريات بكل صنوفها، ولعل من أهم ذلك هو اعطاء لكل ذي حق حقه، ومن اهم تلك الحقوق هي الحصول على الغداء بالكامل، على اعتبار أنه مقوماً للحياة، اذ بدون الغذاء لا يمكن أن تستمر هذه الحياة.
ولكون موضوعنا ينصب الآن حول الثورة الروسية الكبرى، والتي اطاحت بالقيصر نيكولاس الثاني وتم اعدامه وعائلته بأكملها على أيدي البلاشفة في 17 يوليو،1918.
نعتقد أن هذه الثورة، ورغم نجاحها الواضح، الا أنها قد اعترتها اخفاقات جسيمة، وقد قلنا بداية أن لكل ثورة اخفاقاتها، كذلك كانت لهذه الثورة اخفاقاتها الخاصة، لكنها لا تكن هذه الاخفاقات تحسب عليها بل تحسب لها بحسب فلسفة الثورات على مدى التاريخ. ولا نريد هنا أن نذكر شيء من هذه الاخفاقات، بل نريد أن نسلط الضوء على الايجابيات فحسب.
فنقول: أن نجاح الثورة كان بوجود الفلاحين ومشاركتهم الفاعلة ، من الذين عانوا ما عانوا من ظلم واضطهاد وجوع وحرمان من قبل القيصر وحاشيته المتنعمون بالأموال والامتيازات الاخرى، بينما الشعب بعامته، والفلاحون على وجه الخصوص يرزحون تحت وطأة الفقر والحرمان والامراض.
والثورة-اذن- نجحت وحققت ما كانت تصبو اليه بهزيمة القيصر، على الرغم من موجهة اعدائها من "الجيش الابيض". يذكر التاريخ: بعد نجاح الثورة فقد " تمت عملية شبيهة فيما يتعلق بالصناعة، فالمكاسب التي تحققت في ثورة 1917 تم سلبها وتحولت النقابات إلى أدوات في أيدي الإدارة، وتم تعميم العمل بنظام القطعة بحيث يضطر العمال للعمل بكثافة متزايدة حتى يحصلوا على أجرهم الأساسي. لقد اعتمد التصنيع الذي تم في الثلاثينات على تكثيف رهيب لاستغلال الطبقة العاملة".
وحتى بعد هزيمة هذه الثورة، فقد نال الشعب ما نال وحقق الشيء الكثير من طموحه. ونعود الى التاريخ حيث قال: " وحتى بعد انتهاء الموجة الثورية الأولى كانت هناك استراتيجية ثورية بديلة يمكن تبنيها، فقد طرح ليون تروتسكي والمعارضة اليسارية في الحزب البلشفي أهمية التركيز على تشجيع الثورات في البلدان الأخرى، ولو كان الحزب قد سلك هذا الطريق لكان من الممكن تجنب الكوارث في الصين وألمانيا وغيرها. وكان تاريخ القرن العشرين سيصبح مختلفاً تماما. ولكن المعارضة اليسارية دمرت وطرت من الحزب وسجن ونفي وأعدم أعضائها واغتيل تروتسكي في منفاه. ولكن هذه المعارضة بقيت، وأبقت على شعلة الاشتراكية الثورة متقدة، وذكرتنا دائما بأن ستالين هو نقيض ماركس ولينين، وأن ما حققه كان تدميرا للاشتراكية وليس تحقيقا لأحلام الذين قاموا بالثورة في أكتوبر 1917".
ونرى أن الثورة الروسية كانت حافزاً آخر، ربما قد القي بظلاله على العديد من الشعوب، والتي راحت هي الاخرى تطالب باستقلالها واخذ حقوقها كاملة والتخلص من حكامها الظلمة؛ ومنها ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم بالعراق، والذي هو الآخر قد قضي عليه بعد نجاح ثورته وتحقيق طموح الشعب وانجز العديد من المنجزات السياسية والمشاريع الاجتماعية والثقافية وتوزيع الاراضي على الفقراء والمحتاجين ممن ظلتهم السلطات التعسفية التي سبقته.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجهالة السياسية
فؤاد النمري ( 2017 / 9 / 23 - 21:33 )
يقول الكاتب أن التصنيع السريع تحقق في الثلاثينيات من خلال استغلال العمال
لكن حضرة الكاتب لم يقل لنا لحساب من تم استغلال الطبقة العاملة
كل قادة الدولة لم يكن لكل منهم ثلاثة بناطيل ليغيرها

على من يكتب في الاشتراكية السوفياتية أن يقرأ تاريخ الثورة بكل دقة
بل ولعلم الكاتب وغير الكاتب فان الثورة لم تمت وما زالت تعصف بفوضى الهروب من الاستحقاق الإشتراكي تلك الفوضى التي بدأها الحزب -الشيوعي- السوفياتي

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن