الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغناطيس-في المعبد- 2-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 9 / 18
الادب والفن


يمكنك تغيير اسمك، لونك، جنسك، ومعتقداتك
في كلّ أرض تحلّ فيها يمكنك البدء من جديد
بالأمس رأيت فتاة ميتة على ناصية طريق
حركتها بيدي . ابتسمت
-هل الموتى يبتسمون؟
-بالطّبع!
حسب نوع الموت ، النّوع الأخير عندما نذهب إلى النّار بأرجلنا
عدّت من جهنّم للتوّ
الحياة فيها ليست بذلك السّوء
-هل هي أفضل من عالمنا على هنا وجه البسيطة. بالنسبة لي أخشى الموت، وأخشى جهنّم ،أخفي أشيائي التي تغضب الإله، فأنا زانية رغماً عنّي، هل سيعاقبني الله لأنّهم اغتصبوني؟
-ليس لي علم بالغيب، وبما يدور في خلده-أعني الله-لكنّه لم يحاكمني على أخطائي. واجهني بما اعتقدت أنّه عين الصّواب. شكوت له زوجي الذي حوّل حياتي إلى جهنّم. انتفض، وقال لا تكفري بخالقك. لا يمكن لإنسان أن يصنع جهنّم. يحمل قلب زوجك الكثير من الشّر ، لكنّه كان يداري نفسه، وتسلّق على ظهرك، فاستحقّ الجنّة. يمكنك مقابلته لو أردت.
سألته: يا صاحب الجلالة. هل يفلت المجرمون من العقاب؟
أجاب: نعم. لو عاقبت أنت من أجرم بحقك، لأخذ جزاءه في الدّنيا، لكنّك لم تفعلي.
أنتم في مكان اسمه غابة الإنسان ، والبقاء فيها للأقوى.
-ما اسمك أيتها الفتاة؟
-ليس لي اسم. إنّني ميتة مجهولة الهوية، لكنّ طريقك يا فاطمة مملوء بالمخاطر، فعلى جانبي الطريق معابد لكلّ الملل، والنحل. بعضها يبيع الوهم، وآخر يبيع الجنس، وثالث يبيع الحاجة، هناك معبد صغير بعيد بنيته من أجل أن يكون الإنسان فيه إنساناً. يعمل فيه بشر مجهولو الهويّة. يمكنك الذهاب إليه، والآن سيري على بركة الرّب عليّ أن أعود إلى الموت.
. . .
أبحث عن هويتي
لا أجدها. إذن أنا بلا هوية
عن انتمائي
أصلي وفصلي
-سعدون! أرغب أن أسألك وتجيب بصراحة: هل تشعر أنّك رجل؟
-لم أفكر بذلك من قبل، لكنّني في هذه اللحظة بالذّات ليس لدي شعور أنّني رجل، ولا حتى أنّني بشر. لماذا تسألين يا ختام، وبماذا يختلف الرجل عن غيره؟
-فقط أردت أن أختبر نفسي إن كنت على صواب. هل تعتقد انه يمكن أن يكون هناك جنس ثالث بين البشر. بشر ليس لهم هويّة جنسية. أشعر أنّني لست أنثى، ولا رجل.
-اصمتوا جاء خادم المعبد.
أبنائي الرّوحيين. علينا أن نتعلم عبادة الله، الله موجود في داخلنا، وتقواه توجب سعادتنا. لا حياء في الدين. سوف نتحدّث عن الجنس، والجنس المقدس.
بنينا معبدنا هذا على أنماط أسلافنا الذين نعتزّ بحضارتهم. كانوا يقدّسون القضيب، لأنه يعطي الحياة لجنين يصبح طفلاً. لذا أنشأنا مركزنا الديني هذا لتقديس القضيب، وكوننا في عصر الاستنساخ فقد استنسخنا قضباناً دون رجال، وهذا ما يهمنا في الأمر.
عليكم أن لا تستمعوا إلى أدعياء المعرفة، فالقضيب عندما يحتاج يجب أن تلبى حاجته.
أحبّ أن أذكركم أن على النساء هنا أن يهبن القضيب حاجته طوعاً، أو إرغاماً .
-كيف سوف نهرب من هنا؟
هل فهمتم على الرجل شيئاً.
-أنا لم أفهم كلامه، رأيت أشياء مخيفة في يديه. أشياء حيّة ومتوفّزة، فلو سار أحدها لربما لتدمّرت حياتك.
-هونا عليكما. أفضل من أن يغتصبكم رجل له وجه واسم، ويلبس بدلة رسمية. يمكنكم أن ترموا القضيب لو أردتم.
علينا أن نرسم خطّة. حتى الآن لم نفعل خطأ، لكن ما يجري حولنا منفّر. هذا ليس معبداً.
-وأنا التي سميّت نفسي صوفيا، وكتبت عن اغتصاب الزوجات. لم أكن أعرف أنّ هناك قضباناً منفلتة من عقالها. أشد فتكاً من الاغتصاب.

. . .
-سوف أعود إلى الفتاة الميتة. أختبئ حيث ماتت.
هل سوف تذهبان معي.
-نعم يا فاطمة. كان المكان معبداً مزّيفاً لرجل نصّاب كنت قد قرأت عنه على موقع إنكليزي.
رجال الدين يفهمون عملهم.
-ليس تماماً يا عزيزتي، فالّشيخ طزو أفتى بضرورة وداع الزوجة الميتة بمعاشرة جنسية.
-ألم يفتي بوجوب الرقص على قبرها. لم أسمع إلا منك ومن فاطمة تلك القصص.
-بالطّبع لم تسمع، فأنت قادم من عالم الحيوان يا سعدون.
-أقترح أن نؤلّف ديناً جديداً، نبتكر له قصّة جديدة.
-هس. وكيل المعبد قادم
-تعالي أنت!
-ما اسمك؟
-اعتقدت أنّك لا تتكلم لغتنا. لكنّ اسمي فاطمة.
-هناك رجل حقيقي يحمل قضيبه على يدك، وكلب مني أن أحضرك.
-أنا لست أنثى يا سيدي. سمتني أمي باسم أنثى لأنها لم تعرف جنسي.
-لا تتحدثي كثيراً. لقد دفع لنا، وهو يستطيع حل أموره. ليس مهماً أن تكوني أنثى.
-لكنّني في الحقيقة لست حيّة، يهيأ لي أنّك تراني. أنا القديسة زاميرا. جئت أراقب معبدكم، وإن لم تعدموا تلك الاستنساخات الكاذبة سيحترق المعبد بعد ثلاثة أيّام. قل له يا شعروش، وياشعروشة.
-سوف أسأل سيدي، وأعود
-اهربوا قبل أن يعود.
. . .
أيتها الميّتة. نحن خائفون. دلينا على برّ الأمان.
-في هذه الأماكن التعيسة، حيث يتكاثر الفقراء كالفطر. لا برّ للأمان. أنتم مهزومون، خائفون فقراء. عن أيّ برّ تبحثون؟
برّ الأمان هو أن تدخلوا الشّر إلى نفوسكم، وتبتعدوا عن السذاجة، كلما التقيتم أحداً انظروا إليه كمفترس قادم من الغابة. إن لم تفترسونه افتريكم.
-هل تعنين أنّنا نتعد عن الخير، ونصبح أشرار.
-أنتم لستم أخياراً. قليلو الحيلة فقط، لو كانت زمام الأمور بيدكم لملأتم الدنيا شروراً.
-لكنّنا لم نؤذ أحداً.
-لم تكونوا تستطيعون. ثمّ أنّكم آذيتم أنفسكم.
-أغلق فمها يا سعدون!
-دعوها تتحدّث، فقد لا تكون قد استطاعت الحديث عندما كانت على قيد الحياة.
اجلسوا قربها، واستمعوا له فقط.
-الأرض واسعة هنا. بإمكانكم بناء مملكة، هل سوف تعيشون طوال عمركم على التّسول.
-معها حق. يا سعدون. تبدو الأرض محروثة، وتأتي إليها الطّيور، وكأنّه يوجد نهر قريب فصوت الخرير تصل إلى هنا.
-أيتها الميّتة! من أين نجلب البذور؟
أين هي.
اختفت الميّتة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع