الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا إلهي أليس الكون صغيرًا؟!

فريدة موسى

2017 / 9 / 21
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الفكر الإنساني متغير وعليه فإن القيم الإنسانية أيضا متغيرة لذا لا يمكن الجزم بأن مقياس الصواب والخطأ ثابت فلو أخذنا أحد الأمثلة المتعلقة بحقوق المثليين أو حق تقرير المصير فيما يتعلق بفكرة الموت الرحيم لأصحاب الأمراض الميأوس من علاجها فسنجد أن الاختلاف الصارخ في رأي المجتمعات حيال مثل هذه القضايا يعد دليلًا دامغاً على أن التغير هو القيمة الفكرية الثابتة بل والمطلقة.
لذا فإن المجتمعات التي رفضت التغير عبر العصور قُدر لها الفناء بصورة تصل إلى حد المأساوية أحيانًا.
لستم مطالبين بتبني كل الأفكار المطروحة ولكن حتمية الموقف التاريخي تقتضي على أقل تقدير بأن تحترموا حرية الآخرين في تقرير مصائرهم ومادمتم لستم في محل إعراب صناعة التاريخ فلتتنحوا جانبًا ليمر موكب الانسانية إلى ما قدر له وفقًا للمعطيات الآنية!!
لطالما حدد الأقوى مصير التطور بغض النظر عن كينونة هذا التطور فالتاريخ قدم للإنسانية أمثلة متعددة لأمم قادتها للعلم والفكر وأمم أخر قادتها للدمار والهلاك ولكن دورات الحياة المتتالية أكدت على مبدأ التأرجح التبادلي بين السيء والجيد بين الجميل والقبيح بين الخلاق والمتخلف ومما لاشك فيه أن دروس التاريخ عظيمة في هذا الشأن ولكن الإنسان الذي دون التاريخ هو نفسه الذي زيفه لذا ليس صعبًا عليه من وقت لآخر أن يتمرد على كل القيم التي يعرف جيدًا أهميتها القصوى للبقاء كما أنه ليس مستحيلًا عليه أيضًا أن ينقلب على ما دونه من حقيقي أو مزيف.
الإنسانية تعرف أو لا تعرف طريقها للبقاء أظن ان هذه الفكرة لم تعد معضلة هذا العصر إنما المعضلة الحقيقية هي كيف ستكون صورة الصراع البشري في مواجهة كل الكشوف العلمية التي من شأنها أن تهدم الكثير من الأفكار العتيقة وتدخل في صدام عنيف مع معتنقيها ومما لا شك فيه أن شكل هذا الصدام يتجلى حاليًا في أعنف صوره فكل تلك الحروب التي تحزم كوكب الأرض بحزام ناري دموي ليست إلا المرحلة الأولى لصدام مصيري ينبئ ببشاعة المرحلة وخطورة نتائجها.
وأغلب الظن أن السباق الإنساني لبلوغ أعتاب العالم الجديد لن يتوانى عن ازاحة كل هؤلاء الذين سيتصدرون المشهد حاملين أفكارًا لن تتسق مع فكرة كوكب الأرض في مواجهة باقي الكواكب فالمريخ الذي ينتظر ساكنيه سيصبح في وقت ما قومية في مواجهة الكوكب الأم الذي يدعى الأرض ولا ننسى أن نتذكر في هذا الشأن دولة امريكا التي بدأت طريقها للحياة في العصر الحديث كدولة تستقطب المهاجرين من العالم أي انها بدأت كامتداد للعالم فلنتأمل وجودها الآن وكيف أصبحت دولة في مواجهة العالم هكذا سيكون الحال بعد عقد أو عقدين على أكثر تقدير فيما يتعلق بغزو الإنسان إلى الفضاء.
عزيزي القارئ انا الآن ابتسم واردد يا إلهي أليس الكون صغيرًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال


.. أوروبا تسعى لشراء أسلحة لأوكرانيا من خارج القارة.. فهل استنز




.. عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران.. وتساؤلات حول جدواها وتأثير


.. خوفا من تهديدات إيران.. أميركا تلجأ لـ-النسور- لاستخدامها في




.. عملية مركبة.. 18 جريحًا إسرائيليًا بهجوم لـ-حزب الله- في عرب