الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قليل من الحكمة يا بشر... بيان عن الحياد...

غسان صابور

2017 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


قليل من الحكمة يا بشر...
بــيــان عـن الـــحـــيـــاد...

ليس الذين يفتعلون الشرور والقتل والتقتيل والأذى والخراب, هم وحدهم الذين سوف يفجرون ويخربون ويهدمون العالم... إنما أيضا هم من يشاهدونهم يفعلون.. ويسمعون أقوالهم وهلوساتهم وتبشيراتهم التكفيرية وتهديداتهم اللاإنسانية.. فيصمتون.. ملتزمين حيادا كاملا.. ولا يفعلون أي شــيء...
الحياد... الحياد ــ بنظري واعتقادي ــ يبقى اخطر الالتزامات والمعتقدات السياسية والفكرية والاجتماعية.. لأنه يعطي للمعتدي حرية ومرونة وسهولة وقوة وقناعة الاعتداء.. دون أي حساب.. ويضعف أية قوة اعتراض ضد اعتداءاته.. ويعتاد المجتمع على اللاقانون وعلى عدم النظر حيث يجب التدخل وحماية الإنسان للإنسان الآخر.. ومجتمعات اليوم.. بالغرب وبالشرق.. وبكل مكان اعتادت على الحياد وترك المجال للسلطات المعينة المأجورة أن تقرر من المعتدي ومن المعتدى عليه... لهذا السبب تعود البشرية.. إلى شريعة الغاب الحيوانية اللاإنسانية.. عدة قرون إلى الوراء.. إلى القوي الشرس الذي يأكل الضعيف المسالم مفجرا كل حقوقه وطمأنينته وأمانه... واصبح أفراد قلائل يمكنهم إرهاب مدينة مسالمة "حيادية" مفجرين أمانها واطمئنانها وسلامها وعاداتها وأعرافها.. وحتى قوانينها الديمقراطية وحرياتها المكتسبة... لأن سكانها ومواطنيها وجالياتها المختلفة اعتادت على الحياد الفكري والاجتماعي والسياسي.. ونظريات " اللي بياخد أمي.. بسميه عمي..." تاركة للحاكم المختار.. أو حتى للديكتاتور الذي اغتصب سلطة الحياديين الضعفاء.. حق قرار تصنيف من المعتدي ومن المعتدى عليه.. وعود شعبه وأمره على ترديد مقولة " وأطيعوا الله وأولي الأمر منكم"!!!...
وبما أنني منذ طفولتي وفتوتي وشبابي, كنت أرفض الطاعة.. أو ما سميتها الطاعة الغبية العمياء... وحتى أيامنا هذه.. أرفض بأيامنا أتباع الحكام كائنا من كانوا.. كقطيع الغنم إلى المسلخ... كغالب الناصحين الموظفين المحترفين المطمئنين الذين يبشرون بالحياد واتباع الحياد لتجنب المعتدين والإرهابيين والحكام.. ظانين أنهم يستطيعون متابعة مضغ "الــقــات" الذي يتبادلونه مجانا بين بعضهم البعض لترخية مخوخهم وما تبقى من ضميرهم لقياس أية حكمة...
اكــره الحياد والحياديين.. لأنهم أول اسباب أمراض المجتمع... بأي مكان بالعالم... وخاصة ببلد مولدي سوريا... لأنني رأيت كيف تحول حيادهم ــ غالبا إلى تــعــام غــبــي.. وبعدها إلى خــيــانــة...
*************
عــلــى الـــهـــامـــش :
موقع Mediapart الفرنسي المعروف بزاوية من نشرته التكميلية البارحة مساء, يحدثنا عن اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة التي افتتحت يوم الاثنين 18 سبتمبر ـ أيلول 2017 والتي سوف يشارك فيها عديد من رؤساء العالم والدول الأوروبية.. والتي حضر افتتاحها رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إيمانويل ماكرون Emmanuel MACRON والذي يحاول استعادة الاهتمام بالملف السوري.. بعد العديد من المحاولات الأممية الفاشلة والغير منتجة.. بمظاهر طرقه الجديدة الجدية.. تارة واضحة صارمة.. وأخرى عسلية ديبلوماسية.. باتصالات مباشرة مع عديد من رؤساء الاتحاد الأوروبي الحاضرين.. ملوحا.. بعد نتائج الانتصارات المختلفة ضد مقاتلي داعش في سوريا والعراق ــ على حد تعبيره أو تفسيرات Médiapart ــ "تــجزئــة Fragmentation" النتائج والمطالب...
وهنا لا نفهم ما هي تجزئة المطالب والنتائج.. هل هذا يعني أيضا.. تجزئة العودة إلى سلام كامل.. أو إلى سلام مجزأ.. حيث تبقى مدينة إدلب وضواحيها.. والغوطة وضواحيها.. بمقاتليها وسلاحهم وعتادهم وأعلامهم وانظمتهم وشريعتهم وقوانينهم ومحاكمهم وجزاريهم.. جزءا ثابتا لداعش ومقاتلي داعش وابناء داعش وأبناء عم داعش وحلفاء داعش من أبناء البلد وعشرات الآلاف المتبقين من المقاتلين المستوردين من خارج البلد؟؟؟...
لا أفهم خارطة "تــجــزئة" السيد ماكرون.. ولا اتساع أو اختصار وتحديد حدودها وجماعاتها وإثنياتها العرقية والدينية.. والتي سوف تكون إن لم تــعــد سوريا موحدة كاملة مستقلة ذات سيادة.. تملك كامل قوة قرارها وسلطتها المركزية المختارة من السوريين أنفسهم, بقوانين حضارية علمانية جديدة.. كأية دولة حضارية تابعة للأمم المتحدة.. فهذا يعني أن الدول الغربية والعربانية وغيرها التي تعاونت وتآمرت وحضرت هذه الحرب الخبيثة اللعينة المجرمة العاهرة ضد ســوريا.. ما تزال ــ ورغم انتصارات الجيش السوري وحلفائه ــ باسترداد العديد من المناطق والمدن التي احتلتها داعش بالسنوات السبعة الماضية.. وما تزال مهيمنة بقسم هام منها ــ بمساعدة نفس هذه الدول.. زائد مداخلات إسرائيلية مباشرة لدعمها حتى الأيام الأخيرة.. هذا يعني أن الحرب بأشكال مختلفة جديدة مستمرة... دون أن ندري لمتى.. وبأية أشكال ملتوية خبيثة أبعد أو أكثر... ولو تلونت مصالحها بأشكال أعنف.. رغــم لباسها الديبلوماسي بأروقات هيئة الأمم المتحدة... ولا بخطاباتها ومساعيها الظاهرة والباطنة.. والتي لم تكن غاياتها ونتائجها منذ تأسيسها لصالح الشعوب الضعيفة والمغلوبة على أمورها...
ــ خــيــار و فــقــوس
من زاوية فلسفتي ومعتقدي السياسي بأن الصمت والحياد عن الجريمة.. مشاركة مدانة بالجريمة.. الفت نظركم لما يلي :
المحامي الفرنسي ــ الفلسطيني.. أو الفلسطيني ــ الفرنسي صلاح حموري والمتزوج من مواطنة فرنسية السيدة Elsa Lefort والتي كانت تعمل بالقنصلية الفرنسية بالقدس.. عمره 32 سنة أمضى عدة سنوات بالسجون الإسرائيلية.. لأنه يعمل ومنتسب للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. والتي يسميها موقع Mediapart الفرنسي ــ خــطــأ ــ منظمة إرهابية... اعتقلته السلطات الإسرائيلية الشهر الماضي من جديد.. دون أية تهمة وثبتت محكمة إسرائيلية مجددا اعتقاله لمدة ستة أشهر لأسباب أمنية... كما طردت زوجته الفرنسية لأسباب أمنية أيضا من إسرائيل.. دون أي اعتراض من السلطات الماكرونية الحالية.. ولا من وزير خارجيتها Jean-Yves Le Drian الذي فاوض شخصيا مع الرئيس التركي رجب طيب آردوغان تحرير الصحفي الفرنسي المعتقل بتركيا Loup Bureau بتهمة الإرهاب والتعاون مع منظمات كردية سورية.. وحرر بعد اعتقال دام واحد وخمسين يوما... كما استقبل شخصيا مع الرئيس ماكرون عائلة الصحفي عدة مرات.. حتى تحريره... بينما لم تستلم زوجة صلاح حموري أية ملاحظات أو تفاسير أو مداخلات جدية من السلطات الفرنسية أو رئيس الجمهورية الحالي.. ما يزعج ولو بشكل ديبلوماسي عادي بسيط حكومة السيد ناتانياهو.. والذي فرش لـه السيد ماكرون البساط الأحمر لدى زيارته الشخصية الأخيرة لذكرى مجزرة الأطفال اليهود بمدينة Vil d’Yv من الغيستابو الألماني, أثناء انسحابهم من فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية.. بينما الرئيس ساركوزي تدخل عدة مرات من أجل صلاح حموري, أثناء ولايته, خلال اعتقالاته السابقة وتخفيف مدة اعتقالاته التعسفية... فقط نواب الحزب الشيوعي الفرنسي بالبرلمان الحالي .. هم وحدهم الذين تدخلوا رسميا من أجل السجين (الفرنسي) صلاح حموري.. لدى الرئيس ماكرون.. دون أي جواب.. ولا لزوجته بشكل واضح جدي مباشر... يعني ديبلوماسية الخيار والفقوس الجديدة... يعني الأصدقاء المدللون... والباقي " فـراطــة "!!!...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم... وخاصة للنادر القليل المتبقى من الأحرار الذين ما زالوا يقاومون ويناضلون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ من أجل الكلمة الحقيقية والحريات الإنسانية والعلمانية ومساواة المرأة بالرجل.. وضد الإرهاب والحروب.. وتجار الإرهاب والحروب... ومن أجل التآخي بين شعوب العالم والسلام الحقيقي بين البشر... وصرخة إضافية من هنا من أجل تحرير المحامي المناضل الفلسطيني ــ الفرنسي صلاح حموري.. للدفاع ضد الظلم والاستعمار والظلام... لـــهـــن و لـــهـــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي واحترامي ووفائي وولائي... وأصدق وأطيب تحيات الــرفــاق المهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو