الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سطور من أصل الحكاية

حمدى عبد العزيز

2017 / 9 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



أثبتت الجماعات السلفية أنها أكثر إخلاصاً للدعوة السلفية التي أطلقها مؤسسها وقائدها والأب الروحي لجماعاتها وعصاباتها محمد بن عبد الوهاب انطلاقاً من جبال ووديان وصحاري هضبة نجد في شبه الجزيرة العربية

إذ رفض بن عبد الوهاب في حياته تسمية دعوته بالوهابية وأطلق عليها "الدعوة السلفية"
كما أن الجيل الأول من شيوخ الوهابية وزعمائها قد رفضوا هذه التسمية التي أطلقها عليهم الرحالة المستشرقون وأركان الدولة العثمانية وكتابها

إلا أن الجيل الذي أسس الدولة السعودية الثالثة من الوهابيين قد استجاب لذلك عندما أطلق علي العصابات التي تم تشكيلها في "هجر" نجد بقيادة "الإمام عبد العزيز بن سعود" تحت مسمي (الإخوان الوهابيين) وبدعم من المخابرات البريطانية تمثل في توفير السلاح وتدريب هذه العصابات بواسطة ضابط المخابرات البريطانية "شكسبير" والذي خلفه بعد مقتله الغامض الجنرال "فليبي" كما قررت الحكومة البريطانية راتباً قدره 500 جنيه استرليني للأمير عبد العزيز بن سعود الذي سيصبح فيما بعد "سلطاناً" ثم "ملكاً" بعد أن كان "أميراً" من الأمراء السعوديين المقيمين بالكويت بعد انهيار الدولة السعودية الثانية

وهكذا أصبح اسم الحركة الوهابية مقترناً بخلفاء وأتباع محمد بن عبد الوهاب وأصبحت الوهابية هي الأسم الذي يطلق علي أنصار دعوة بن عبد الوهاب السلفية الفاشية

بينما في مصر تمسك السلفيون برغبة بن عبد الوهاب وجوهر دعوته باعتبار أنهم "الفرقة الناجية" التي هي علي طريق بن عبد الوهاب والتي تحمل تسميتها جوهر الدعوة الوهابية بأن "الفرقة الناجية" أو "الطائفة المنصورة" هي من تسير (دون تحريف أو استجابة لأية مستحدثات زمنية) علي نسق مجتمع "السلف الصالح" أي الرسول والصحابة وتابعيهم من الإئمة الأربعة وعلي رأسهم احمد بن حنبل ثم ومن بعدهم "شيخ الإسلام - بن تيمية" وتلميذه "ابن القيم الجوزية" وانتهاءً بآخر حبات عناقيد السلف الصالح الشيخ المسلح محمد بن عبد الوهاب

أما الأخوان المسلمون فقد حافظوا علي العناصر الجوهرية للدعوة السلفية التي قال بها بن عبد الوهاب لكنهم فضلوا إعادة ترتيب الأعمدة الفكرية للدعوة الوهابية حسب أولويات مرحلية تتناسب مع طبيعة الإختلاف الجغرافي والبيئي والإجتماعي والثقافي للمجتمع المصري عن مجتمع صحاري وجبال وهضاب ووديان الجزيرة العربية

، وقد اهتم الجيل المؤسس لجماعة الإخوان المصرية كذلك أكثر بالجانب الحركي والتنظيمي والإستراتيجيات الدعوية الدعائية الطابع التي يمكن أن تمكنهم من النفاذ إلي المجتمع المصري والوصول لهدف إقامة دولتهم الإسلامية المزعومة توطئة لتحقيق الهدف النهائي الذي أطلقته الدعوة السلفية الوهابية بإقامة دولة الخلافة الإسلامية المقترنة بالوصول إلي نحت علاقات وثقافة إجتماعية تشكل استنساخاً تصورياً لمجتمع السلف الصالح

وهذا هو بالضبط سر خروج الدعوة السلفية الوهابية علي الخلافة العثمانية ووصمها بدولة الشرك

ولذلك أبقي حسن البنا علي كلمة (الإخوان) كمدلول يحقق متانة الرابط التنظيمي للجماعة تماماً كما أرادت الحركة الوهابية عبر إطلاق تسمية (الإخوان الوهابيون) علي عصاباتهم القتالية التي تشكلت في هجر نجد

كما أنه عندما ألحق البنا كلمة (المسلمون) بكلمة (الإخوان) تسميةً لجماعته ... كان يؤكد باستخدام (ألف ولام التعريف والقصر في ذات الوقت) في (المسلمون) علي اعتبار أن عضوية جماعته هي معيارية الإسلام وأن جماعته هي مايقوم الدليل الدامغ علي كونها كبنية تأسيسية لمجتمع أهل السنة والجماعة هي النسخة المصرية من (الفرقة الناجية) وهي بالتالي (الطائفة المنصورة)

___________
حمدى عبد العزيز
20 سبتمبر 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك