الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة بين استفتاءين وحراك الريف

خالد الصلعي

2017 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مقارنة بين استفتاءين وحراك الريف
*****************************
في هذه الأيام ونحن نكتوي بنيران اعتقالات شبابنا ومحاكمتهم خارج أي ضمانات حقوقية عادلة ، بل وبقتل بعضهم ، تتركز انظار المتابعين السياسيين حول استفتاءان للاستقلال ، الأول قريب منا جغرافيا وثقافيا ، يتعلق باستفتاء منطقة كاطالونيا ، وعاصمتها الشهيرة برشلونة . والثاني قريب منا وجدانيا وقوميا وثقافيا ، هو استفتاء الأكراد بالعراق .ورغم اختلاف السياقات والمبررات والدوافع ، فان الملاحظ ان كلا الاستفتاءين لم يشهدا تعنيفا وتجييشا كما عرفه حراك الريف ذي المطالب العادلة والمشروعة .
حقيقة يمكن ملاحظة تهديد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باستعمال القوة في حالة اقرار الانفصال في مناطق الكرد بالعراق ، وهو نفس ما ألمحت اليه حكومة أردوغان ، بينما اكتفت ايران باغلاق حدودها . اما في اسبانيا ، وبعدما تمادى الكاطالونيين في دعوتهم ، وأصروا على تنفيذ الاستفتاء ، فان تدخل السلطة لم يطل الا الرؤوس الكبيرة والرموز الداعية لهذا الاستفتاء . ولم تنجر مختلف السلطات وأجهزتها الى حرق الأخضر باليابس ، ولم يسجل عليها قتل مواطن اسباني ، كما أن لغة التخوين والعمالة منعدمة في خطاب المركز .
وهذا ما يؤشر الى سعة صدر المركز الاسباني ، واتمدد سقفها ، واعني به السلطة المركزية بمدريد ، /حكومة راخوي ، برغم أن حكومة كاطالونيا تستفيد من استقلالية شبه تامة عن المركز المدريدي . وبعد تنازل وزير المالية عن جزء هام من الدعم المالي الذي يرى مجموعة كبيرة من المحللين أنه الدافع الاساس وراء مطلب الاستقلال عن الدولة الأم ، فان ، هؤلاء الخبراء يتأملون الى الوصول الى نقطة اتفاق بين المركز وحكومة كاطالونيا . اذ لايعقل أن تستغل اموال وثروات الكاطالونيين في جهات اسبانية أخرى ، اهلها لا يبذلون الجهد الكافي لتنمية مناطقهم . كما ان سلطة المركز لم ترق الى تلبية حاجاتهم .
بينما نحن في المغرب ، ومع حراك الريف ذي المطالب الاجتماعية البحثة ، تم اعتقال أكثر من 700 مواطن ، وبلغت أحكام البعض سنوات طويلة ، وصلت الى حدود 20 سنة . كما تم اعتقال صحفيين واعلاميين ، وتم ترهيب المنطقة عن بكرة أبيها ، ما دفع بالكثير من الشباب الى اختيار الهجرة عبر القوارب المطاطية نحو الضفة الأخرى ، وطلب اللجوء السياسي . دون أن ننسى دخول الغالبية العظمى من المعتقلين ، سواء النشطاء أو الاعلامين في اضراب غير محدود عن الطعام ، حالة بعضهم بدأت تنذر بالخطر . ولم يتدخل احد لوقف هذه المهزلة ، وهذه الاهانة .
هنا تتبدى اختلافات العقلية السياسية ، بين عقلية بائدة ، ستالينية ونازية ، وبين عقلية متحضرة تحاول ان تهدئ الأمور وتستل الشعرة من العجين دون دماء . أما في المغرب ، فان أرواح المواطنين ومستقبلهم وحياتهم الأسرية لا معنى لها ولا قيمة . فالكل قابل ل"طحن مو" ، دون أن يرف جفن المسؤولين . ياحسرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم