الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفتاء بين الحق والشوفينية القومية

سمير عادل

2017 / 9 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عملية الاستفتاء ليست سوى وسيلة ديمقراطية لحل معضلة او قضية سياسية تواجه المجتمع او تشكل ثقلا على ذهنية الجماهير. وليس هناك استفتاء ثوري واستفتاء غير ثوري، استفتاء برجوازي واستفتاء اشتراكي. وعملية الاستفتاء كانت دائما عملية طرحتها البرجوازية لحل مشكلة قومية تعكر صفو نموها الاقتصادي المرتبط بالاستقرار السياسي والاجتماعي والسلم الاهلي. وهناك العديد من الحالات ذهبت البرجوازية بممثليها السياسيين لحل قضية قومية لم تصل حتى الى مصاف الظلم القومي مثلما حدث للفلسطينيين والكرد. فمثلا الاستفتاء المعروف في مقاطعة كوبيك الكندية، حيث لم يكن هناك ظلم قومي للناطقين بالفرنسية في المقاطعة، وعلاوة على ذلك لها قوانينها الخاصة حول قضية الهجرة، التي بالأساس تخص الحكومة الفدرالية، وتدفع ضرائب اقل الى الدولة الفدرالية مقارنة مع بقية المقاطعات الكندية، ومع هذا خلق الحزب القومي في كيوبيك قضية شكلت ثقلا على ذهن المجتمع وهددت الاستقرار الاجتماعي والسياسي في كندا، على مدى البعيد. وعليه اجري الاحتكام الى الاستفتاء لحل تلك القضية. فجاء الاستفتاء ب "لا" للانفصال. وهكذا اجريت العملية نفسها مع بريكست بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوربي، وقد سوق التيار القومي الشعبوي في بريطانيا للمواطن في بريطانيا تصور بأن سبب البطالة والفقر ودفع الضرائب العالية.. الخ هو بسبب انضمام بريطانيا الى الاتحاد الاوربي. ان البرجوازية في هذه البلدان تعلمت خلال تاريخها الدموي من عمليات الالحاق القسري لشعوب البلدان الاخرى، بأن أفضل طريقة للحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، هو بحل المشكلة التي تواجهها إذا تحولت الى مسألة قومية، حتى وان كانت غير مقنعة ولكنها تشكل ضغطا على ذهن المجتمع وعائقا اما الاستقرار الذي يطرد الاستثمار الرأسمالي، او بمعنى طرد الرأسمال الذي بطبعه جبان، عن طريق عملية الاستفتاء.
ان الشيوعيين من الناحية المبدئية ليسوا من دعاة الانفصال، ولا من دعاة تأجيج المشاعر القومية، انهم ينظرون الى القومية مثل الدين، كهويات زائفة ومقيتة للتفريق بين البشر. ان الحدود الجغرافية، هي حدود الدول البرجوازية، وعندما كانت البضائع تواجه منافسة بضائع بلدان اخرى في بداية تطور الرأسمالية، وضعت الحدود والحواجز الكمركية، وعندما تخطت الرأسمالية مرحلة متقدمة من تطورها وكانت بحاجة الى الغاء الحواجز الكمركية، الغيت الحدود لانتقال البضائع وكذلك الايدي العاملة لحاجة السوق الرأسمالية لهم كما حدث في تأسيس الاتحاد الاوربي، واتفاقية النافتا بين امريكا وكندا والمكسيك، وبين تركيا وسوريا قبل هبوب نسيم الثورتين المصرية والتونسية عام ٢٠١١ ومجلس التعاون الخليجي وعشرات الامثلة الاخرى. اي ان الحدود الجغرافية والمشاعر القومية والحواجز الكمركية هي تعبير عن مصالح الرأسمال في كل مرحلة تاريخية. فاذا ما احتاجت البرجوازية ان تتجاوز صناعتها واستثمار رأسمالها خارج حدودها الجغرافية، لعنت المشاعر القومية وتفاهتها، وتبدء بالحديث عن التجارة الحرة والاقتصاد الحر والمناطق الحرة والديمقراطية والعالم عبارة عن قرية صغيرة والعولمة. الخ. بعبارة اخرى ان الشيوعيين ينظرون الى البلدان من خلال شعارهم "يا عمال العالم اتحدوا" ويعتبرون كما يقول كارل ماركس بأن الانسان أثمن رأسمال. انهم لا يفرقون بين البرجوازي الالماني او الامريكي او السعودي او العراقي او الكردي. ولذلك ان اي حديث عن القومية والدولة القومية هي ترهات ومحض هراء.، ان الشيوعيين لم ولن يكونوا عشاق تأسيس الدولة القومية.
*****
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تحاول البرجوازية العربية بقومييها واسلامييها في العراق وممثليها في الجامعة العربية بحل القضية القومية الكردية من خلال عملية الاستفتاء؟ ما هوالسر وراء الالحاق القسري لجماهير منطقة جغرافية معينة عانت الامرين والظلم القومي؟ لماذا لم تتعلم هذه البرجوازية وطوال تاريخها من البرجوازية الغربية الية الاستفتاء والاعتراف بحق جماهير مورس عليها اضطهاد قومي بتقرير مصيرها؟ ما هذه المتعة واللذة التي تشبه الى حد الكبير بتلذذ ومتعة الرجولية المتعفنة التي ترفض طلب المرأة بالانفصال عن شريكها؟ ان التحجج بقدسية الارض هي حجة باطلة بالأساس. ونفس البرجوازية القومية العروبية في بغداد منحت جزء من ارض العراق سواء بالقوة او بالتراضي الى دولة اخرى، فقسم كبير من شط العرب في اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ منح الى إيران، وخور عبد الله والفاو في اتفاقية خيمة صفوان عام ١٩٩٢ الى الكويت، وفي الثمانينات ايام الحرب العراقية –الايرانية منحت قسم من اراضيها الحدودية الى السعودية. في تلك السنوات لم تبك الجامعة العربية ولا الاحزاب الشيوعية العربية التقليدية المنتمين الى المدرسة السوفيتية، التي جميعها تمثل التيار الوطني "القومي المحلي" على ارض العراق مثلما تبكي اليوم بحجج اخرى سنرد عليها لاحقا، والجامعة العربية التي اعضائها مثل السعودية وقطر اليوم الممولين الرئيسيين للإرهاب الاقليمي والعالمي، كانت ومازالت اقذر البؤر الرجعية، لم تحرك ساكن تجاه احتلال العراق الذي ارتهن كل ثرواته ومصير جماهيره وبفضل كل القوى القومية والطائفية الى المؤسسات المالية الكبرى، ولم تحرك اية من تلك القوى ساكن عندما ابرمت اتفاقية بين تركيا والعراق تسمح للجيش التركي بالتوغل ٣٠ كلم عمقا في الاراضي العراقي لمطاردة المعارضين القوميين الكرد في نهاية الثمانينات، فاين كان المدافعين عن السيادة العراقية؟ ام ان سيادة ارض العراق هي مثل السبايا والعبيد عند داعش، لمالكها الحق فقط بالتنازل عنهم. ان القوى البرجوازية القومية والطائفية في بغداد التي ترفض اليوم عملية الاستفتاء لجماهير كردستان، بحاجة هي الى استفتاء جماهير العراق على بقائها في السلطة السياسية لفسادها ونهبها وسرقتها، فعبر سرقة ثروات المجتمع وعبر ميليشياتها وعبر شراء او تزوير صناديق الانتخابات فرضت على رقاب جماهير العراق.
ثلاثة تصورات او مبررات تساق من اجل سلب جماهير كردستان حقها بالذهاب الى الاستفتاء. واكثر الحجج ضعفا هي التي يتداولها قسم من الذي يصنف نفسه باليسار، بأن البرجوازية القومية الكردية وتحديدا البرزاني هو الذي سيفوز بالاستفتاء. ان هذا الخلط المتعمد بين حق الجماهير بالذهاب الى الاستفتاء وبين البرجوازية القومية، هو في الحقيقة بشكل واعي او غير واعي، هو التنصل بالاعتراف بهذا الحق وعدم الدفاع عنه. فطوال تاريخ كل الاستفتاءات على حق تقرير المصير، فأن البرجوازية هي التي وصلت الى سدة السلطة. ولقد خسر لينين استفتاء فنلندا رغم أنه هو الذي كشف عن كل الاتفاقيات المبرمة بين روسيا والدول الاستعمارية في الالحاق القسري لشعوب العالم. وإذا سلمنا بهذا المنطق، فكما اشار لي احدى الرفاق، فماذا سنقول لو اتفق المجتمع الدولي على استفتاء حق تقرير المصير الشعب الفلسطيني، وبعد الاستفتاء الذي سيكون نتيجته "نعم"، بأن حركة حماس تصعد الى السلطة، فهل نرفض الاستفتاء بنفس منطق قسم من يسارينا على تشكيل دولة فلسطين مستقلة؟.
اما الحجة الاخرى او المبرر الاخر في عدائية القوى الطائفية واقلامها المأجورة في معاداة الاستفتاء، والتهديد والوعيد لجماهير كردستان، هي بأن كردستان ستتحول الى اسرائيل اخرى. في العالم الواقعي اليوم، ان البرجوازية العالمية والاقليمية تقسم العالم او تعيد تقسيم العالم الى مناطق النفوذ. وبالتأكيد ان كردستان ستكون حصة واحدة من هذه المناطق. ولكن المضحك في الامر ان دولة قطر التي تملك قاعدة عيديد الامريكية هي التي مهدت لاحتلال العراق ونصبت الاسلام السياسي الشيعي في السلطة، وان اكثر دولة التي تعمل مطية لدى اسرائيل هي السعودية، وان جميع دول الخليج عبارة عن دكاكين او لنقل محطات لبيع الوقود ولا تساوي شيئا دون حماية القواعد الامريكية، واكثر من ذلك لو تأسست دولة فلسطين في ظل حكومة محمود عباس فلن تتحول الى منطقة نفوذ ايرانية او روسية بل ستكون احدى مطايا اسرائيل في المنطقة، ومع هذا يعلن ليل نهار اولئك الطائفين في المنطقة الخضراء ويزايدون اكثر من اصحاب الحق على تحرير فلسطين. لماذا تعترف بسيادة وحق هذه الدول ويحج لها كل من وضعت عليهم علامات الاستفهام حول استقامتهم المالية والسياسية لها مثل الصدر والجبوري والعبادي وعلاوي؟ ان هذه الحجة هي اسخف الحجج ومن شأنها تأليب اكثر المشاعر القومية الشوفينية المتعفنة ضد جماهير كردستان. ان دولة اسرائيل الفاشية ليس اقل اجراما وشرفا وانسانية من دولة قطر والسعودية والامارات التي تقتل الاطفال في اليمن وتجوع النساء وتغض النظر عن انتشار مرض الكوليرا التي اصابت اكثر من نصف مليون انسان..
اما الحجة الاخرى التي تتداول في اوساط قسم من الجماهير بأن الاستفتاء في كردستان سيؤدي الى حرب اهلية. وهل يعني هذا، استمرار استلاب هذا الحق، بحجة التخويف من الحرب هو صحيح بالمرة؟ ان الشيوعيين ليسوا دعاة حرب، ولا هم طفوليين يساريين يطلقون الجمل الثورية الفارغة المحتوى، لان الحروب البرجوازية تدفع المجتمعات البشرية الى الوراء وتخفض من توقعات الطبقة العاملة وعموم المجتمع، وتعود بالمدنية والتحضر الى الوراء، وتخلق اجواء من العبثية والافكار القدرية والدينية في المجتمع. واي كان توقيت الاستفتاء فأن القوى التي لا تعترف بنتيجة الانتخابات، ولا تعترف بهزيمتها، وتريد ممثليها ان يكون رؤساء للوزراء مدى الحياة عبر تغيير الدستور والفذلكات السياسية، فلا ينتظر منها ان تتعامل مع الاستفتاء وفي اي وقت كان بشكل ديمقراطي. فهو نفس المنطق السياسي الذي تسير عليها تلك القوى. وهنا يأتي الموقف الاممي بالنسبة لنا كشيوعيين، وهو الوقوف بوجه برجوازيتنا القومية وفضح كل السياسات وتأسيس جبهة عالمية اممية للدفاع عن حق جماهير كردستان بالاستفتاء. ان الوقت قد حان بالنسبة لنا، الشيوعيين في العراق، رص صفوف الطبقة العاملة وعموم المجتمع بوجه الشوفينية القومية والطائفية التي تهب رياحها من المنطقة الخضراء. علينا ان نشرح لجماهير العراق وبشكل مسهب ونقول لهم لقد رفضتم كل لصوص المنطقة الخضراء، فلا تدعوهم يحولوكم الى وقود لحرب جديدة. ان العامل في كردستان، المرأة في كردستان، الاطفال في كردستان، الشباب في كردستان، يتطلعون وعيونهم كلها امل وسلام تجاهكم للمضي قدما في بناء حياة ومستقبل جديد، يفتح الافاق امامهم كي تمسك بخنق برجوازيتها التي تذرعت كل هذه السنوات في التنصل من حقوقها بأن بغداد قطعت الرواتب. فهي بحاجة الى بناء هذا الجسر الانساني من اجل حقهم في تقرير مصيرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الموضوع بالفعل خطير
بارباروسا آكيم ( 2017 / 9 / 17 - 20:44 )
أَخي العزيز سمير عادل

هناك من يعترض على الإستفتاء لأَسباب مختلفة
عن نفسي ليس عندي إِعتراض على الإستفتاء لا شكلاً ولا مضموناً ، وليس عندي أَي إِعتراض على تطلعات الشعب الكردي إِذ ماكان يرغب بدولة مستقلة

ولــكــــن..
الشيطان دائماً يكمن في التفاصيل.. وصدقني أَنَا أَقُول هذا الكلام حُباً بأهلنا الأَكراد وليس كُرهاً بإستقلالهم أَو لدواعي قومية شوفينية

عند إِستقلال كردستان ستتغير عدة أُمور
أَ. ستكون كردستان دولة قارية مغلقة ( ليس لها منفذ على البحر ) بما معناه على الدولة الوليدة أَن تأخذ الجوار الجغرافي بالإعتبار بكل تعقيداته وعلى رأسها العامل المذهبي
وسيغلق في وجه الدولة الوليدة كل الحدود ( الشرقية / ايران ، الجنوبية / العراق ، الغربية / سوريا )
وهذا ما صرح به ضمناً
أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني
وخرج بعده نوري المالكي ليصرح بنفس المعنى
لأَنَّه القرار السياسي السوري والعراقي مرتهن للقرار الإيراني
ولن يبقى لها - أَي كردستان - في هذه الحالة منفذ للعالم سوى تركيا ، والأَتراك يجيدون اللعب والإبتزاز
فلما تُرهن مصالح الناس بهذاالشكل الخطير لطموحات شخص واحد؟؟


2 - تكملة لما سبق
بارباروسا آكيم ( 2017 / 9 / 17 - 20:59 )
ب . مخصصات الإقليم من بغداد سيتم قطعها في حالة الإستقلال.. طبعاً هناك من يقول : مادمنا سنحصل على نفط كركوك فلا يعنينا نسبة بغداد

وهذا الكلام نظرياً صحيح ، ولكن السؤال الجوهري .. كيف ستصدر نفطك ؟

فإلجنوب حيث الخليج الفارسي لابد ان يصدر النفط عبر الأَراضي العراقية
والغرب الى البحر المتوسط لابد أَن تمر الأَنابيب عبر الأَراضي السورية
والشمال الى اوروبا لابد أَن يكون خط التصدير عبر تركيا
والى الشرق توجد ايران

فالحالة الكردية وبسبب الجوار والخصوصية مختلف عن الوضع في جنوب السودان وفي اسرائيل وتيمور الشرقية الخ الخ

ج. الداخل الكوردي نفسه ..
أَنت تعلم إِنَّه مايوحد الكورد الآن هو مطلب الإستقلال !؟
ولكن هل سألت نفسك أَخي سمير عادل ماذا بعد الإستقلال ؟!
خصوصاً إِن الأَحزاب الرئيسية هي ممتلكات عائلية من أَيَّام ملى مصطفى الى الخالد مسعود والى نجيرفان ( بعد عمر طويل ) ..

وخير مثال أَمامكم هو جنوب السودان .. حركة واحدة هي الحركة الشعبية
بعد الإستقلال إنقسمت جناحين ثم لازالوا الى يومنا يقتتلون
حيث ما أَن اختفى العدو الرئيسي
ظهرت الإنقسامات الداخلية


3 - الاستفتاء حق ديمقراطي
سمير عادل ( 2017 / 9 / 18 - 20:39 )
عزيزي اكيم.. تحية طيبة لك
اني كشيوعي اعيش في جغرافية العراق وناطق اللغة العربية، مهمتي اليوم ان اقف الى جانب الاستفتاء والدفاع عنه لانه حق ديمقراطي. ان اجراء عملية الانفصال في حال قالت الاغلبية بنعم للانفصال، تحتاج الى عملية مفاوضات طويلة. للننظر الى انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوربي، فجميع الخبراء يرجحون عن عملية الانفصال تحتاج الى 5-10 سنوات. اي بعبارة اخرى ان انفصال كردستان بحاجة الى مفاوضات قد تستغرق حتى عشر سنوات. ان المهمة الاصلية للشيوعيين والتحرريين والتقدميين وانسانيين في العراق والعالم العربي ان ندافع ان حق الجماهير كردستان بالاستفتاء. يجب فضح سياسات حكومة العبادي الحربية، يجب توعية جماهير العراق ان تتخذ موقفا من التهديدات الحربية. ان حكومة العبادي وجميع مكوناتها تتشدق بالديمقراطية ولكن عندما تصل الى الاستفتاء، تتحجج بالدفاع عن النسيج الاجتماعي في الوقت الذي مزقت طائفيتها كل النسيج الاجتماعي. ان حكومة الاسلام السياسي الشيعي اخر من تتحدث عن حماية النسيج الاجتماعي والتي اشتهرت مليشياتها بالتطهير الطائفي
جرف الصخر والفلوجة والموصل .. تشهد على حماية النسيج الاجتماعي


4 - سيكون استفتاء ولكن لن يكون استقلال
عديد نصار ( 2017 / 9 / 19 - 05:37 )
لسنا بالمطلق ضد الاستفتاء ولسنا ابدا ضد حق تقرير المصير للشعب الكردي. القضية ليست هنا انما بالأهداف غير المعلنة التي يريدها الداعون لهذا الاستفتاء وهي بالضبط الاستحواذ على ورقة ذات وزن كبير تمنح البرزاني ومن معه قدرة فائقة على ابتزاز القوى المسيطرة في بغداد وكذلك قوى الهيمنة العالمية لتحقيق مكاسب كبرى في عملية التقاسم.
ثم ان الاستفتاء الشعبي ، اي مزاج يوم أو لحظة محاط بهذا الكم من عدم الاستقرار وبهذه السيطرة الطائفية وبهذا الكم من الشعبوية والتحريض ليس كافيا لوضع مصير مجتمعين في نفق بلا أفق.
في بريطانيا، لو أعيد الاستفتاء في الأسبوع التالي على صدور نتائج الانفصال عن الاتحاد الأوروبي لجاءت النتائج معاكسة تماما.
إن مسألة تقرير المصير لا ينبغي أن تؤخذ على هذا النحو الهزلي. إنها قضية تستحق ثلاثة أو خمسة استفتاءات شعبية تفصل بين كل منها سنوات من الاستقرار وتحاط بالكثير من النقاشات والدراسات وتتم في جو من الحرية والديمقراطية الكافية. وسوى ذلك نكون ندفع بالمجتمعات الى المجهول.
من هنا أظن أنه على الشيوعيين أن يتخذوا موقفا واضحا للتاريخ، وأنا اعرف انه لن يمكننا تغيير مسار الأحداث

اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص