الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر .. حماس وفتح , تاريخية العلاقة ومستقبلها

عائشة اجميعان

2017 / 9 / 18
القضية الفلسطينية


نشات منظمة التحرير الفلسطينية استجابة لدعوة مصر عبدالناصر في العام 1964 ,وقد احتضنت مصر المنظمة منذ انشائها , ومن خلال رؤسائها بدا من احمد الشقيري ,وصولا الى ياسر عرفات , والتي شهدت فترة رئاسته للمنظمة العمل الكثير , وتعامل مصر برؤسائها المتعاقبين مع المنظمة ,وما يقتضيه التنسيق فيما يخص القضية الفلسطينية .
لقد كان الخالد ياسر عرفات , يعتبر مصر المحطة الاهم عربيا , في تحركاته السياسية ,وضرورة وضعها في صورة الاوضاع , باعتباره ممثلا لفتح والمنظمة , ثم اضيفت اليه صفة رئيس السلطة في المرحلة الاخيرة فيما بعد اوسلو , تلا ذلك مرحلة الرئيس محمود عباس ايضا , وحيث جمع عرفات وابومازن , الرئاسات الثلاث فلقد كان الحضور القوى لفتح , في تمثيل السلطة , على حساب منظمة التحرير , ورغم ذلك فلقد كانت العلاقة بين مصر والاطار الرسمي الفلسطيني, ولم يحمل البعد الفصائلي ,فلم تكن هناك علاقة بين النظام الرسمي المصري واي فصيل من الفصائل الفلسطينية .
وحيث ان انطلاق حماس كحركة مقاومة 1987جاء لاحقا , فلم تكن لها ايضا علاقة بالنظام الرسمي المصري , كغيرها من الفصائل الفسطينية الوطنية والاسلامية المتمثلة بحماس والجهاد.
منذ انتخابات 2006, ونجاح حماس باغلبية التشريعي , وتشكيل الحكومة العاشرة كان التعامل الرسمي المصري مع حكومة السلطة الفلسطينية , التي تمثلها حماس , وايضا لم يكن التعامل على الاساس الفصائلي , تلا ذلك مرحلة ما بعد الانقلاب الحمساوي , وغياب السلطة الفلسطينية الرسمية في قطاع غزة , فلقد حافظت مصر على الحد الادني من الاتصالات مع حماس باعتبارها حكومة الامر الواقع ,بما يخدم الحاجات الانسانية للمواطنين في قطاع غزة , فيما ابقت على الاتصالات مع السلطة الفلسطينية على كل المستويات باعتبارها الرسمي .
ابان ثورة مصر 2011, ودخول الاخوان المسلمين على سكة الثورة , وصولا الى نجاح الرئيس الاخواني محمد مرسي في معركة الرئاسة , كان العصر الذهبي للعلاقة الحمساوية المصرية , باعتبارهم فصيلين اخوانيين حاكمين لبلدان متجاورة , لم تتجاوز مصر التمثيل الرسمي الفلسطيني, للسلطة الفلسطينية , غير انها سمحت وللمرة الاولى بفتح مكتب تمثيل لحركة حماس , كان على راسه القيادي نائب المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق .
كان عمر مكتب القاهرة , من عمر الحكم الاخواني في مصر , فلقد عادت الاوضاع الى اسوا مما كانت عليه بين حماس ومصر , حيث اتهمت مصر بالمشاركة في فتح السجون المصرية ابان ثورة يناير , ومن ثم اتهامها بالمشاركة اللوجستية في اكثر من عملية ارهابية الامر الذي اثار السخط الرسمي , علاوة على اثارة السخط الشعبي المصري , ضد حركة حماس , وازدادت الوتيرة بعد اعلان السلطات المصرية ضلوع حركة حماس بالمشاركة في الارهاب في سيناء, ساءت العلاقة , فيما بقيت العلاقة الرسمية المصرية الفلسطينية مع السلطة التي يمثلها ابو مازن على حالها, لم تكن العلاقة بين النظام الرسمي المصري, وحكومة الانقلاب قد قطعت نهائيا فقد كانت في الحدود الدنيا .
كان لمصر الحضور القوي في محطات التفاوض اللامباشر بين حماس واسرائيل , في ثلاث محطات تفاوضية كانت مصر الوسيط في محطتين والضامن في الثالثة ,
فلقد شهدت القاهرة مفاوضات حول اطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير, وكان التوقيع عليها في القاهرة في 2011 , وكذلك ضمن مفاوضات وقف اطلاق النار , ابان الحرب العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة عام 2012 , وكذلك بمشاركة حماس ضمن وفد فلسطيني حول اتفاق الهدنة التي ارسته المفاوضات عام 2014, رغم ذلك بقيت العلاقة باردة بين النظام المصري وحركة حماس .
شهدت الاوضاع في المنطقة العربية ,في الفترة الاخيرة , حراكات وتبدلات محاور, وصدامات , كانت حماس جزء من تلك الحراكات , فقد ساءت العلاقات بين مصر واكثر من دولة اثر اسقاط الحكم الاخواني المصري ,نتيجة الثورة المصرية الثانية , مثل تركيا وقطر فيما اعتبرته مصر تدخلا في الشان الداخلي المصري , كانت حماس حليفا لدول ذاك المحور الذي ضم ايران , وهي ايضا علاقتها بالنظام المصري في اضيق الحدود.
انطلقت فيما عرف بالرباعية العربية والتي ضمت مصر والسعودية والامارات والاردن ,لتخوض نضالا دبلوماسيا ضد التصرفات القطرية المناوئة للمصالح العربية عامة , والخليجية ومصر بصفة خاصة ,في كامل المنطقة العربية , وكانت المصالحة الفلسطينة , ضمن الملفات الهامة التي سارت فيها الرباعية العربية , وبدات اللقاءات , فيما بدات الحراكات لاثارة المصالحة الفتحاوية الداخلية , ومن ثم المصالحة الوطنية مع حركة حماس ,وهنا بدات المفارقة التاريخية .

فلقد انتقد الرئيس الفلسطيني الرباعية العربية وعلى راسهم مصر في معرض القرار الفلسطيني المستقل معتبرا التدخل من اجل المصالحة تدخلا في الشان الداخلي الفلسطيني .
ضغطت الاحوال العربية السائلة في الفترة الحالية , على ضرورة العمل قدما نحو المصالحة الفلسطينية , ونظرا لتاخر الرئيس الفلسطيني عن الاستجابة, باعتباره الممثل الرسمي لفلسطين ,ومعرفته المؤكدة بان مصر لاتقيم علاقات على اساس فصائلي .
لقد اصرت مصر على المضي قدما في انجاز المصالحة وبالكيفية المتوافق عليها مع بقية اعضاء الرباعية العربية , خاصة وان مصر دون اعضاء الرباعية هي المتاثرة بالاوضاع في شرقها وحدودها الشرقية , في سيناء وقطاع غزة ,لذا فلقد بدات بالتفاهمات بين دحلان وحماس , الامر الذي اغضب الرئيس ابومازن , فبدا باتخاذ اجراءات عقابية على قطاع غزة , من كل الاتجاهات , محاولا قدر الامكان افشال التفاهمات , غير ان المعادلة المصرية تختلف اختلافا كليا .
وهنا لابد من ايجاد الاسباب التي دعت مصر الى اتخاذ العديد من الاجراءات التي لم تكن بواردها تاريخيا :
1. الملف الامني القومي المصري ,والارهاب في سيناء , له التاثير الاكبر في ضرورة احتواء حماس او تدجينها او تحويلها من مربع الاخوانية الى مربع الوطنية على اقل تقدير.
2. قطع الطريق على المخططات الرامية الى تنفيذ دولة غزة الكبرى على حساب مصر
3. ضرورة عودة التاثير الايجابي المصري في الملف الفلسطيني بشكل عام , وقطاع غزة والتي تحكمه حماس كامر واقع بشكل خاص , وبالتالي لابد من التعامل مع حماس , بعد ثبوت تملص ابو مازن من المصالحة , لمصلحة المحور المعادي لمصر , لحساب الدور القطري والتركي في قطاع غزة.
4. ثبوت ابتعاد حماس عن الاخوانية المقيتة التي حاربتها مصر التي سمحت بالتدخل الاجنبي في مصر.
5. تعتبر مصر سيناء واعدة للتنمية وفتح معبر رفح من الممكن ان يفتح افاقا اقتصادية تعود بالنفع على الجانبين .
6. ترى مصر ضرورة تحول النظام السياسي السائد في فلسطين في القريب , وترى مدي رضا الشعب في غزة وتوجهه , حال اجراء انتخابات , فمن سيمثل الشعب الفلسطيني في حال الفراغ
العمل الدبلوماسي والسياسي المصري , راسخ رسوخ البلد , ويعمل بشكل منظومة لاتعرف المحاباة ولا الراي الواحد , فعندما تفتح المجال لعلاقة مع حماس رغم ادراكها السلبيات , ورفضها خلال السنوات الماضيات , فلا شك ان هناك من المبررات الكبيرة التي لن تساق اليوم , على الجانب الاخر فلم يكن بوارد حماس ان يكون لها تمثيل في مصر , في المشهد الاني , وعليه فان حماس تعلم علم اليقين ان مصر بوزنها العربي والاقليمي والدولي , اذ تقدم لها هذي التسهيلات والتي ستكون مقدمة لتسويق حماس على المستوى الدولي ,ليس من السهل ان يكون التغير من قبل حماس تجاه مصر تكتيكيا , لذا :
فانه تثور عديد من الاسئلة الحساسة في هذا التوقيت:
عن طبيعة ومستقبل العلاقة بين مصر وحركة حماس , وهل هو البديل عن العلاقة التاريخية المصرية , بفتح التي تمثل السلطة والمنظمة , ام سيشكل علاقة موازية ؟ وهل ما يجري له علاقة بالانفصال حال لم تنجح جهود اعادة التوحد ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا