الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات .. 5 .. عن العلمانية والبداوة : كُلّنا بدو ! (السيد نعيم إيليا يتهمنى ب - الفاشية ويدعو إلى - تقديمى للمحاكمة - بسبب ما ورد فى مقالى - تأملات .. 4 .. عن الربوبية واللا أدرية -)

هيام محمود

2017 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أهم محاور الموقع محور "العلمانية ، الدين السياسي ونقد الفكر الديني" ، إذا تأمّلنا جيدا التسميات الثلاثة التى فيه سنجد مشاكل كثيرة ومغالطات جمّة فرضتها الثقافة الحاكمة لبلداننا فباستثناء "العلمانية" التى لا يعرفها أحد منّا بالرغم من زعمنا أننا رباتها وأربابها ، نرى أن تعبير "الدين السياسى" - والذى يُعنى به توظيف الدين فى السياسة - تعبير خطأ لأنه يفهم منه أنه يوجد دين غير سياسى فى حين أن الدين واحد وهو فى بلداننا سياسة لا غير ، أما تعبير "نقد الفكر الديني" فهو أيضا تعبير مأخوذ من ثقافة أحادية اللون ثقافة دينية بدوية 100% فلنستطيع الكلام ومحاولة إدخال بعض الألوان عليها وكى لا تُنصب لنا المشانق لا نقول "نقد الدين" لكن نهمس ونحن ننظر أمامنا ووراءنا خوفا من يجزّ أحدهم رؤوسنا .. نهمس "نقد الفكر الديني" .. سأسمّى المحور "العلمانية ونقد البداوة" وسأبيّن لكم سيداتى وسادتى الكرام أننا كلنا غير علمانيين وكلنا "بدو" ندور فى حلقة مفرغة ولن تقوم لنا قائمة ما لم نفهم أهم أصل من أصول مصائبنا : البداوة !

المقال ليس ردا على السيد نعيم إيليا كإنسان/شخص لكن كفكر بدوى نحمله كلنا .. فكر وصفنى ب "الفاشية" تعليقا على مقالى السابق وهو فكر يجب التصدى إليه وتقليم مخالبه ما إستطعنا .. لكن قبل ذلك علينا معرفته وتشخيصه للتمكن من معالجته ، ويأتى إعتراضه الرئيسى على قولى فى آخر المقال أن المسيحية "في دولنا لم تُقلّم مخالبها بعدُ ولا تزال أصولية بدوية عنصرية وخير دليل على كلامي : مصر." فيقول : "المسيحية في بلداننا وفي مصر ، بدوية عنصرية أصولية أهذا رأي يحترم ؟ لو كان مدعوما بوقائع وأدلة ، لكنا احترمناه ." ويضيف "وين وقائعك وأدلتك ؟" ولعدم رؤيته لأدلة فى ردودى عليه خلص إلى أن "العنصري فاشي . وأنتِ اتهمت المسيحية وحكما المسيحيين لأن من يؤمن بعقيدة عنصرية فاشية هو فاشي بالضرورة ، وقد ثبت أن تهمتك باطلة لعدم توفر الأدلة فتكوني بهذا أنت الفاشية" وأظاف متحدثا عن كيف يجب أن يكون الكتاب العلمانيون قائلا "الكاتب العلماني ذو الضمير لا يفتري على شعب مضطهد بسبب عقيدته . قارني بينك وبين الشاعرة فاطمة ناعوت العلمانية وشوفي الفرق .. واجب الكاتب العلماني أن ينصر قضايا المضطهدين حتى لو كانوا يؤمنون بيسوع المتهلين ما دام يسوع المتهلين لا يفرض شريعته عليه ولا يسلبه حقوق المواطنة ولا يسود عيشته بالكراهية ؟" هذه هى أهم الحجج التى بناء عليها حكم علىَّ أنى "فاشية" و دعا إلى محاكمتى منذ أول تعليق له على مقالتى فى قوله "هذا التصريح الفاشي يوجب تقديم صاحبه للمحاكمة لأنه ليس افتراء وتبريراً لجرائم المتطرفين المسلمين في مصر بحق الأقباط المضطهدين فحسب ، بل دعوة صريحة إلى إبادة جزء أصيل من الكل القبطي ."

أؤكد مرة ثانية أن هدفى هو كشف فكر مُدمّر لا الإنتصار وربح سجال ، تعليقاتى التى رددت بها على السيد نعيم تكفى لو كان ذلك هدفى ، أو كنت تجاهلت ولم أرد أصلا كما يفعل كثير من الكتاب ..

عن قوله "المسيحية في بلداننا وفي مصر ، بدوية عنصرية أصولية أهذا رأي يحترم ؟" أردّ : ليس يُحترم فحسب بل يجب أن يكون "الإله الجديد" الذى نعبده والشعار الذى نرفعه كلنا ، وأزيد عليه أن : الإسلام في بلداننا وفي مصر بدوي عنصري أصولي ، اليهودية في بلداننا وفي مصر بدوية عنصرية أصولية وأزيد الذى لن يخطر على باله أن الإلحاد في بلداننا وفي مصر بدوي عنصري أصولي .. لذلك قلت أن تسمية "نقد الفكر الديني" خطأ وعلينا إستبدالها ب "نقد البداوة" . البداوة لا تقبل التعدد ، البداوة توحيد ، التوحيد عنصرية وإقصاء للآخر ، اليهودية بدوية المسيحية بدوية الإسلام بدوى والإلحاد بدوى .. فى بداوتهم يستوى الأربعة : اليهودية = المسيحية = الإسلام = الإلحاد = إرهاب وهنا أقصد فقط فكرة التوحيد . أطلق السيد نعيم مصطلح "الالحاد المتطرف" وهذا يعنى أن هناك إلحادا "وسطيا" أو "معتدلا" وأجيبه وأنا الملحدة أنه لا يوجد إلا إلحاد واحد وهو الإرهاب بعينه تماما كالأديان وأقصد هنا الموقف من الآلهة فقط : الإلحاد هو الرفض - المطلق - للآلهة والأديان والرغبة فى إستئصالها من الوجود ، اليهودية هى الرفض - المطلق - لما سواها ورغبتها فى إفنائها ، الكاثوليكية ، الأرثودوكسية ، البروتستانتية والإسلام نفس الشىء : الإلحاد والأديان توحيد والتوحيد لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالعلمانية و"بدوى" من يدعى غير ذلك والبدوى غير علمانى بالضرورة .. كيف ؟

بالعودة إلى "فلسفة" القبيلة العربية ، نجد أن الفرد لا قيمة له ويُسحق لصالح القبيلة وشيخها وربها ، وكما أن المرأة ليست إلا متاعا له يكون هو أيضا مجرد متاع للقبيلة عليه الإلتزام بالأوامر والدفاع عن القبيلة وإلا فنى دونها لذلك قد يقبل أن تُقال فيه كلمة لكن فى القبيلة أبدا ! تماما مثل المرأة التى قد تقبل فى حقها لكن لا تقبل فى حق "بعلها" وإلا هلكت دونه .. الفكر البدوى "يخلق" شخصية مسحوقة مُستعبدة لجلادها : قبيلتها ، شيخها وربها ، لا تقبل أى مساس برموزها لذلك نرى كل المتدينين يخطئون أنفسهم ولا يجرؤون على تخطئة أديانهم ولن نجد أبدا من يمثل الإسلام "الحق" أو المسيحية "الحقة" .. أساس العلمانية الأول هو القبول بتواجد عقيدة الآخر الإقصائية المبنية على هدم عقيدتك الإقصائية ، عقيدة الآخر أساسها الأول الهجوم على شيخ قبيلتك والقضاء عليه فكيف تزعم أنك علمانى وأنت تطلق النار على من إنتقده ؟ .. أشرح قولى ..

بعد "هجومى" على "شيخ" قبيلته أى المسيحية يقول السيد نعيم دفاعا عن "شيخه" فى تعليق آخر دون الذى ذكرته سابقا "افتريتِ على المسيحية بالباطل" وكلامه رد "طبيعى" من مؤمن مسيحى ولا مشكلة فيه وأنا أيضا سأدافع مثله عن "شيخى" أى الإلحاد فكلنا "بدو" ، المشكلة تكمن فى "إطلاق النار" علىّ أى إسكاتى إلى الأبد حتى لا أقترب من "شيخه" بإتهامى ب "الفاشية" فى قوله "أنت اتهمتِ المسيحية وحكما المسيحيين لأن من يؤمن بعقيدة عنصرية فاشية هو فاشي بالضرورة" وفى قول آخر له "فإذا كانت المسيحية وحشاً حقاً فسيكون أتباعها وحوشاً بالضرورة" وبذلك أكون محرضة عليهم وهو قول بدوى 100% وكأننا فى صحراء نجد .. معنى قوله على حسب فهمه هو : المسيحية عنصرية فاشية = المسيحيون عنصريون فاشيون أى "الأفراد البدو" (المسيحيون) لا يمكن أن يخالفوا "شيخ القبيلة" (المسيحية) وهو قول لا يقوله إلا من يحمل فكرا بدويا كالعوام البسطاء أو من متعلّمى المتدينين الذين يظنون أنفسهم "علمانيين" و "تنويريين" .. وهو قول خطأ طبعا لأن كثيرا من المسيحيين خرجوا عن "شيخهم" البدوى فمثلا تنهى المسيحية العنصرية عن الزواج المختلط أما المسيحيون الإنسانيون فلا يلتزمون بذلك وتأمر المسيحية الداعشية بقتل المثليين لكن المسيحيين المتحضرين لا يفعلون ذلك وتأمر المسيحية البدوية بالذل والخضوع أما المسيحيون الواعون فيرفضون وتقول المسيحية المتخلفة بالعلاج بالدجل كإخراج الجن والشياطين أما المسيحيون العاقلون فلا يقبلون إلا بقول الطب الحديث إلخ من الأمثلة ونفس الكلام ينطبق على اليهودية والإسلام الذيْن مثلا شرّعا لتعدد الزوجات لكن اليهود والمسلمين المحترمين لا يمارسون هذه الدعارة .. شيزوفرينيا الفكر البدوى جعلت السيد نعيم يظن أنه يدافع عن المسيحيين بإتهامى ب "الفاشية" بعد حكمه "وقد ثبت أن تهمتك باطلة لعدم توفر الأدلة فتكوني بهذا أنت الفاشية" وقوله فى موضع آخر "متى دافعت عن أخطاء الكنيسة ورجال الدين" وهو لا يعلم أنه يدافع على "شيخ القبيلة" ليستمر سحق "الفرد" ، لاحظوا أن الخطأ لا يكون أبدا فى الشيخ "المسيحية" وإنما فى "الكنيسة ورجال الدين" والأفراد المسيحيين ، وكلامه مردود عليه بأننا إذا أردنا المسيحية فى مصر لن نذهب للأزهر أو للحسينيات ولا حتى للكنائس القليلة للبروتستانت بل للبابا طواظروس ولنتذكر أنه فى مصر عندنا ثلاثة قبائل تحكم : قبيلة الإسلام الذى إذا أردناه نذهب إلى الأزهر وليس للمسلمين وقبيلة العسكر التى نجدها عند السيسى وجنرالاته وليس عند الجنود وقبيلة المسيحية عند الكنيسة الأرثودوكسية وليس عند المسيحيين .. هذه القبائل الثلاثة فرمت الشعب المصرى فرماً : الأزهر والعسكر يسحقون الجميع مسلمين ومسيحيين وغيرهم والكنيسة تحتهما تسحق المسيحيين .. أذكّر أن أساس العلمانية الأول هو حرية العقيدة والقبول بتواجد عقيدة الآخر الإقصائية المبنية على هدم عقيدتك الإقصائية ، الفكر البدوى لهذه القبائل الثلاثة يقول : إذا أردت إرجاع العسكر لثكناته أنا خائنة ، إذا أردت الإسلام أنا كافرة حربية ، وإذا أردت المسيحية أنا .. "فاشية" وفى الحالات الثلاثة تُدقّ عنقى .. من حق كل فرد الدفاع عن قبيلته كقول السيد نعيم لى أنى "كذابة" و "مفترية" مع صعوبة قبول ذلك فى حوار متمدن لكن "فاشية" لا لأنه أولا عار من الصحة وثانيا يتنافى مع العلمانية التى يتصور أنه من أهلها ، العلمانية ثقافة تعددية لحماية الناس من بعضهم البعض وليس لحماية الآلهة فحقيقة الإلحاد رأس إلهك وكل الآلهة وحقيقة إلهك رأس كل الآلهة غيره والإلحاد .. العلمانية هى ألا تقتلنى عندما أسعى لهدم دينك ، دافع عنه بما تريد إلا بإسكاتى ، أنا أريد القضاء على دينك وكل الأديان ولن يتحقق لى ذلك لكنى لن أتراجع ، إذا لم تقتلنى سأصل إلى تطوير دينك على الأقل وهذا سيرضينى لأنه الخلاص الوحيد لمجتمعاتنا وللمتدينين قبل الملحدين ؛ عليك أن تتجاوز ثقافة القبيلة وقداسة شيخها وإن لم تتجاوزها وهذا من حقك فلا تسكتنى كن علمانيا .. قل ما تشاء فى "شيخى" الإلحاد لن أسكتك نحن علمانيون وسنعينك لتصل إلى رأس "شيخنا" اللاعلمانى ولن تستطيع ؛ قل فى الإلحاد مثلا أنه تفسخ أخلاقى وفجور لا مشكلة عندى لكن إياك أن تقول أن الملحدين بلا أخلاق كإستنتاج بدوى كما بيّنت لك ؛ أعلم أن كثيرا من المتدينين تجاوزوا هذا القول وهذا جيد لكنهم لا يستطيعون تطبيقه على أديانهم فالذى ينتقد دينهم ينتقدهم هم والذى يريد القضاء عليه يريد القضاء عليهم هم : لذلك يستحيل عليهم أن يكونوا علمانيين .. هدف الملحدين هو شيوخ قبائلكم يا مؤمنين ولستم أنتم وبالطبع ليس قتلهم بل إبعادهم عن السياسة والحد من تسلطهم عليكم وعلينا وهذا لن نستطيع فعله والسيد نعيم يصفنا ب "الفاشية" ويقول "بعدين مين كلفك تعملي مصلحة للشؤون الداخلية للكنيسة القبطية؟" ولو طبقنا قوله على موقع الحوار مثلا لطالبنا بإغلاقه "بعدين مين كلفكم تعملوا مصلحة للشؤون الداخلية للأديان والماركسية والقومية والقضية الفلسطيية و.. يا حوار؟" وطلبه هنا أيضا فكر بدوى صرف "إبتعدوا عن قبيلتى .. أمورنا عال العال .. شو دخلكم !" .. يتصور البعض أننا بنقدنا للبداوة وكأننا ندعوا إلى إحتقار أولئك الناس البسطاء الذين يعيشون من رعى أغنامهم وإبلهم فى البوادى والصحارى ، ولا أدرى هل السيد نعيم فهم من قولى أن المسيحية بدوية أنى قصدت أن المسيحيين فى مصر يركبون الجمال ويتقاتلون على بئار الماء أم ماذا ؟ .. فكلنا بدو يا سادة والكلام موجه لمثقفينا كل وقبيلته لا إلى أهلنا الطيبين أولئك : القومى الشوفينى بدوى ، الشيوعى الذى لا يقبل كلمة فى ماركسه بدوى ، المسلم/المسيحى/اليهودى إذا وصفنى بالفاشيست بدوى ، الملحد الذى يغضب لما يقال عن الإلحاد بدوى ؛ الإيديولوجيا تقتل .. الإيديولوجيا بداوة .. وأخطر إيديولوجيا بدوية قاتلة : الدين ! لأن قداسة ماركس أو الرموز القومية أو .. لن تصل إلى قداسة الرموز الدينية ؛ وعلى ذكر القومية والماركسية كلامى فى المقال مكتوب وكأن عالمنا لا يوجد فيه إلا دين مقابل إلحاد .. لا رأسمالية لا شيوعية لا قومية لا صهيونية لا فلسطين ... لا ... فقط دين وإلحاد .. قلت فى تعليقاتى للسيد نعيم أنه "لا يقدّم فكرا لكن فقط إتهامات لى بالفاشية والتحريض على المسيحيين" والحقيقة أنه ليس من مهامه تقديم فكر لأنها مهمة من خرج من ثقافة القبيلة ملحدا كان أو مُتدينا وسيكون الملحد الأقرب والأصلح لأنه تجاوز أكبر القداسات أى "شيخ الدين" وقد يكون المتدين "الغير بدوى" أصلح بكثير للمهمة من ملحد بدوى شيوعى أو ملحد بدوى قومى مثلا : الأصلح لتقديم الشموع التى ستنير ظلمات بداوتنا هو العلمانى ، لتعرفوه أهجموا على قدس أقداسه ، إذا "كفركم" أو "هرطقكم" أو "فاشستكم" فاعلموا أنه بدوى لا يزال يسير مع قطيع قبيلته .. وعن قول أحد المعلقين لى "هل الملحدين على رأسهم ريشة ؟" أقول : وحده العلمانى من أخذ كل الريش والملحدون هم الأقرب للعلمانية ..
لنأخذ وقفة مع قول بدوى آخر ظاهره علمانى وحقيقته أنه بدوى صحراوى بإمتياز .. يقول "كل من يكتب او يتكلم بشمولية ويعتقد أنه على الحق المطلق بدون امتلاك البراهين القاطعة على إثبات كلامه فهو أحد اثنين : أما غبي جاهل أو عنصري فاشي" .. لنلاحظ أولا مجافاة هذا القول للواقع فالمتدينون والملحدون يعتقدون أنهم على الحق "المطلق" ويكتبون بشمولية ويدّعون إمتلاك البراهين القاطعة على إثبات كلامهم لكن من كان خارج قبيلتهم يخطئهم فمن سيحكم هنا ؟ ، وكنتيجة نجد حكما يصدر بأن المتدينين والملحدين إما أغبياء جهلة أو وهنا المشكلة عنصريين فاشيين ! .. هذا القول البدوى لا علاقة له بالعلمانية وهو قول بدوى لأنه يحكم على كل مخالف بالفاشية ، إفترض يا سيدى المتدين وأنت مسيحى أنى أحكم عليك وعلى المسلم معك بالفاشية لأنك تزعم أن عذراء حملت من دون رجل وتروج لهذا المعتقد الذى ليس لك عليه دليل ؟ ستجيب أنك لا تفرضه ، أجيبك أولا أن المسلم يفرض لك معتقدك هذا لأنه يحكم وأنت لم تعترض على ذلك وثانيا لأنك بدون سلطة ولو حزتها لفرضته ودليلى منك أنت : أولادك الذين فرضت عليهم دينك ، بأى حق ؟ عد إلى الثقافة القبلية ستفهم أنك ترى أن أبناءك ملكك وليس لهم خيار إلا ما قررته لهم فى حين أن أبناءك مسؤولية وليسوا ملكية خاصة لك وكلامى ينطبق علينا كلنا ؛ إذن أنت "عنصري فاشي" و"غبى جاهل" فهل يرضيك ؟ وجوابك طبعا سيكون لا فأى مجتمع هذا الذى سنؤسسه بقاعدتك البدوية هذه ؟ كل قبيلة تصف الأخرى بالغباء والجهل أو تكفرها - والتكفير تحت العلمانية إسمه "عنصري فاشي" - ، تكفرها فتبيدها ؟ ستقول لى ألم تقولى فى مقالك أن "خرافة" الإله "فكرة طفولية بدائية" يعنى نحن "مخرفون وفكرنا طفولى بدائى" فأجيبك ألم أقل لك أننا كلنا "بدو" ومقالى هذا وقفة صريحة مع الذات ودعوة لى ولك لنتحرر من البداوة ..
لنعد إلى الثقافة القبلية التى لا قيمة فيها للفرد ولا لرأيه وأى خروج منه عن أعرافها يقتل أو يُنفى فيفنى فى الصحراء سنفهم سهولة التكفير عند البدوى ومقابله فى العلمانية سهولة الإتهام بالفاشية ، وإذا كفّرنا أحدا وأخطأنا لا يهم سنعتذر له وهذه الثقافة البدوية نراها بوضوح فى قول السيد نعيم بعد تكفيرى والإفتاء بإعدامى " .. وسنعتذر إليك" هكذا وبكل بساطة ، بل بالعكس عندما نعتذر نصبح متواضعين وأجلاّء ونُشكر لذلك ! ..
أتوقف قليلا مع ثقافة الإعتذار البدوية هذه وأذهب إلى تثنية 22 : 13-18 "اذا اتخذ رجل امراة و حين دخل عليها ابغضها 14 ونسب اليها اسباب كلام واشاع عنها اسما رديا و قال هذه المراة اتخذتها و لما دنوت منها لم اجد لها عذرة 15 ياخذ الفتاة ابوها وامها ويخرجان علامة عذرتها الى شيوخ المدينة الى الباب 16 ويقول ابو الفتاة للشيوخ اعطيت هذا الرجل ابنتي زوجة فابغضها 17 وها هو قد جعل اسباب كلام قائلا لم اجد لبنتك عذرة وهذه علامة عذرة ابنتي و يبسطان الثوب امام شيوخ المدينة .. 20 ولكن ان كان هذا الامر صحيحا لم توجد عذرة للفتاة 21 يخرجون الفتاة الى باب بيت ابيها و يرجمها رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت لانها عملت قباحة في اسرائيل بزناها في بيت ابيها فتنزع الشر من وسطك" .. هذه النصوص شرعت لفكر بدوى قضى على وجود المرأة كإنسانة عاقلة كاملة وحوّلها إلى مجرد "غشاء" وهذا الغشاء - الذى قد تولد دون أن يمنحه إليها إله هذه النصوص - يساوى حياتها و"شرفها" و "عرضها" وهذا الفكر اليهودى المتخلف تبنته المسيحية المتخلفة وزادت عليه حيث أن أساس العقيدة كلها مبنى على عذراء .. أذكر هنا جرائم الكنيسة الأرثودوكسية المصرية بإجبار الفتيات المقبلات على الزواج على القيام بكشوف عذرية قبل إتمام محضر الخطوبة وإلا لن يكون هناك أى مراسيم خطوبة وبالتالى لا زفاف ويتم هذا خصوصا فى الصعيد ، الإسلام المتخلف تبنى نفس الثقافة وزاد فقهاؤه على مرّ العصور فى تمجيد هذه الثقافة حتى صارت مقدسة وصار ذلك الغشاء شرف أمّة بأسرها .. وأذكّر أن كلامى عن ثقافة الإعتذار البدوية وسط ثقافة قبلية لا قيمة للفرد فيها ولمتاعه أى المرأة .. الطعن فى "عرض" إمرأة تعيش فى مجتمع كهذا يساوى قتلها فماذا ستنفعها إعتذارات الطاعن ؟ ، ثقافة الإعتذار البدوية هذه والتى نفتخر بها أصّلت لها أقوال عف عليها الزمن كحديث محمد "مَن إجتهد ولم يصب فله أجر واحد ومَن إجتهد وأصاب فله أجران" : إجتهدت فرأيتكِ "غير عفيفة" لكنى إكتشفت خطئى فاعذرينى ، إجتهدت فرأيتكِ "فاشية" لكن بعد تمحيص إكتشفت أنكِ سمن على عسل فأقدم إعتذاراتى الحارة ! فلنراجع هذه الثقافة بعلمنتها ووضع خطوط حمراء للحد من إحتقار الفرد فى قبيلتنا وقبائل الآخرين .. السيد نعيم من رواد هذه الثقافة والإتهام بالفاشية والعنصرية عنده كشربة ماء وأؤكد مرة أخرى على أن الإتهام بالفاشية والعنصرية = التكفير = القتل وأعطى مثالا على ذلك كل الأحزاب القومية فى أروبا التى أسقط لها كل إعتبار فقط بوصفها ب "الشوفينية" "العنصرية" "المتطرفة" ، والظاهر أنه متخصص فى إكتشاف الملحدين "الفاشيين" حيث قال لى "وأظنك تذكرين معركتي مع أحد الفاشيين الملاحدة . أبينكما اختلاف؟ فيم؟ " : لاحظوا سهولة الإتهام بالفاشية عنده وهو "مواطن ألمانى" ويعلم جيدا نتائجه ومع ذلك لا حرج عنده فى إستعماله ولو سألناه عن تكفير الإسلام البدوى للمسيحية البدوية فى مصر لرفض ذلك قطعا ، الباء فى الفكر البدوى تجر فى إتجاه واحد هو إتجاه مصلحة القبيلة أما باقى القبائل هى عدو لا قيمة له فلنتأمل جميعنا ولنراجع أنفسنا . أترك للقراء شيئا من أمثال السيد نعيم التى يظن أنه يعلّم بها ربّما كإلاهه ولاحظوا المواضيع - قتل - والأحكام التى يصدرها وبكل بساطة وكأنها شربة ماء - السجن مدى الحياة - "حكم القاضي على السيد ملحد بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل رجل في الصين ، اعترض السيد على قرار القاضي وأثبت له أنه لم يكن في الصين وقت وقوع الجريمة. ولكن القاضي لم يتراجع عن قراره . قال له: أعلم أنك لم تكن في الصين وقت وقوع الجريمة ولكنك لو كنت في الصين لكنت قاتل الرجل" ولاحظوا "العدل الإستباقى" ! والقصة كلها مبنية على "لو" ، المهم أن الأستاذ ملحد حكم عليه السيد نعيم ب "الفاشية" و "التطرف" مثلى وبعد أن طالبه الأستاذ ملحد بالإعتذار منى أجاب السيد نعيم "لن اعتذر من السيدة الكاتبة إلا إذا أبديت موافقتك على قرار المحكمة القاضي بحبسك مدى الحياة بعد أن ثبت لديها أنك لو كنت في الصين لكنت قاتل الرجل." وكأنه يقول على الأقل أضمن التخلص من أحدكما إلى الأبد ، وأرجو هنا من السيد نعيم وممن يحملون فكره أن يفهموا جيدا أهم أهداف مقالى هذا : فقط دعونى أتكلم لا تقتلونى وما عدا ذلك ولا يهمكم أنا له .. كله .


مقدمة قصيرة لموضوع طويل : البداوة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا تريدين
nasha ( 2017 / 9 / 19 - 01:57 )
هل تصدقين يا هيام انا لم اتحمل قراءة مقالك كله الى النهاية كاملا؟
هذه جعجعة دون طحن . انتِ مشوشة متناقضة لا تعريفين ماذا تريدين
انتِ لستِ فاشية ولستِ عنصرية ولستِ غبية ولكنك تائهة لا تعرفين ماذا تريدين
تقولين: التوحيد عنصرية وإقصاء للآخر
اذا كان التوحيد عنصرية واقصاء الاخر فمنطقيا سيكون التفريق محبة وسلام على الاخر... اليس كذلك ؟..... اليس هذا تناقض؟
الوحدة الانسانية هي الخلاص للبشرية وليس التشرذم والفرقة والعنصرية
العنصرية هي مرض البشرية الفتاك.
ما يدعو له يسوع المتهلين هو: (التطوع دون اكراه ) للمحبة والتسامح والسلام والتضحية .
من الاخر هل لكِ ان تدلينا على مبادئ اخلاقية احسن وارقى من مبادئ يسوع المتهلين ؟؟؟
بالمناسبة من اين اتيت بكلمة (المتهلين)؟
تحياتي


2 - العلمانية كلام حق اريد به باطل
حسام الحكيم ( 2017 / 9 / 19 - 13:03 )
العلمانية هي فصل الدين عن الدولة و ظهرت هذه الفكرة في اوروبا لابعاد الكنيسة و رجال الدين عن الحكم و منع اقحام تعاليم الدين في قوانين الدولة و كلمة العلمانية مأخوذة من التقسيم الكنسي للناس في المجتمع المسيحي الى العلمانيين ( الناس العاديين ) و الى الكهنوت ( الروحانيين ) و العلماني حسب المفهوم الكنسي يقصد بهم الشخص العادي خارج السلك الكهنوتي المنشغل بأمور هذا العالم و لا يتخصص في الأمور الروحية الدينية بينما رجال الدين ليسوا علمانيين لانهم مهتمون ومتخصصون بالامور الروحية و سياسيا العَلمانية تعني ان يكون الحكم بيد العلمانيين و ليس بيد رجال الدين و تكون قوانين الدولة ليست من الضروري بان تتطابق مع الدِّين المسيحي ، و في الدولة العلمانية يتساوى الناس امام القانون مهما كان جنسهم و دينهم و العلمانية لا تعني الإلحاد و الشخص المسيحي يمكن ان يكون علمانيا بدون ان يخالف عقيدته المسيحية لان المسيحية ليست دين و دولة بينما المسلم المؤمن لا يمكن ان يكون علمانيا لانه يخالف تعاليم عقيدته الاسلامية و لان الاسلام يحتم على اتباعه الجهاد و اقامة الدولة الاسلامية و الاسلام لا يتساوى فيه الذكر و الأن


3 - العلمانية كلام حق اريد به باطل
حسام الحكيم ( 2017 / 9 / 19 - 13:11 )
الشخص المسيحي يمكن ان يكون علمانيا بدون ان يخالف عقيدته المسيحية لان المسيحية ليست دين و دولة بينما المسلم المؤمن لا يمكن ان يكون علمانيا لانه يخالف تعاليم عقيدته الاسلامية و لان الاسلام يحتم على اتباعه الجهاد و اقامة الدولة الاسلامية و الاسلام لا يتساوى فيه الذكر و الأنثى و لا المسلم مع غير المسلم ، العلمانية ظاهريا لا تحارب الدين و لكن من الناحية العملية انت لا يمكنك ان تكون محايدا تجاه عقيدة تعارض توجهاتك ، العلمانية الحالية المطبقة في اوروبا و التي ابتدأت مع الثورة الفرنسية هي ليست حيادية تجاه الدين بل هي ضد الدين المسيحي تحديدا و الثورة الفرنسية التي هي أساس العلمانية حاربت المسيحية و اعدمت الكثير من رجال الدين ، العلمانية سبقت الماركسية في محاربة الدين المسيحي و كلتا العقيدتين العلمانية والشيوعية أسسهما اليهود الذين عرفوا كيف يستغلون التصرفات الخاطئة لرجال الدين و البابوات و قيصر روسيا و حاشيته من النبلاء الأغنياء لتحميل الدين نفسه مسؤولية عدم العدالة و تنفير الناس الفقراء من الدين و تحريضهم ضد الملك في فرنسا و القيصر في روسيا


4 - للسادة المعلقين الكرام ..
هيام محمود ( 2017 / 9 / 19 - 13:33 )
سأتغيب فى الأيام القادمة فأعتذر مسبقا عن عدم الرد على تعليقاتكم وأود التأكيد أن هدف المقال هو فضح فكرى صحراوى تكفيرى إقصائى متستر برداء علمانى مزيف ، المقال يقول : دافع عن معتقدك بأى طريقة تريد إلا طريقة واحدة ممنوع عليك منعا باتا إستعمالها : لا تسكت مخالفك ..
خروج كل -بدوى- من قطيعه ضرورة حياتية اليوم لكى يستطيع أن يفهم أن من ينقد -شيخه- لا يريد إفناء القبيلة لكن إخراجها من تسلط وإستغلال -الشيخ- وإن لم يستطع ذلك فعليه أن يفهم أنه لا يحق له بأى حال إسكات من ينتقد بتكفيره أو هرطقته أو إتهامه بالعنصرية والفاشية ..
تعمدت إستعمال أقسى الألفاظ مع المسيحية ليفهم المسيحى أن المسيحية مثلها مثل أى دين لا قداسة ولا حرمة لها ، الحرمة والقداسة الوحيدة تعطى فقط للمسيحى .. للملحد لا للإلحاد .. للمسلم لا للإسلام .. لليهودى لا لليهودية .. للإنسان لا للمعتقد : المعتقد فكر والفكر يُنقد دون هوادة .. إذا كفرنا قتلنا الإنسان : الإنسان هو المقدس الأول والأخير ، فلتذهب كل الأفكار إلى الجحيم إذا كانت ستجعلنى أفنى أخى الإنسان ..

اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا