الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمن المواطن الإسرائيلى

شريف مانجستو

2017 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خرج الرئيس المصرى - عبدالفتاح السيسى مؤكداً على ضرورة بدأ عملية السلام بين الفلسطينين و الإسرائيلين . و ذلك فى ظل حالة التداعى الحاصل للتنظيمات المتطرفة فى العراق و سوريا ، و بزوغ ملامح انشقاقات فى الجسد العربى القومى . حيث زادت مطالبات الأكراد فى العراق و سوريا بالاستقلال عن الدولة المركزية .

كل هذه الأحداث التى تتدافع على محيطنا الإقليمى كانت نتيجة طبيعية للربيع العربى ، الذى حطم أى حُلم حقيقى قد يساور أى مواطن عربى فى الحرية والعدل الاجتماعى و الاستقلال الوطنى . فالإرهاب كان حاجزاً بمقعده فى المشهد و مستكيناً و مُستنداً على تاريخ عريق من الرجعية و التحريض ضد الأقليات و ضد الدولة الحديثة . فخلق هذا الإرهاب تقزيماً للوضع الإقليمى العربى ، وتضخيماً لأطراف مُحيطة بالوطن العربى أو مزروعة عُنوة فى محيطنا البائس . و هنا أتحدث عن تركيا و إيران و إسرائيل .

فتلك الدول - الكيانات تعاظمت قدراتها و أدواتها فى المحيط العربى . و اليوم لن أتحدث عن الدور التركى أو الإيرانى ، بل سأتحدث عن إسرائيل .

ذلك الكيان الاستعمارى الذى نشأ فى وادينا الآسن المريض ، بدوافع توسعية معروفة . لقد مارس هذا الكيان أبشع أنواع القتل والتعذيب والتهويد و التشريد والهدم الممنهج لمنازل الفلسطينين . ناهيك عن جرائمه ضد الشعب اللبنانى و فى سوريا و فى سيناء .

هذا الكيان يعيش الآن فى راحة ـ بينما العرب جميعاً مُعذبون . و سر عذاب العرب هو الجهل .

الجهل هو الذى جعل العرب يُسلّمون رقابهم لأنظمة حاكمة مُستبدة و مُعادية للحق فى الحياة و حرية التعبير .

الجهل هو الذى جعل العرب يخضعون بعقولهم و بقلوبهم لكهنوت دينى ، يذهب بآرائه بهذا إلى جهنم ، وبهذا إلى الفردوس !!..

إذا أردت أن ترى الفارق الحقيقى بين العربى الخاضع لأحط الأنظمة ، و بين البريطانى الذى انتزع حقوقه عبر ثورات للنبلاء و عبر الانقلاب الصناعى و التأثير العنيف لبرجوازية فرنسا الثورية . فستبكى بدلاً من الدموع دماء .

فالمواطن البريطانى رفض إعادة انتخاب تشرتشل فى أول انتخابات برلمانية بعد انتصار بريطانيا على الفاشيت والنازى فى الحرب العالمية الثانية . رفض تشرتشل لأنه لن يُقدم له الخير و النماء المُنتظر ، لأن تشرتشل رجل للحرب وليس رجل للبناء !!!..

بينما نحن نبكى على كل ديكتاتور فاسد ، وكل مُستبد فاسد ، و نرى السوريون فى دمشق يصرخون و يهللون لبشار الأسد ( الذى ساهم فى قتل السوريين و خسر 80 % من معاركه تقريباً !!).

لذلك إسرائيل تفعل بالعرب و بالفلسطينين ما تريد ، و تدافع عن مواقفها السياسية و الاقتصادية بالطريقة التى تراها مُفيدة و ناجعة .

بن جوريون بعد اعتراف العالم بتأسيس دولته السرطانية ، قال لشعبه : نريد دولة من الجنود ، ولا نريد دولة من الحاخامات .

فتبنّوا العلم و الفنون و التصنيع الشامل ، وجاهدوا فى سبيل تحقيق طموحاتهم التوسعية و الإستيطانية البشعة .

بينما نحن العرب لا نملك إلا الشعارات و الدعوات . بل قادة العرب دائماً يذهبون إلى أمريكا ، سعياً وراء رجالات البيت الأبيض ، لكى يُقنعوا الإسرائيليين باحترام حقوق الإنسان و الالتزام بكل المواثيق الدولية . بينما إسرائيل لا تعترف بوجودنا أصلاً ، و لا تهتم بأوجاعنا أصلاً .

يبدو أنها تعلم أن العرب مقاتلون أشدّاء على أنفسهم ، من أجل نزعات قبلية وضيعة . و ليسوا أشدّاء على العدو الغاصب لحقوقهم التاريخية .

الرئيس المصرى بالأمس طالب الشعب الإسرائيلى ، فى خطابه ، أن يتمسك بتجربة السلام الرائعة . بل طالب بأن يُكررها مع الشعب الفلسطيني .

ألا يعلم الرئيس المصرى أن إسرائيل لا تتمسك بأى سلام و لا تحترم أى ميثاق . و الإعلام المصرى بشكل دورى ، يتحدث عن تآمر الكيان الصهيونى على أمننا القومى ؟؟؟!!..

ألا يعلم الجميع أن دعوات السلام التى ندعوا الصهاينة بها ، تنطلق من مركز الضعف ، ولا تنطلق من مراكز القوة ؟؟!!..

عوامل الضعف لدينا ، أعمق من عوامل القوة لدينا ..

نطرح أفكار و شعارات و دعوات . قد لا نعرف ماهيتها ، و قد لا نعرف أبعادها .

هل ننتظر من إسرائيل ، بعد سماعها دعوات الرئيس المصرى ، أن تسعى حقاً للدفاع عن حق الفلسطينى فى العودة ؟؟. .. أنا أشك فى هذا قطعاً ..

هل ننتظر من إسرائيل ، بعد سماعها دعوات الرئيس المصرى ، أن تسعى حقاً لتفكيك المستوطنات الموجودة فى القدس الشرقية ؟؟.. أنا أشك فى هذا قطعاً .

هل ننتظر من إسرائيل ، بعد سماعها دعوات الرئيس المصرى ، أن تسمح ببناء جيش وطنى فلسطينى ، يدافع عن فلسطين ضد أى محاولات صبيانية ، يقوم بها الصهاينة مرةً أخرى ؟؟.. أنا أشك فى هذا قطعاً ..

هل ننتظر من إسرائيل ، بعد سماعها دعوات الرئيس المصرى ، أن نرى حماية حقيقية لأمن المواطن الفلسطينيى ، داخل السجون الإسرائيلية ؟؟.. انا أشك فى هذا قطعاً ..

هل ننتظر من إسرائيل ، بعد سماعها دعوات الرئيس المصرى ، أن ترفع يدها عن الجماعات الإرهابية والتكفيرية ، التى تقتل الجيش المصرى فى سيناء ؟؟.. أنا أشك فى هذا قطعاً ..

إذن ما هو اليقين بالنسبة لى ؟؟..

اليقين هو أن أمن المواطن الإسرائيلى سيبقى بدون مساس .

لأن المواطن الإسرائيلى يعرف أنه أمام شعوب عربية .. لا تُجيد المقاومة .. ولا تُجيد السياسة .. ولا تُجيد الديمقراطية .. ولا تُجيد التفكير العلمى .. ولا تُجيد التعاون ..

بل تلك الشعوب خاضعة للتطرف و للاستبداد و للخرافات و للأساطير .............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء