الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأختار شعبي

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 9 / 21
حقوق الانسان


كنت قديما اتعجب مما يفعله النظام البحريني بمعارضيه، حيث أقر هذا النظام مبدأ عجيب للغاية في التعامل مع المعارضة بانتزاع جنسيتهم والتي هي حق لكل انسان في كل المواثيق، ويأتي ذلك بالتزامن مع فتح باب التجنيس على مصرعيه للهنود والباكستانيين والسودانيين وغيرهم من الجنسيات التي تظهر ولاءا للنظام وتنخرط في صفوف الجيش والشرطة للمشاركة في تثبيت دعائمه.
وبذلك يختار النظام شعب موالي له في حظيرته الخاصة بدلا من أن يختار الشعب الحكومة التي تناسبه كما هو الحال في دول العالم المتحضرة.
وقد يبدو هذا الأمر سهلا وميسورا في دويلة صغيرة لا يزيد تعداد مواطنيها عن نصف مليون شخصا ولكن لا اعرف حقا كيف سيكون الحال اذا ما حاول نظام يحكم 90 مليون مواطن تنفيذ مثل هذه الاستراتيجية الحمقاء في التخلص من الأصوات التي تعارض ما ينفذه من اجندات داخلية وخارجية لا تصب بأي حال من الأحوال في صالح الغالبية العظمى من الشعب أو في الصالح العام للدولة.
لم تكتفي هذه الأنظمة بالتعذيب والمطاردة والتنكيل والتشهير، ولكن كان عليها أن تمعن في اذلال المواطنين وقهرهم بانتزاع حتى جنسياتهم لمجرد المطالبة بحقوقهم المشروعة التي اصبحت احلام بعيدة المنال في ظل حكومات اعتبرت أن البلاد والعباد ملكا خالصا لهم من دون الناس لا ينازعهم فيه أحد.
لم تعد هذه الأنظمة مستعدة للاستماع لصوت الحق والعقل مهما كان خافتا فأغلقت القنوات والصحف والمدونات وحظرت مئات المواقع الالكترونية وزجت في السجون بعشرات الألاف من المواطنين بلا جريرة الا أن طالبوا بأدنى حقوقهم الأدمية، وحان الوقت الأن للتخلص تماما من المعارضين بتجريدهم من جنسياتهم وانكار وجودهم.
وطالما أن هؤلاء يهمهم فقط أمن وسلامة المواطن الاسرائيلي، وطالما أن هؤلاء يزورون اسرائيل سرا وعلنا، وطالما أن هؤلاء يطالبون بالتماهي مع اسرائيل وعمل علاقات دبلوماسية وتجارية معها ويقبلون ان يكونوا جزءا من الشرق الأوسط الكبير الذي تم التخطيط له في واشنطن فليفعلوا ما يشاؤوا في شعوبهم وبلدانهم أمنين من أي محاسبة.
اقتلوا وانهبوا وانتزعوا الجنسيات، اسيلوا الدماء وانشروا الكذب والجهل والمرض بين ابناء شعوبكم ولا تخشون بأسا ولا عنتا، فأنتم في حماية اساطيل أمريكا.
هذه الأنظمة وصفها الراحل الحاضر محمود درويش في قصيدته "خطب الديكتاتور الموزونة" وصفا دقيقا حين قال:
سأختار شعبي
سأختار أفراد شعبى ،
سأختاركم واحدا واحدا من سلالة
أمى ومن مذهبى،
سأختاركم كى تكونوا جديرين بى
إذن أوقفوا الآن تصفيقكم كى تكونوا
جديرين بى وبحبى ،
سأختار شعبى سياجا لمملكتي ورصيفُا
لدربي

ان التوافق في أساليب القمع بين الدول العربية لهو أمر مثير للدهشة حقا، وكأنهم يقرأون من كتاب واحد، الا ليت مثل هذا التعاون العظيم في النشاطات الأمنية التي تهدف الى قمع وتدجين المواطن العربي كان له مقابل في النشاطات الاقتصادية وفي الصحة والتعليم وما يفيد المواطن العربي .. ليت !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. اعتقال سيدة اصطحبت جثة رجل إلى البنك لسحب أموال ق


.. الأمين العام للأمم المتحدة: يجب دعم إنشاء دولة فلسطينية مستق




.. الأمين العام للأمم المتحدة: العمليات الإسرائيلية في غزة خلفت


.. -اليونيسف-: طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة




.. العربية ترصد الواقع المأساوي للاجئين السودانيين في تشاد