الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللجوء بين الإرهاب و الإنسانية

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2017 / 9 / 19
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


جماعات الإرهاب والتطرف بعد أن دمرت غالبية دولها العربية و أشبعتها بالرصاص والذبح والمفخخات ونثرت جثث القتلى في كل بقعة من تراب أوطانها , هاهي تستخدم ورقة اللاجئين لتصدير إرهابها عن طريق حشو جماعات اللجوء المسالمة ببعض القتلة من أنصارها المتخفيين باسم اللجوء للقيام بإعمال إجرامية بشعة في دول الاستقبال الأوربي , التي تؤمن بأن اللجوء هجرة إنسانية للبحث عن الأمن والمساواة والعدل , بينما ألقتله من جماعات الإرهاب لا تؤمن بهذه المفاهيم وطريقه اللجوء بالنسبة لها , تعني الوصول إلى الأبرياء وتصدير الرعب و الإرهاب و القتل لهم وزعزعة امن واستقرار بلدانهم و عواصمها , التي استقبلت اللاجئين وسكانها فتحوا أبوابهم بصدر رحب لإيمانهم بضرورة مساعدة اللاجئين الفارين من توحش الإرهاب و من ظلم الأنظمة الديكتاتورية , وهم لا يدركون أن بين اللاجئين تختبئ ذئاب بشرية .
لقد أصبحنا نسمع شبه يومي عن عملية دهس وطعن وتفجير في المدن والعواصم الأوربية في باريس ولندن ومدريد وبروكسل وموسكو و هلسنكي و للأسف أن من يقوم بتلك العمليات الإرهابية هم بعض من الشباب المسلم المهاجر القديم والمستقر أو من بعض الشباب الجدد المتقمص دور اللاجئ , الذين احتضنتهم الشعوب الأوربية بكل طيب خاطر وأسكنتهم في أراضيها , و رغم كثافة أعداد اللاجئين , إلا أن هذه الشعوب استقبلتهم أفراد وجماعات وعائلات بكل احترام وتقدير لمجازفتهم بحياتهم عبر السفر فوق الصحاري و البحار للوصول إلى الأمان والحياة الكريمة و هو ما توفره هذه الشعوب وما تكفله قوانينهم ودساتيرهم وأخلاقهم .
هناك الكثير من الأسئلة , التي تدور في ذهني دون أجوبه ثابتة , والبعض الأخر من هذه الأسئلة أجوبتها وفك شفرتها بسيط و واضح ولكن تُترك دون حل يحيطها الغموض فمثلاً , إلى متى ستصبر و تتحمل الشعوب الأوربية المسالمة توحشنا و أراهبنا وجرائمنا على أراضيها ؟ لماذا نلوم تنامي دور اليمين المتطرف في أوربا ضد العرب والمسلمين , إذا كان غالبية منفذي العمليات الإرهابية في أوربا من أصول عربية ومسلمة ؟ من أين هذا الكم الهائل من التخلف والجهل والكراهية المنتشر في دولنا ؟ لماذا زادت قوة التوحش في الثقافة والتربية العربية في العقدين الأخيرين؟ لماذا وصل بعض الناس منا وفينا إلى هذا المستوى من الإجرام والانحطاط ؟ لماذا هناك تخاذل قي تصحيح هذه الثقافة المدمرة من قبل الحكومات والشعوب والنخب المثقفة العربية ؟ ومن يتحمل مسؤولية الخصومات والنزعات والقتل وتصدير ألقتله من دولنا إلى الشعوب المسالمة ؟ أين دور الجاليات العربية والمسلمة ومساهمتها في عملية تنظيف و فلتره المجتمعات الأوربية , التي تعيش فيها من رجس التطرف والمتطرفين والإرهاب ؟ لماذا الأجهزة الأمنية الأوربية بعد كل عملية إرهابية تصرح بأن المجرم كان على قائمتها الأمنية , بينما تتركه يتحرك ويلتقي بمجموعته الإرهابية يخطط وينفذ بحرية , ومن ثم تقوم بملاحقة واعتقال بقية أفراد الشبكة الذين كانت تعرفهم ايضاً مسبقاً ؟ لماذا الإرهاب يضرب أوروبا الغربية وشبه غائب عن الشرقية ؟
أن المذنبين في مصائبنا وفي انتشار الإرهاب في دولنا وتصديره إلى دول العالم الأخر كثيرين و لا استثني دوائر الاستخبارات بكل إشكالها وحتى تبني بعض قادة الدول الغربية سياسة خاطئة تجاه الشعوب العربية وتقديمها الغطاء السياسي لبعض الأنظمة السياسية القمعية و لقادة التطرف الإسلامي , ولكن تظل الديكتاتوريات الفاسدة وتجار الدين والجهل والفقر والبطالة في مجتمعاتنا هي أهم الأسباب الرئيسية في دمارنا وتخلفنا , ففي اغلب البلدان العربية أن سرت في شوارعها وتحدثت مع العامة ستجد نفس التخلف والانقسامات الاجتماعية والسياسية والدينية , التي تتشابه مع أوضاع بلدك وشعبك وهي ليست صدفة , وإنما نتاج غياب الديمقراطية واحترام الإنسان والاضطهاد والقمع وغياب العدالة والمساواة و تعاليم غالبيتها مستمده من حملة الشهادات المزورة جهلة الثقافة الإنسانية ومن رجال فتاوى النكاح والجهاد المنتشرين في كل شارع .
اللجوء أسبابه كثيرة وعلى رأسها الحروب والنزاعات و غياب العدالة الاجتماعية والاضطهاد و اللاجئون أكثريتهم ضحايا وحمايتهم وتوفير الأمن والمأوى لهم واجب إنساني وأخلاقي , ولكن ليست على حساب امن واستقرار شعوب أخرى , ولهذا أتمنى لو أوروبا تغلق أبوابها أمام اللجوء مؤقتا لتقوم بعدها بمراجعة شاملة لسياستها وقوانينها الخاصة باللجوء والبدء بتمرير اللاجئين , الذين قد دخلوها عبر فلتر امني ونفسي وأخلاقي يصل حتى إلى السؤال عن شخصية وسلوك طالب اللجوء لدى أقاربه في بلدان المنشئ قبل يخرج من أماكن الإقامة المؤقتة يتجول في الشوارع سيراً على الأقدام حاملاً سكين أو يقود سيارة يدهس بها المارة, فالشعوب الأوربية اليوم في اشد ألحاجه للأمن و الهدوء لكي تلتقط أنفاسها من تسونا مي الإرهاب والقتل ,الذي يجتاحها , حتى تستطيع من جديد بناء جسور الثقة مع مواطني الدول العربية والمسلمة المقيمين على أراضيها .


د/ مروان هائل عبدالمولى
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر باريس حول السودان: ماكرون يعلن تعهد المانحين بتوفير مس


.. آلاف المستوطنين يعتدون على قرى فلسطينية في محافظتي رام الله




.. مطالبات بوقف إطلاق النار بغزة في منتدى الشباب الأوروبي


.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: هجوم إيران خلق فرص تعاون جديدة




.. وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 33757