الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسانية والدين!

محمد مسافير

2017 / 9 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أن ترقى بنفسك عمن سواك، يعني أن تنجح في اقتلاع نفسك من حشد القطيع، أن تقاطع تماما العرف والتقليد، أن تسعى نحو الخلاص من الإرادة العامة، الإرادة التي ترسم لك المسار قبل الولادة، نحو فرض إرادتك الجزئية، كما تراها في أشد انبلاجها...
والحق، أن الإنسانية المثلى، هي التي تصبوا نحو الحقائق دون أن تشفق بالعقائد، هي التي لا تقدس أبدا الفكرة اعتبارا لحجم معتنقيها، بل وفقط، مراعاة لمدى صدقها، وتكون دائما على استعداد لتقديم تنازلات سخية، في ميدان العرف والعقيدة، لصالح مستجدات العلم! وإلا انزوت العلوم مطلقا، لصالح تبرير العقيدة!!
حينما تصرح الدولة بأن دينا معينا هو الدين الرسمي للبلاد، فإنها تعلن بشكل رسمي وصريح حربا طائفية.
الدولة التي تحترم مواطنيها، لا تقوم بالتمييز بينهم حسب الاعتقاد، لكن حسب الولاء للوطن!
إن الدول الدينية جميعها، لا تزال تعيش تخلفا حقوقيا بغيضا، إذ أنها تقوم بمصادرة أحد الحقوق الأساسية للإنسان، وهو حق التدين، ومنه حق إبداء الرأي، لا يمكن لحق الرأي أن يستقيم في غياب حرية التدين!
لا يا سيدي، أنا لست مبشرا ولا أحاول إقناع أحد بفكري...
أنا مجرد إنسان بسيط، يعمل طول اليوم أو يزيد، من أجل توفير الكفاف، ولا يهمني شيء غير هذا...
كن مسلما أو مسيحيا أو سليعفانيا، كن ماركسيا أو ليبراليا أو رجعيا، كل ذلك لا يهمني...
لا يهمني أن تحلق الشارب أو أن تعفوا عن الزغب..
لا يهمني أن ترتدي سروالا قصيرا أو أن تمشي عاريا، أن تكون ذكرا أو أنثى أو مثليا...
ما يهمني فعلا... أن نتقبل الاختلاف، أن أفرض على فكرك وجودي حتى يتقبلني مختلفا، لا مشابها...
حين نصل إلى هذه الدرجة من الرقي، تقبل وجود الآخر المختلف، آنذاك فقط يمكننا أن نتفرغ لأشياء أخرى، أشياء أعمق بكثير..
والرقي لا يتطلب بالضرورة أخلاقا دينية، بل ربما يتسوجب التخلص منها، أو على الأقل، التخلص من خلفياتها ومحفزاتها، فمثلا، حين أنظر إلى محفظة نقود تسقط من جيب أحد المارة، لن آخذها أبدا، بل سأنبهه للأمر، وذلك لسبب بسيط هو أن المحفظة ليست لي، بل هي ثمرة عرق جبين ذاك المار...
حينما أنظر لشخص معوز محتاج، أقدم له يد العون متى قدرت، لسبب إنساني محض!!
لكن المتدين له أسباب أخرى...
مثلا، لن يأخذ المحفظة لسبب وحيد، لن يسرق لسبب وحيد، هو الخوف من النار، الخوف من قطع اليد... وليس لأن السرقة عمل غير نبيل... غير إنساني!
كذلك... يقدم الصدقة طمعا في عشرة أضعافها، طمعا في الفردوس، وليس حبا في العمل النبيل، حبا في الإنسانية!!
ثم إنهم شعب غير متسامح مهما حاولوا إظهار العكس، والرقي لا يجاري التعصب، بل يعاكسه، وكي تستطيع قياس منسوب التعصب في مجتمعنا، ومدى افترائهم حين ينادون بالتسامح ونبذ التعصب، فجرب وأخبرهم أن فلانا دخل الإسلام، وانظر إلى ردة فعلهم:
- سبحان الله، لقد هداه الله، ما شاء الله...
ثم أخبرهم مرة أخرى أن فلانا آخر قد هجر الإسلام:
- لعنة الله عليه إلى يوم الدين، إنه عميل الصهيون، إنها مؤامرة ماسونية..





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - ماهي الانسانية ؟
عبد الله اغونان ( 2017 / 9 / 23 - 23:21 )
نبحث عن الفاعلية وليس عن الشرح اللغوي
فماهي الانسانية ؟
نسبة الى الانسان؟
كيف يمارس الصهيوني الانسانية مع الفلسطيني ؟
يمارسها بالفعل الاحتلال القتل الاستغلال
كيف تمارس دول غربية وروسيا انسانيتهم ؟
بالحرب والقتل والاحتلال والتدخل
ارهابيون يدعون محاربة الارهاب

2 - الى عبد الله أغونان
ماجدة منصور ( 2017 / 9 / 24 - 03:42 )
وكيف مارس رسول الإنسانية....إنسانيته الفاقعة...مع أم قرفة و يهود بني قريظة؟؟
جاوبني,,,وسأجاوبك بعدها.0
يلعن سما كل أعور...يرى بعينه العوراء فقط0
احترامي للكاتب

3 - التوافق والإنسجام
johnhabil ( 2017 / 9 / 24 - 11:23 )
الوصايا العشرة محموعة وصايا إنسانية صاغها الإنسان تحت أسم الله ليكون لها مفعول رادع حيث كانت الحضارة البشرية الكفيلة بالردع معدومة في الزمن الغابر
وتطورت الحياة وتعددت الأجناس وتشكلت الدول وأصبح الإنسان بحاجة إلى قوانين حضارية
واقتصادية واجتماعية ملائمة للظروف الأنية وليس لقوانين وضعية غمرها أكثر من ((1400 ) سنة
فمن يسرق يذهب للسجن ومن يقتل يذهب للموت ومن يخون او يفسد له عقوبات أخرى مناسبة فلا رجم ولا عبودية ولا تفرقة بين جنس وآخروليس هناك ديانة مفضلة على العالم عند اصحابها
سوى الإسلام
الرجال قوامين على المرأة ويضربونها وحصتها غير متساوية مع الرجل وهي كالحرث تطأه الأقدام أنى ومتى يشاء الرجل
وفي أل عمران 85 الإسلام خو دين الله الوحيد الرابح وسواه من الخاسرين
وفي 29 من التوبة قاتلوا اهل الكتاب
ولا تولوا اليهود والنصارى .... وكفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة

4 - انا اجاوبك اجدة النصور
الجندي ( 2017 / 9 / 26 - 12:12 )
ام قرفة حديث موضوع اي قصة وهمية
اما يهود بني قريظة ت قتل المقاتلة منهم بحك خيانتهم وليس هو من حكم عليهم
يعني الخلاصة اجبتك ؟؟؟
يلعن سما كل أعور...يرى بعينه العوراء فقط0
اجبتك وايضا اتفق عك فتنادون بحديث موضوع وتنادون بمجموعة خونة

فمن يسرق يذهب للسجن ومن يقتل يذهب للموت ومن يخون او يفسد له عقوبات أخرى مناسبة فلا رجم ولا عبودية ولا تفرقة بين جنس وآخروليس هناك ديانة مفضلة على العالم عند اصحابها
1 الرجاء مراجعة اليهودية

الرجال قوامين على المرأة ويضربونها وحصتها غير متساوية مع الرجل وهي كالحرث تطأه الأقدام أنى ومتى يشاء الرجل
وفي أل عمران 85 الإسلام خو دين الله الوحيد الرابح وسواه من الخاسرين
ضربها
1 فعليا يحرم الضرب على الوجه في الاسلام
2 ويحر ان يترك الضرب اثر نفسي او جسدي
3 وايضا ياتي الضرب فقط في المرحلة الثالثة في اصلاح الزواج
4 والضرب يكون ان تمسك سوك وتضرب يدها
هذا اسمه ضرب ؟؟؟؟؟
حصتها غير تساوية ع الرجل
في الصرف على المنزل ؟؟؟؟
في ال عمران 85
يا رجل كل الديانات تقول انها هي الوحيدة الصحيحة ونها السيحية ؟؟؟
قاتلوا اهل الكتاب
هاي تتحدث عن عركة حقيقية والقتال للمسؤولين عن

5 - john
الجندي ( 2017 / 9 / 26 - 12:13 )
القتال للسؤولين عنه فقط

ولا تولوا اليهود والنصارى ..
فقط في الدين

وكفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة
1 يعني المسيحية تقول انه من لا يؤمن بالمسيح كفر فليش النقد لنا
2 الكفر هو عد التصديق اذن اين الشكلة ؟؟؟

6 - مقالات تظليلية
عبد الحكيم عثمان ( 2017 / 9 / 26 - 14:44 )
هذه المقالات وغيرها التي فتحت الدفاتر العتق والتاريخ الغابر هدفها التعتيم على مايجري اليوم من قتل بحق الالاف في سوريا والعراق واليمن وليبيا وخاصة من المدنين من الاطفال والنساء بضربات قوات التحالف الدولي الامريكية والروسية والبريطانية ةالفرنسية الى اخره وفي بورما وفي جمهورية افريقيا الوسطى وفي يوغسلافيا السابقة وكذا مايحصل للفلسطينين من قبل اتباع موسى التي قامت دولتهم على نصوص دينية
هذه ه ي اهداف هذه المقالات
وينجر ورائها امثال الست ماجدة منصور

اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي



.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو

.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24



.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على