الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أئمة القرن الواحد والعشرين!

محمد مسافير

2017 / 9 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أحد الأصدقاء؛ طلب مني ألا أشير إلى اسمه، يعمل فقيها بأحد الدواوير، لم تعينه الأوقاف، بل استقدمته الجماعة بعد أن وافت المنية إمامهم السابق، عرضوا عليه الإمامة لتوفره على الوساطة (المعارف)، كان خريج كلية الآداب شعبة اللغة العربية، لم يحفظ حزبا في حياته، ولا يتذكر سوى أحاديث معدودات، لكنه كان يجيب عن كافة استفسارات سكان الدوار، كانوا إذا استفسروه عن أمر - وقلما يكون لديه الجواب الشافي - يأخذ حاسوبه المحمول، ثم يطرح السؤال في إحدى مجموعات الفايسبوك الدينية، وعندما يتوصل إلى الجواب، ينقله إلى السائل، وهكذا عاش عالما حكيما في القبيلة، وذكر أن أجمل شيء في وظيفته كرم أهل القبيلة، إذ كانوا يجودون عليه بمختلف الأطباق، وتتناوب الأسر فيما بينها تحضير الفطور والغذاء والعشاء...
خلاصة القول: عاش أعورا في بلاد العميان.

حضرتُ عقيقةَ أحَدِ الأصدقاء، وكَان من بين المدعويين، إمام مسجد الحي، جاء ليلقي بعض الوعظ والدعاء، فاستوى إلى كرسي أرسله شقيق صديقي من نيويورك، وعدل وضع ساعة يونكر اليدوية، ثم بدأ يطرق المايكروفون الأمريكي الصنع، ويقول: دسسس دسسس، في محاولة تقييم جودة الصوت، حتى إذا أستحال صافيا، أطرق برأسه نحو الأرض، ثم رفع عينيه ليجول بهما وسط الحضور، أغلب الحضور كانوا يتلهفون الوليمة، ولم يكن الإمام سوى مثار شؤم لهم، ورغم ذلك، سلكوا اللازم وكفوا عن الكلام، فجأة، وبعد أن أكمل السيد الإمام التهنئة، بدأ يلوح بالشتيمة، وينتقد التشبه بالغرب، ويلعن أمريكا وشعبها، حتى أتم الكلام، وانقضى صبر الملأ، فاتجه صوب المائدة، واستبق الجلوس في سكب الكوكاكولا، ثم تجرع الكؤوس دون مهل...
اتصلت به زوجته عبر هاتف موتورولا، تشكيه أوجاع الحمل، فانطلق كالسهم بسيارته فوورد، واستطاع إغاثتها في آخر لحظة !
ثم قال في نفسه: الحمد لله الذي سخر لنا أمريكا…

حوار مع إمام الحي:
- ألا ترى أن أوربا ليست في حاجة إلى صلاة الاستسقاء...
- صحيح، إن الله يبتليهم بالخير في الدنيا، كي يحاسبوا عليه في الآخرة، لقد أنعم الله عليهم بكل شيء، ورغم ذلك فإنهم ينكرون نعمته عليهم !
- وبماذا ابتلى الله شعب الكونغو وليبيريا وزيمبابوي، التي تعد في الدرك الأسفل في سلم الفقر !
اعتدل في جلسته، ورفع حاجبه اليمنى تعبيرا عن الدهشة، وبدأ يفرك لحيته كالذي يحك مصباح علاء الدين، فجأة، أتاه الوحي من حيث لا يدري:
- إن الفقر أيضا نوع من الابتلاء، ولا تسألني كيف ذلك، لأن ذلك من الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله !
استقمت في الحين، وصليت التراويح، ثم هرولت مشيا إلى الشرق، لأؤدي مناسك العمرة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين ما فيه نقوش
ابو منتظر الركابي ( 2017 / 9 / 22 - 01:07 )
يذكر د. علي الوردي أستاذ الاجتماع العراقي الشهير أن شيخ مشايخ عشائر شمر الشيخ فرحان الياور حل ضيفا عند احدى عشائر كركوك وأثناء حضوره مع عدد كبير من أبناء تلك العشيره دخل رجل وقام الحضور احتراما وتقديرا له وهنا سأل الشيخ فرحان عن شخصية الرجل القادم فأجابوه انه شيخ دين شيخ النقشبنديه وهنا أجاب الشيخ فرحان ببساطه وبالفطره يبه الدين ما فيه نقوش .... فعلا الدين ما فيه نقوش

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح