الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكتةٌ حمقاءٌ سمجةٌ لمجلس الأمن الدوليِّ .

يوسف حمك

2017 / 9 / 23
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


كما هو منصوصٌ بأن المسؤولية الرئيسية لصون السلم و الأمن الدوليين تقع على عاتق مجلس الأمن ، طبقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة . و بموجبه : على دول الأعضاء و خاصةً الخمسة الدائمة أن تمتثل بقرارات المجلس .

منذ عقدين و فوهات البنادق لم تصمت في العراق ، تحصد الأرواح بالجملة ، و سبطانات المدافع و الدبابات ساخنةٌ كالنار تحرق الأخضر قبل اليابس .
أما براميل طائرات دول الأعضاء الدائمين لهذا المجلس ( المبجل ) تدمر المنازل فوق رؤوس ساكنيها ، و تجعل من حطامها مقبرةً جماعيةً للناجين من انهمار رصاص بنادق المسلحين .
و من لم يفر خارج الحدود هارباً يتفتت جسده على الأرض أشلاءً من شظايا مفخخات أجساد الملتحين و عبوات عشاق الأثواب القصيرة و محبي نكاح المجاهدات .

و في سوريا منذ نصف عقدٍ يجري سباقٌ محمومٌ يشترك فيه كل دول العالم بجيوشها و كافة صنوف أسلحتها ،
و الميليشيات المسلحة من كل الأصقاع تتبارى في القتل و الخراب و الدمار .
و ناهيك عن صراع المصالح بامتيازٍ بين دول الأعضاء في المجلس اللاأمني ،
و الدول الإقليمية جعلتها مرتعاً خصباً لها ، و مزرعةً مفتوحة الأبواب منها تقتات .

و في اليمن حربٌ ضروسٌ بين طائفتين مردها الانتقام للأموات قبل أربعة عشر قرناً ، كما أخذ الثارات ....

و باعتبار أن مجلس الأمن ليس دميةً للأطفال ، و لا لعبةً يلهو بها الصغار، بل خمس دولٍ دائمة العضوية فيه تعبث بأمن العالم ،
فتعيث فيه الفساد و الفوضى العارم و الخراب و التشريد و تخلق الأزمات و تفتعل الحروب ، فتقتل القتيل بطرحه أرضاً و بجنازته لا تمشي .
تحرض الآخرين على فعل شيءٍ بمساندتهم لفترةٍ ثم عليهم تنقلب ، أو تدعهم في منتصف الطريق بعد أن تغدر بهم كالعقارب .

فكل ما ليس فيه أمنٌ و أمانٌ سببه مجلس الأمن هذا ،
و ما ليس فيه سلامٌ و طمأنينةٌ سببه أعضاء المجلس ذاته .
و على هذا المقاس فإن مجلس الأمن هو ( مجلس اللاأمن و اللاسلم و اللااستقرار ) .
اسمٌ على غير مسمى ، يفعل عكس ما يدعي .
مصدرٌ للفتن ، و بؤرةٌ للإرهاب ، و مدجنةٌ لتفريخ النفاق و الأكاذيب .

بعد كل هذا اللااستقرار و الفوضى و الحروب يخاطب مجلس الأمن القيادة الكردستانية : أوقفوا استفتاءكم الذي يثير الفوضى و يخلق عدم الاستقرار و اللاأمن .
و كأن أنهار الدماء لا تسيل ، و الجثث تحت الأنقاض لا تطحن ، و الأبنية فوق الرؤوس لا تهدم ، و الصراع الأزلي بين الطوائف و المذاهب خامدةٌ ، و العلاقة بين الشعوب أخويةٌ ، و حكومات الدول ليست في خصامٍ و تضادٍ و تناحرٍ و تصادمٍ ..... و أن العالم كله ملائكي الطبع ، محمود السيرة ، الأمن فيه مستتبٌ يعمه السلام و الوئام ....
باستثناء الكرد الذين باستفتائهم يفسدون هذا السلام ، و يخلقون الفوضى ، و يشعلون فتيل الحروب ....
حتى أردوغان هذا الحمل الوديع الذي لا يعرف التهديد و لا الوعيد من المحتمل جداً أن يفسد الكرد باستفتائهم أخلاقه ، و تثير حفيظته ، لأن طنين الذباب على المريخ يشكل خطراً على أمن بلاده القومي ، فكيف إذا خرج الشعب الكردي عن بكرة أبيه إلى الشوارع و صرخ : ( نعم للاستقلال ) ؟!

الجميع متفقون بأن الاستفتاء حقٌ مشروع لكن الوقت لم ينضج بعد .
حتى الذي وقف معهم بالأمس و دعاهم لإجراء الاستفتاء تراجع اليوم دون أخذ أي اعتبارٍ لمصداقية كلامه و بلا خجلٍ .
اليساري الانتهازي ، و الإسلامي الدموي ، و القومجي الشوفيني كلهم يتذرعون بأن الوقت غير مناسبٍ .
دون أن يذكروا : ماهي عوامل نضج الوقت ، و ماهي علامات ملاءمته ؟!
فمتى كان أخذ الحقوق مرهوناً بالوقت ؟
أم إن موعد يوم القامة مرتبطٌ بإقامة الدولة الكردية ؟!
و ناهيك أن الشعب الكردي قال كلمته الفصل ( نعم .... نعم ) و على مرأى العالم بأسره .
ولاسيما أنه لم يعد هناك شيءٌ اسمه سوريا أو العراق . و بلسان عددٍ من المسؤولين الغربيين .
علماً أنهم يذرفون دموع التماسيح على وحدة العراق و سوريا .
كما امتعاضٌ شديدٌ من الانتخابات التي تجري في مناطق روج آفا ، بغية إنشاء فيدراليةٍ فيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل