الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب الفلسطيني امام واقع صعب

محمود الشيخ

2017 / 9 / 22
القضية الفلسطينية



اي متتبع لجدول الإحصاء المركزي الفلسطيني يجد ان نسبة الشباب في المجتمع الفلسطيني هي نسبة عالية بالضرورة،وتحتل هذه الفئة دورا مركزيا في حياة الشعب الفلسطيني في مختلف اتجاهاته،سواء في عجلة الإقتصاد او في دورة الحياة العادية،فهم الديناموا لأي حركة في الشارع الفلسطيني،ومن دونهم يصبح الشارع الفلسطيني فارغا من الحياة.وفاقدا لحيويته ولقدرته،ولأنهم كذلك فهم في دائرة الإستهداف دوما،الا من قوانا االسياسية التى اصلا تقدمت وتطور بنيانها التنظيمي وارتقى دورها السياسي وزاد حجم تأثيرها ومكانتهاا في الشارع الفلسطيني بفعل دورهم،ويشكلون سياج القوى السياسية،ورغم كل هذا الدور الذى يقوم به الشباب الا انهم اليوم ليسوا في دائرة استهداف قوانا السياسية ولا يعملون على استقطابهم وتفعيل دورهم الذى كان له الفضل في مختلف مراحل النضال الوطني الفلسطيني بدأ من ثورة البراق وصولا الى الإنتفاضتين الأولى والثانية وحتى اليوم يشكل الشباب وقود اي عمل وطني واجتماعي ويقوم الإقتصاد على اكتافهم وغيرهم من الفئات العمرية الا ان دور الشباب هو في مقدمة الأدوار.
وتبلغ نسبة الشباب من سن ( 15 – 29 ) سنه 30% من مجموع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزه،ويتوزع هؤلاء حسب الإحصاء المركزي الفلسطيني الى 37% من الفئة العمرية من سن
( 15 – 19 ) و63% من سن (20 -29 ) علما بأن اجمالي عدد السكان حتى منتصف العام 2016
( 4.82) مليون نسمة وان 72% من الأسر لديها على الأقل شاب بواقع 71% في الضفة الغربية،و 74% في قطاع غزة.
ولأنهم مستهدفون تنتشر بين صفوفهم المخدرات بأنواعها المختلفة،وبطبيعة الحال الإحتلال الإسرائلي وراء انتشارها يسهيل وصولهم اليها،ففي القدس الشرقيه تنتشر بين سن (16 – 60) سنه ويقدر عدد المدمنين عليها (6000) شخص وعدد المتعاطين (18000) هؤلاء في طريقهم الى الإدمان،ويبلغ عدد المتعاطين للمخدرات في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس من (40-60 ) الف متعاطي ثلثهم من القدس ،يدفعهم الى ذلك الضغوط النفسية التى يواجهونها بسبب مختلف السياسات الإسرائيلية ضد اهلنا في مدينة القدس،والبطالة والتفكك الأسري،وتشجيع دائرة التأمين الوطني،التى تقوم بصرف راتب شهري لكل متعاطي مخدرات،لأنهم يسعون تنشيط جبهة حربهم على الشعب الفلسطيني من خلال ادمانه على المخدرات،فطالما الشاب يتعاطى المخدرات يصرف له راتب،وعندما يتوقف عن التعاطي يتوقف الراتب.
وفي دراسه اعدتها جامعة القدس المفتوحه اظهرت ان 60% من مدمني المخدرات ادمنوها من خلال رفاق السوء،و20% بفعل التفكك الأسري،و20% بفعل عوامل نفسيه،وايضا اظهرت ان 91.7% من متعااطي المخدرات من الذكور.
هذه احد الهموم التى يعاني منها الشباب الفلسطيني،فقد بلغ الأمر بأن بعضهم لا يقوم بتعاطيها فحسب بل والإتجار فيها وزراعتها،مما يشكل خطرا جسيما على الشباب وعلى دورهم،في مختلف المجالات وبشكل خاص دورهم الوطني المستهدف اصلا من قبل الإحتلال.
وبطبيعة الحال هذه الظاهره غزت مختلف التجمعات الفلسطينيه كوننا مستهدفين،في المدن والقرى والمخيمات،فالمدمن لا يهمه لا شرف ولا دين ولا وطن ويصبح مع ازدياد تعاطيه فاقدا للأخلاق،جل همه ان يرى نفسه مستمتعا وهو فاقد الوعي يرى نفسه ملكا بفعل ما يتعاطاه من انواع المخدرات التى نتيجتها الطبيعيه الموت المحتم لمن يتعاطى بعد ان يكون المرض قد نخر عظمه وفتك لحمه وتسبب له بمجموعة من الأمراض التى تؤدي واحده منها الى وضع حد لحياته،تصيب القلب واليدان والرئة والدماغ،واي جزء من اجزاء الجسم معرض للمرض.
ان الأرقام سالفة الذكر من المتعاطين او المدمنين سواء في القدس او باقي انحاء الوطن الفلسطيني تشير الى حجم الخطر الذى يتعرض له شعبنا بشكل خاص الشباب،خاصه ان الزيادة في اضطراد سنوي،بفعل دور رفاق السوء من جهه،والضغوط النفسيه التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني وبشكل خاص الشباب منهم،بطاله تتزايد سنويا اذ تبلغ نسبة العاطلين عن العمل في قطاع غزه 52% وان 80% من اهالي قطاع غزه يتلقون مساعدات من جمعيات خيريه،اي ما يقرب ال (1.600) مليون يتلقون مساعدات اذا ادركنا ان عدد سكان غزه (2) مليون نسمه حتى نهاية عام 2016 وفي الضفة الغربيه ايضا هناك (400) الف عاطل عن العمل اي (4 من كل 10 شباب ) عاطلين عن العمل،وتبلغ نسبة البطاله بين الشباب من سن ( 15-19) 39% ومن سن ( 20-24) 43% ومن سن (25 – 29) سنه 35% وتركزت البطاله من سن (15 – 29) للذين لم ينهوا مرحلة دراسيه بواقع 55% كما تبلغ البطاله بين الشباب الخريجين 51% في الربع الأول من عام 2016 وان معدل البطاله يرتفع مع ارتفاع مستوى التعليم وهناك (360 ) الف عائله تتلقى مساعدات من الشؤون الإجتماعيه.
هذه القضية الثانيه التى يعاني منها قطاع الشباب والتى تضع الشاب في حيره دائمه مع نفسه بعد ان بلغ سنا لا يسمح له مطالبة اهله بالصرف عليه،اما يدفعه ذلك للبحث عن بلد يهاجر اليها او يلجىء لتناول المخدرات او يحرق نفسه او ينتحر هروبا من واقعه السيء الذى يعيشه،ولا يرحمه المجتمع في شتمه وانتقاده وتسليط الضوء عليه،في الوقت الذى وجب علينا مساعدته للتخلص من رفاق السوء لمن يتعاطى المخدرات،والوقوف معه لتجاوز الحالة النفسيه واسبابها التى ادت به لتعاطي المخدرات،فعلاج هؤلاء ليس بالقدح والذم بل علاج صحيا وجلسات نفسيه،ولقاء اهله للوقوف على حالة العائله وعلاقاتهم ببعضهم بعضا.
وبفعل البطاله المستفحله في مجتمعنا الفلسطيني يعتبر شعبنا احد مصادر الهجره الى مختلف دول العالم وخاصه امريكا واوروبا،وبشكل خاص من فئة الشباب،فمثلا في عام 2016 تزوج في صيف 2016 من بلدتي المزرعه الشرقيه –قضاء رام الله – فلسطين (60) عريسا (55) شاب منهم غادرها الى امريكا،وبالضروره يعكس هذا الوضع نفسه على عدد سكانها اذ اي زيادة سنويه في نسبة المواليد يقابلها سفر شباب الى امريكا يعني عملية تفريغ للوطن،ثم تبدأ معاناة المغترب منذ لحظة اقتلاعه من الوطن فالهجره بحد ذاتها اقتلاع ومن يهاجر يعود الى وطنه زائرا وليس مقيما،كما وتعكس الهجره وضعا سلبيا في زيادة نسبة الإناث غير المتزوجات،اذا لاحظنا ان شباب البلد معظمهم يتزوج من بنات يحملن الجنسية الأمريكيه،مما يعني ان البنات اللواتي لا يحملنها معرضات اما للعنوسه او لتأخر زواجهن،اذ تبلغ نسبة البنات المتزوجات في الضفة الغربيه فقط 41% حسب احصاءات سنة 2015 كما وتبلغ نسبة المتزوجين في الضفة الغربيه فقط 26% من الشباب،وهناك عزوف طبعا عن الزواج بسبب الأوضاع الإقتصاديه السائده في البلاد فمن يريد الزواج عليه التفكير اولا في تأمين متطلبات الحياة بعد الزواج وقبله تأمين مصاريف الزواج لهذا بات العزوف عن الزواج ظاهره منتشره في البلاد.
هذه بعض القضايا التى يعاني منها المجتمع الفلسطيني بالطبع للإحتلال علاقة غير مباشره في ارتفاع نسبة هذه القضايا ولسوء ادارة السلطه ايضا علاقة مباشره فيها،لم تدير اقتصاد البلاد ولم تهيكله بما يخدم محاربة البطاله او زيادة القدره التشغيليه لما هو قائم من الصناعات ولم تعمل على محاربة الهجره بفتح مجالات تشغيليه للشباب وابقت الوضع قابل لزيادة حجم الهجره،صحيح انها تحارب المخدرات وانتشارها والقت القبض على العديد من مروجيها وهم بالمئات ووصلت الى مزارع المخدرات وزارعيها،الا انها في ازدياد مما يستدعي ضرورة تعاون الجهات الأمنيه مع اهالي القرى والبلدات من اجل اجتثاث هذه الظاهره من اساسها فكلما ارتفعت ترتفع معها نسبة الجريمه،ولذلك يجب محاسبة مروجيها او الذين بتعاطونها حسابا شديدا ودون هواده لما يشكل ذلك من خطر على الأجيال خاصه الصغار منهم.وايضا على الأهالي زيادة دورهم خاصه الأباء في مراقبة ابناؤهم وتكاتف جهود مختلف الفئات الشبابيه لمقاومة ظاهرة المخدرات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة