الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعايير الغربية لحقوق الانسان

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 9 / 19
حقوق الانسان


تعودنا منذ عقود على ترديد حكام مصر لبعض العبارات من قبيل "الشعب غير مؤهل للديمقراطية" "الشعب لا تتناسب معه المعايير الغربية لحقوق الانسان" وكلما قرأت عبارات من هذا النوع لمست مدى احتقار هؤلاء لأبناء الشعب المصري وأن الطريق مازال طويلا لينال هذا الشعب الحكومة التي يستحقها.

هؤلاء يتعاملون مع ابناء الشعب باعتبار أنهم كائنات دنيا لا يملكون الوعي للاختيار ولذلك يجب ان نصادر حقهم في اختيار من يمثلهم ويحكمهم ونقمع أي محاولة لنشر الديمقراطية ونعيق وجود أي ضمانات لانتخابات نزيهة، فالشعب القاصر الجاهل الغير واعي قد يختار من يتعارضون مع "مصالح البلد العليا" التي هي مصالح الطغمة الحاكمة، والتي لم تجد غضاضة أبدا في الإتجار بأي شئ وكل شئ بداية من خامات وثروات البلد لأراضيها لآثارها وحتى لحوم ابنائها بعد أن وصلت تجارة الأعضاء لحد فاضح واصبحت اجساد المصريين محل تجارب شركات صناعة الدواء.

ليس على الغرب أو المؤسسات الدولية الاعتراض على القتل والتعذيب والاخفاء القسري الذي يطال في الغالب الأعم الواعين والنابهين من ابناء الشعب المصري وهذا النوع هو من تطارده السلطات وتكره وجوده لأنه اذا انتشر وبدأ في نشر الوعي وبثه فيمن حوله فلن يكون لبضاعتهم قيمة ولن يتمكنوا من مصادرة حق الشعب في الاختيار.

على السلطة أن تنشر الجهل والتضليل والتعتيم، وتقيم علاقات واتفاقات مشبوهة ليست في مصلحة الشعب من أجل الحفاظ على وجودها ومكتسباتها وحتى لا ينازعها فيها أحد.

فإذا كنت لا تدرك على مستوى القول والفعل والوعي الداخلي أن البشر متساوون ولهم نفس الحقوق فكيف يمكن ان تكون حاكما صالحا للحكم؟

حقوق البشر لا تعتمد على موقعهم أو سلالاتهم فهي أمر يتعلق بتبعيتهم للجنس البشري وأينما كنت وكيفما كنت، فليس من حق أحد انتزاعها منك، فالجهاز العصبي واحد في الشرقي والغربي والشعور بالألم واحد في الشرقي والغربي، كيف يكون التعذيب والتنكيل وتلفيق التهم مسموح للشرقي وحرام على الغربي؟

كيف يكون الاخلال بالقوانين التي وضعتها الدولة والدساتير التي اقسم على احترامها الحكام أمر مسموح به ومقبول في الشرق وممنوع بحسب المعايير الغربية؟

عندما تفقد الدولة احترامها للحقوق والقوانين تتحول الى عصابة اجرامية مسلحة وتفقد مشروعية وجودها.

والى أن يعلم حكام مصر أنهم يحكمون شعب من البشر لهم حقوق البشر، وأن تداول السلطة ومحاسبة المسؤولين أحد أهم هذه الحقوق لن ترى مصر استقرارا.

ان الاكتفاء بالتنكيل والقهر والزج بمن يعترضون في السجون لن يحقق لكم الاستقرار المنشود ستظلون تتقلبون فوق جمر ملتهب وحتى يأتي اليوم الذي يشتعل فيه حريق ليس بمقدوركم اطفاءه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا


.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د




.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر