الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فجأة ينادون بالمساواة

جدعون ليفي

2017 / 9 / 18
القضية الفلسطينية



ترجمة: أمين خير الدين
فجأة ينادون بالمساواة. وفجأة استيقظ المجتمع الإسرائيلي من سُباته ويناضل من أجل إحدى القيَم الأساسيّة والمُعزِّزة للديمقراطيّة. فجأة تلوّح محكمة العدل العليا بشعار المساواة. وفجأة كلّهم متحضِّرون. كل الاحترام لإسرائيل، كل الاحترام لمحكمة العدل العليا. نفس محكمة العدل العليا التي لا تُسْتثنى تفرقة أو عنصرّية لم تؤهلها، المحكمة التي تعتقد أن الأموال المتروكة مُلْك لليهود وفقط، وأيضا لمّ الشمل لليهود فقط، يصدر فتوى المساواة. ونفس يئير – وهو الذي قرر أن عرب إسرائيل مواطنون من الدرجة السابعة. يقول، من الآن فصاعدا ليس هناك مواطنون من النوعيّة أ وأخرى من النوعيّة ب. وكتب محلل مرضي عنه: يوم تاريخيّ.
ليس المقصود أيّ مبدأ مبادئ الثورة الفرنسيّة، المقصود "مساواة في الواجبات" والواجبات في إسرائيل معناها واجب الخدمة في الجيش الإسرائيلي، لا يوجد شيء غيره، هناك عَجَزَةٌ يتجوّلون متعبين عند مفترقات الطرق يتحرّكون على كراس متحرّكة، يتوسلون للتقليل من التفرقة، ولقليل من زيادة المساواة في الواجبات، لا يمكنهم الوصول لأحد. هناك طالبو اللجوء ولا أحد يلبي مطالبهم، نحن نناضل من أجل المساواة في الواجبات، ونريد فقط أمرا واحدا: متديّنون (حرديم) بالملابس العسكريّة. بهذا يصبح مجتمعنا عادلا ومعسكرنا نظيفا. أُبّهَةٌ وإجحاف. حكاية التفرقة والظلام، فقط اخدموا في الجيش الإسرائيلي. فيسود العدل.
اليسار، بكل سُخْريَة، باستثناء آفي غباي الذي نشر ردّا معتدلا، مدوياً وصارخا أكثر من صراخ اليمين بتشديده على أن على الجميع أن يلبس الملابس العسكريّة، وعلى الجميع أن يتجوّل في شوارع الأرض المحتلّة. وعلى الجميع أن يخطف أُناسا من أسِرَّتِهم. و أن يفجِروهم في بيوتهم. وهكذا يصوغَ ذلك لبيد مسيح التجنيد: "انتصرت القِيَم، انتصرت روح جيش الدفاع الإسرائيلي، انتصر جنودنا... تجنيد للجميع". قِيَم، روح "جيش الدفاع"، جنودنا، تجنيد للجميع – مثل هذا يُعتبر كارثة في ألمانيا. لكن على مثل هذا يقوم ويسقط العدل الإسرائيلي الذي ينادي به لبيد، ليس هناك موضوع يشغل الأكثريّة العلمانية مثل الشهوة، ليست هناك عبارة أخرى، لنرى الحرديم بالبزة العسكريّة.
يُثار الموضوع كل بضع سنوات، وتبدأ الاحتفالات: في جوهر هذه الاحتفالات توجد القيمة رقم 1 في إسرائيل: لا تكن ساذجا ولا تكن سدّادة، في الطابور، أو في الجيش الإسرائيلي. أشكُّ في إن كان الجنود سيهتمّون إذا تجنّد طلاب الكتاتيب اليهودية الدينيّة أو لم يجندوا. وأشكّ إن كانوا يرَوْن في تجنيدهم "واجباً". هؤلاء هم مَن لا يريد لهم آباؤهم أن يكونوا سذّجا وأيضا كراهية الحرديم تكمن خلف كل الهتاف للمحكمة العليا. الكراهية التي تُشْعل للأغيار وللسود.
منذ زمن طويل لم يعُد الجيش الإسرائيلي جيشا للشعب. نصف الإسرائيليين لا يخدمون ، العرب، الحرديم، المرضى، المهاجرون، المتهرّبون، الرافضون. هل ينقصه الحرديم فقط. ومنذ زمن طويل لم يعد جيشا للمساواة. الجيّدون للطيران والسيّئون لحرس الحدود. دولة تل ابيب لـ 8200، بطريقها لبرنامج اللهو والاستمتاع الكبير، ودولة الضواحي إلى كفير. في طريقها لتجليس السيّارات، الجيش الإسرائيلي منفوش ودَسِم لأهدافه، مع كثير من البطالة المخفيّة- وكأنه فقط ينقصه الحرديم. وعندما يتجنّد المتدينون للجيش الإسرائيلي سننطلق لمقاومة الإكراه الديني، وكيف سيهتف العلمانيون ضد الفصل والتباهي. ضدّ صوت المرأة كعَوْرَة وضد اضفاء صفة "كشير" (حلال) على مطابخ الجيش الإسرائيلي. وفقا لطريقة الكاهن موشي لندا شليطا.
دعوا الحرديم يؤدّون واجباتهم بتمسّكهم بالفقر، بكل الأحوال لا يمكن تجنيدهم بالقوّة أبدا. فقط بالإقناع و سنحتاج لوقت طويل للوصول للإقناع. خاصّة عندما يتعلّق الأمر بالدين، بالضبط كما يسود الاقتناع بان العرب لا يُجنّدون. يجب تحريك مشاعر الحرديم، كثيرون من السياسييّن بنوْا مسيرات جوفاء من تأجيج الكراهية ضدّهم.
وزيادة على ذلك حان الوقت لنتغلّب على الخرافات، عندما تكون الخدمة في الجيش "قيمة" والقيام بالخدمة تعني المساواة، تموت القِيَم وتموت المساواة، والمقصود بالإجبار، كثيرون من الإسرائيليين على استعداد للقيام بالخِدْمة. كثيرون يطمحون للخدمة في الأرض المحتلة، ليطاردوا أطفالا يلقون الحجارة، أو ليتخلّصوا من عُقَدهم، ومن عُنْفهم ومن كراهيتهم للعرب. الجيش الإسرائيلي لا يعاني من نقص في الجنود أو الطيارين، أو القنّاصة أو مروّضي الكلاب. لذلك دعوا الحرديم وشأنهم.

(عن هآرتس)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جدعون ليفي ربما أكثر عروبة من عرب اسرائيل
عبد الله اغونان ( 2017 / 9 / 19 - 00:43 )
ولاأقصد بعرب اسرائيل من يقعون تحت سلطة اسرائيل
بل هم في السلطة ولوبيات عربية منها حتى كتاب وعملاء عفوا علماء
انهم من دب اليهم اليأس فامنقلوا الى اعتبار اسرائيل النموذج المثالي تزلفا للويلات المتحدة
فين العقلاء ؟
حتى ولو اعتبرناهم أعداء
الجهل هنا وهناك هو العدو الأول
على كل حال
تشكر

اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا