الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكم العدالة 3

ماجدة منصور

2017 / 9 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


حكم العدالة 3
( الذي استقى الحكمة من الأصول القديمة، ذلك هو الذي سينتهي الى البحث عن ينابيع مستقبلية و عن أصول جديدة )
هكذا تحدث زرادشت.
ماهي تلك الينابيع المستقبلية و الأصول الجديدة التي إستنبطها ملالي إيران و حكامها الجدد كي يتعاملوا مع مستقبل ،هم لا يفكرون به اصلا!!
ما زال صوت أحمدي نجاد يرن في أذني وهو يتحدث عن النووي!!!فهو يرى مستقبل إيران ،يكمن في تطوير برنامجها النووي.
إنها لعنة النووي،،سيدي البروفيسور.
أما الشعب الإيراني....فليذهب الى الجحيم.
لست بالغبية كثيرا...رغم أني أتغابى في أحيان كثيرة عن سماع صوت الحق.
بالله عليك...قل لي ماذا قدمت إيران و ملاليها لشعبها أولا؟؟
هل حققت له الرفاه الإجتماعي و الأمن و السلام الذي ينشدونه ...مثلهم كبقية خلق الله؟؟
هل فاقد الشيئ..يعطيه مثلا يعني؟
أي من الدول التي تدخلت بشأنها إيران....تنعم بالخير الوفير و الأمن المستدام؟؟
على ماذا تراهن يا سيدي البروفيسور؟؟
هل تعتقد أن إيران ستعمل على رفاهيتنا و إستقرارنا بحيث نعيش في ثبات و نبات و ...نخلف الصبيان و البنات؟؟؟
كيف لعقلي أن يصدق تلك المعادلة المستحيلة؟؟
ما بين الجُبًة و العٍِمًة.....ماذا يحصل....بالذمة؟
لست بالعمياء تماما فإني ما زلت أرى,,,بعيني البجحة’’’ماذا فعلت إيران بالعراق و اليمن و سوريا و الحبل على الجَرار سيدي الأستاذ.
متى كان تدخل إيران مقدمة لخير عام؟؟
أليس من عاقل يرد على اسئلتي الرذيلة و السافلة؟؟
أعلم جيدا أنك طيب جدا و راق كثيرا...ولكننا في زمن ،،الطيبة فيه وجع و ألم مستدام استاذي.
( لتمنحنا مهلة ...و زواجا مصًغرا...كي نعرف إذا ما كنَا قادرين على زواج كبير! إنه لأمر غير هيَن و لا هو بسهل على الإطلاق أن نكون إثنين دوما معا....فخلافنا مع آل البيت هو خلاف تاريخي
وهو خلاف كبير جدا...قد إبتدأ منذ لحظة موت الرسول الكريم و نحن ما نزال نعيش تداعياته المحزنة و المميتة لغاية لحظتي و لحظتك تلك التي إنفلتت من عقال زمن الثأر و الإنتقام و الدم الذي
لم يستطع العقلاء تجفيف منابعه ليومي و يومك هذا.
إن ما تطرحه...شاعري...و سوف تعشقه نساء الأرض جميعا ...ولكن ليس بالحب وحده يحيا الإنسان.
إن التاريخ يبعث على الألم...فهل لك أن تمحو التاريخ...بعبارات نتقاذفها على الفضاء الإفتراضي؟؟
عني أنا....لا يهمني...من سيكسب من مسيرة التاريخ...ولكن ماذا عن أجيال تربت في أحضان شيوخ الفتنة و الدم!!! ماذا عن فكر دموي متجذر كابر عن كابر!!! ماذا عن صديقتي الإيرانية..
الأستاذة ميترا و التي ما زالت تعتقد أن صاحب الزمان في طريقه إلينا...كي يُبيد و يمحق و يمحو و يمسح...كل من تجرأ على أهل البيت الكريم؟؟
ما زالت (ميترا) تحمل في رقبتها ،،،مفتاح الجنة،،، الذي أعطاها إياه...السيد الخامنئي...وهو يقول لها: إن من يقتل 5 من المسلمين السُنة....سيدخل الجنة!!
حينما تتكلم عن المستقبل...فأنه حري بك...أن لا تنسى الماضي ابدا سيدي الاستاذ...ذلك أننا شعوب تُصر على العيش بماضيها الأليم لأن تلك الشعوب ما زالت تعتقد أن خير القرون...هو قرن
رسول الله!!!
إننا شعوبا تشبه الجمل كثيرا....نحن شعوبا تجتر ماضيها...و تعيش عليه !!!!
فمتى إقتلعنا الماضي من رؤوس المليارات.....حينها سنتحدث عن المستقبل سيدي البروفيسور.
عن نفسي أنا....فقد إرتحت كثيرا من الأديان و صداعها و توصلت الى قرار صارم بأني أنا (من سيحاسب الله).
عن نفسي أنا أحدثك أيها المحترم: لقد أعددت قائمة طويلة بعذابات الله...و أنا من سيحاسبه و أضعه في قفص الإتهام.
أي...نعم...لست أمزح.
وسأرى حينها من سيكون محامي الدفاع عن هذا الإله....الذي صدًع رؤوسنا و إغتال كل معنى للإنسان بداخلنا.
المجتمع البشري إختيار سيدي...و أنا قد أخترت مجتمعي الذي سأعيش ضمنه ما تبقى لي من سنوات عمري.
إنه مجتمع الغابات الإسترالية.
لو كنت قد تذوقت حلاوة مجتمعي....فأراهنك....بأنك ستسكب غالونا من البنزين على سيارتك (الفيراري) و تحرقها....لأنك ستكتشف أن كل ما تحت الشمس باطل الأباطيل ...و قبض الريح.
ها أنا أخاطبك من (الكارفان) الجميل الذي قررت أن أعيش بقية عمري به...بعد أن هجرت عهر المدينة و زيف الدولار الخسيس.
أعرف جيدا ما هو الصالح و العادل فإنه من العار أن أهدر عمري لتسوية خلافات البشر التي لن و لن تنتهي.
أعرف أن البشر سيصلبونني و سيصلبونك أيضا!!! سوف يصلبون كل من يضع قيَما جديدة و صالحة لحياتهم الدودية...و تذكر أن معظم البشر قد ألٍف العيش مع الديدان في عتمة الأرض..وظلام القبور.
إنك مبدع...لست أشك في هذا...وعما قليل سوف يقاضونك و يحاكمونك ...بل أنك ستجد أنه هناك....هناك في بلاد سارتر..من سيدعوك مجرما و مخربا....و أنا أرى ذلك بأم عيني.
أما تهمتك: إنك تضع قيما جديدة و على ألواح جديدة سيدي البروفيسور.
أنا مقتولة بأيديولوجية هؤلاء البشر...و عما قليل سأجد هيكل صليبك و قد دقوًه...الى جانب صليب من إنصلب في سابق العهد.
فأهل الصلاح و العدل...محكوم عليهم بالموت صلبا أو شنقا على خوازيق مشانقهم ايها المحترم.
ساقول كلمتي لك و أمضي لحال سبيلي: رهانك على إيران خاسر....
كما كانت رهاناتك السابقة.
أعلم أن في قلبك يكمن الخير و الحب...وأعلم أن شوقك للعدالة و الإنسانية هما دافعك..كي تحاول إصلاح ما هدًمه الأولون....ولكني سأصدقك القول: إنك لن تجد سوى الهباء....منثورا.
نحن أمة....مكتوب عليها العدم في كُتبها (المقدسة)...أي و الله....و نٍعم القداسة....فنحن ما زلنا نقدس و نصلي على من فطس منًا....وما زلنا نقيم الأضرحة على اللذين فطسوا في سبيل الله.
أين هو وطنك يا دكتور؟؟؟
اين هو وطني يا برف؟؟
هل ما زال لنا وطنا...نحًن إليه؟؟؟
أم أن خمرة ( البوردو ) الباريسية قد أسكرتنا؟؟
أعلم جيدا أنني قاسية كثيرا...فأنا كالألماس....معدني المفضل.
أنا قاسية و جارحة...و أول ما جرحت...هو نفسي التي بين جنبيَ.
( أي نذير شؤم أنت ! قال زرادشت أخيرا، إنها صرخة إستغاثة، صرخة إنسان تبدو طالعة من عمق بحر مظلم، و لكن ما الذي يهمني في اسى الإنسان؟ أتعرف ما إسم الخطيئة الأخيرة التي ما زلت
أوفرها على نفسي؟ الشفقة...نعم الشفقة: أجابه الرائي بصوت صاعد من أعماقه المضطربة وهو يرفع ذراعيه، _ أي زرادشت، إنما جئت كي أستدرجك الى خطيئتك الأخيرة) هكذا تحدث زرادشت.
سيدي البروفيسور: كنت أود أن أتحدث إليك...لكن رفاقي و رفيقاتي...ينادونني...كي استعجل الذهاب الى صيد السمك...فنحن قد قررنا أن يكون عشائنا...هو سمك...فلابد لي من تلبية الدعوة الى
العشاء الأخير...ففي قادم الأيام...ساذهب كي أقضي بقية عمري مع قبائل الأبوروجيني.
أما عن إنسانك الأعلى...ففتش عنه بعيدا عن أمم الأرض ( المتحضرة).
هنا أقف
من هناك أمشي
حظا موفقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على